بمشاركة أطباء وباحثين في الميدان : «علم الأوبئة ومنهجية البحث» .. محور «أيام علمية» بوجدة

 

احتضن المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بوجدة ، مؤخرا، فعاليات الأيام العلمية 12 التي دأب المعهد على تنظيمها كل سنة، تخليدا لليوم العالمي للممرض واليوم العالمي للقابلة، وذلك من خلال تنظيم موائد علمية لفائدة الطلبة والمهتمين بعلوم الصحة بتأطير باحثين في الميدان…
وفي تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، أفادت فاطمة الزهراء امباركي مديرة المعهد بأنهم دأبوا على تنظيم هذه الأيام العلمية «تنزيلا لقناعتهم بجعل المعهد يحتل «مرتبة تعكس انتقاله من مؤسسة ذات تكوين اتخذ في بداية طابعا مهنيا، إلى مؤسسة تجعل من العلم منهجية للتدريس وموضوعا للبحث، وذلك حتى يساير ما عرفته مهنة التمريض من تطورات نوعية»، مشيرة إلى أنهم منفتحون على جميع المؤسسات الأكاديمية من جامعة وكلية الطب وكذا مراكز مهن التربية والتكوين، ويختارون مواضيع تقاطعية بين المعهد وهذه المؤسسات تهم الصحة والبحث العلمي، وأنهم اختاروا «علم الأوبئة ومنهجية البحث» محورا للأيام العلمية ، نظرا لما يكتسيه هذا الموضوع من أهمية في خدمة المنظومة الصحية من جهة، ومن جهة أخرى لتحسيس الطلبة بعلم الأوبئة وحثهم على الاجتهاد والبحث في هذا المجال لتوفير قاعدة بيانات حول بعض الأمراض تكون مرجعا يستند إليه في ضبط الحالة الوبائية ببلادنا».
وعرفت الأيام العلمية تقديم مجموعة من المداخلات أطرها أطباء وباحثون، حيث قدم الدكتور محمد امبارك، أخصائي في علم الأوبئة، مداخلة حول موضوع «المراقبة الوبائية في المغرب» قدم خلالها تعريفا لعلم الأوبئة كأداة لا غنى عنها في مجال الصحة، والعناصر الأساسية التي يوفرها لتوجيه السياسة الصحية من خلال المكون التحليلي الخاص به، والقيام بإجراءات المراقبة والوقاية الواجب اتخاذها وتقييم تأثيرها، مذكرا بأن المراقبة الوبائية في المغرب تخضع للمرسوم الملكي رقم 554-65 المؤرخ في 17 ربيع الأول 1387، 26 يونيو 1967 «المتعلق بوجوب التصريح ببعض الأمراض واتخاذ تدابير وقائية للقضاء عليه «، مشيرا إلى أن «الوضع الوبائي بالنسبة للعديد من الأمراض المعدية من حيث الوفيات، عرف تحسنا ملحوظا بفضل اللامركزية وتدريب الموارد البشرية…»، كما أن «المشاكل الصحية ببعض المناطق الجبلية مازالت مطروحة بفعل مجموعة من العوامل اجتماعية، اقتصادية، الأمية، ضعف البنية الأساسية في العالم القروي من الماء الصالح للشرب، الصرف الصحي، انتشار النفايات المنزلية، زيادة على ظهور بعض الأمراض المعدية المرتبطة بتغير السلوكات وتدفقات هجرة السكان».
وخلص المتدخل إلى «أن المراقبة الوبائية تتطلب تعاونا وثيقًا لتنفيذ الدورية الوزارية الصادرة في 3 ماي 2019، والتي تؤكد على أهمية تطبيق أنشطة الرقابة والمراقبة الوبائية على مستوى المستشفيات».
وتطرق البكاي سلام، دكتور في البيولوجيا وباحث في التغذية، إلى موضوع «التغذية والأمراض المزمنة»، مبرزا بأن هذه الأخيرة وخاصة أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطانات ومرض السكري تشكل تهديدا خطيرا لصحة الإنسان وتطوره، وتعد من الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية ذكرت بأن هذه الأمراض تسببت سنة 2018 في 41 مليون حالة وفاة معظمها في الدول النامية، و» في المغرب فإن هذه الأمراض تشهد نموًا كبيرًا وتمثل حوالي 80٪ من أسباب الوفيات»، و»لها ارتباط بالنظام الغذائي وعوامل نمط الحياة واستهلاك التبغ أو الكحول وانخفاض النشاط البدني»، مضيفا بأن تطور السمنة يعد عامل الخطر الرئيسي للعديد من الأمراض المزمنة وخاصة أمراض القلب الوعائية»، مشيرا إلى «أن نقص التغذية، خاصة عند الأطفال، يمكن أن يؤدي أيضا إلى الأمراض المزمنة».
وبشأن «تأثير الشبكات الاجتماعية على الصحة العقلية لمستخدميها»، أوضحت الباحثة في الصحة النفسية سامية الصدقي «أن منظمة الصحة العالمية دقت ناقوس الخطر حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعة من المواقع الإلكترونية المتاحة للتفاعل في جميع أنحاء العالم على الصحة العقلية والرفاهية للمستخدمين خاصة من هم في سن مبكرة»، كما» أن العديد من الدراسات أشارت إلى وجود علاقة بين المشاركة في الشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت والاضطرابات النفسية المختلفة» ، لافتة إلى «أن مجلة العلوم النفسية ذكرت بأن «مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تخلق الإدمان بنفس طريقة إدمان الكحول أو السجائر».
وشكلت «تغطية التطعيم وإعادة ظهور الأوبئة» موضوع مداخلة المختص في علم الأوبئة بالصحة العمومية إبراهيم مولودي، مشيرا إلى «أسبوع التطعيم العالمي ضد الحصبة الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية «24 و30 أبريل «2019، بهدف «رفع الوعي العام بالأهمية الحيوية للتحصين مدى الحياة، خاصة وأن نسبة الإصابة بالحصبة، وفقا لآخر بيانات منظمة الصحة العالمية، قفزت إلى 300٪ ووصلت في إفريقيا إلى 700٪»، مضيفا بأن «التطعيم لا يزال أحد أكثر الطرق المؤكدة فعالية لضمان الأمن الصحي العالمي» ، مبرزا بأن» نسبة تغطية التطعيم بالمغرب تجاوزت 90٪، ومع ذلك يجب مضاعفة الجهود وتدخل الجهات الفاعلة في مجال الصحة والإعلام قصد التوعية والتحسيس لمواجهة المعلومات الخاطئة».
وحول محور «منهجية البحث»، قدمت نوال زيتوني، دكتوراه في البيولوجيا، مداخلة تحت عنوان «السيطرة على عملية البحث»، مشيرة إلى أنه «عملية ديناميكية صارمة تتمثل وظائفه في وصف وشرح وفهم ومراقبة الحقائق والظواهر والسلوكيات…»، و «الباحث الذي يطمح أن يكون مقروءا ومعترفا به يجب أن يكون لديه إلمام جيد بعملية البحث وإتقانها من كافة جوانبها بدءا من سؤال البحث إلى نشر المقالات».
ابراهيم مولودي قدم عرضا حول «جمع البيانات الكمية: استبيان Sphinx»، أوضح من خلاله بأن فكرة إنشاء استبيان «تنبثق بشكل أساسي تحت ضغط مشكلة عامة يتعين حلها والبحث عن إجابات عن السؤال الذي يطرحه المرء على نفسه حول الحاجة إلى المعلومات…» مضيفا بأن إعداد استبيان «يعد نوعا أساسيا ومعقدا يتطلب خبرة في اختيار الأسئلة لا رجعة فيها وتحدد جودة نتائج الدراسة» ، مبرزا بأنه «برنامج من الدراسات الاستقصائية وتحليل البيانات يتمتع بالعديد من المزايا، بما في ذلك البساطة والتكامل والواجهة البديهية».
وتحدث الأستاذ الباحث البكاي اليوسفي، عن «ببليوغرافيا سهلة وفق المعايير: استخدام برنامج Zotero»، مبرزا بأنها «عنصر أساسي في العمل البحثي لأنه يعطي المصداقية والدقة العلمية للعمل، ويجب أن يتم ذلك وفقا لمتطلبات صارمة جدا وفقا لمعايير ISO 690…».


الكاتب : سميرة البوشاوني

  

بتاريخ : 01/07/2019