بمناسبة إطلاق حملة صفر وفاة أثناء الوضع بمستشفى عبد الرحيم الهاروشي بالدارالبيضاء .. الدكتور مولاي سعيد عفيف: تتبع حالات الحمل المستعصية الحلّ الوحيد من أجل ولادة آمنة للحفاظ على صحة الأم والطفل

دعا الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، إلى تكثيف الجهود وتعبئة كل الإمكانيات وتعزيز الشراكات بين القطاع العام والخاص، من أجل الحدّ من معدلات وفيات النساء الحوامل والأمهات والأطفال دون سن الخامسة، ومواصلة ما تحققه بلادنا من تراكم إيجابي في هذا الإطار انسجاما وأهداف الألفية الإنمائية. وأبرز الخبير الطبي والفاعل الصحي في مجال طب الرضع والأطفال، بأن تتبع حالات الحمل المستعصية بشكل منتظم بشكل خاص، ومراقبة مسار المرأة الحامل طيلة أشهر الحمل بشكل عام، كفيلان بضمان كل الشروط الصحية لأجل ولادة جيدة وفي ظروف آمنة تحافظ على حقّ الجنين ووالدته في الحياة ويمكّنان من تمتيعهما بصحة جيدة، مؤكدا على أن المرأة هي عماد الأسرة والعمود الفقري للمجتمع، ومتى تم الاعتناء بصحتها انعكس ذلك على المنظومة الأسرية وعلى البلاد بشكل عام؟
وشدّد الدكتور مولاي سعيد عفيف، وهو رئيس جمعية الأم والطفل، في كلمته له خلال حفل إطلاق مصلحة الأمومة بمستشفى الأم والطفل عبد الرحيم الهاروشي التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، زوال يوم الجمعة الأخير، لحملة من أجل تعزيز صحة الأم والطفل، والتي تندرج ضمن الحملة الوطنية التي أعلنت عنها الوزارة الوصية على القطاع، على أن الشعار الذي تم اختياره والذي يعتبر تحدّيا من طرف العاملين بالمصلحة، وكل الأطر الصحية بالمستشفى والمركز الجامعي بشكل عام، والمتمثل في صفر حالة وفاة أثناء الولادة، يعكس انخراطا جماعيا من أجل صون حق الحوامل في الحياة هنّ ومواليدهن، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستمتد لتشمل الألف يوم من حياة الرضيع، مبرزا كيف أن هناك مشكلات عويصة تقع في عدد من دول العالم، مرتبطة بظروف الوضع وبالتكفل بالمواليد، خاصة الخدج، الذين يتطلبون رعاية خاصة والتوفر على حاضنات وعلى الأطقم المؤهلة لذلك.
وأوضح الدكتور عفيف بأن المغرب تطور كبيرا في هذا المجال، مستدلا على ذلك بالأرقام الأخيرة التي تم الإعلان عنها والتي تشير إلى انخفاض معدل وفيات الأمهات بنسبة 35 في المئة ما بين 2010 و 2016 إضافة إلى تراجع معدلات وفيات المواليد الجدد بنسبة 38 خلال نفس الفترة، مشيدا في هذا الإطار بالجهود المبذولة وبالوقاية التي يوفرها البرنامج الوطني للتلقيح للرضع والأطفال كذلك، الذي أكد على أنه يضاهي برامج التلقيح في الدول المتقدمة، داعيا في هذا الإطار إلى الحرص على تمكين الأسر بناتها وأبنائها من اللقاحات والاستفسار عن كل تأخير قد يقع في مواعيد التلقيح، وعدم الاستهانة بهذه الخطوة التي يمكنها أن تنقذ حياة فلذات أكبادهم وأن تقيهم من أمراض قاتلة.
من جهتها، استعرضت البروفيسور نعمية سموح، رئيسة مصلحة الأمومة بمستشفى الأم والطفل عبد الرحيم الهاروشي، والأستاذة بكلية الطب والصيدلة، تفاصيل البرنامج الذي تم تسطيره محليا على صعيد هذه المؤسسة الصحية، والذي سيمتد على مدار السنة الجارية، مبرزة بأنه انطلق على صعيد المستشفى وسيتوسع نطاقه ليشمل عموم مهنيي الصحة والشركاء والجمهور الواسع، حيث سيتضمن ندوات علمية وملتقيات طبية، إضافة إلى برمجة قوافل طبية لتقريب الخدمات الصحية من الفئات الهشة وتمكينها من متابعة طبية ملائمة قبل وبعد الولادة، فضلا عن برمجة أيام علمية بمشاركة باحثين وأطباء وممرضات ومولدات إلى جانب فعاليات المجتمع المدني.
وأكدت سموح بأن مصلحة الأمومة بمستشفى الأم والطفل عبد الرحيم الهاروشي تسعى من خلال هذه المبادرة إلى إيصال رسالة واضحة مفادها أن تحسين صحة الأمهات والمواليد مسؤولية جماعية، مضيفة بأن مهنيي الصحة يلتزمون من خلال هذه الخطوة بتوحيد الجهود، المساهمة في تعزيز التثقيف الصحي، وتوفير مواكبة شاملة وآمنة في كل مراحل الأمومة.
وجدير بالذكر أن حفل الإعلان عن إطلاق هذا البرنامج عرف مشاركة كل من المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد ومدير مستشفى عبد الرحيم الهاروشي إضافة إلى ممثل للمديرية الجهوية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بجهة الدارالبيضاء سطات، وعدد من الفاعلين الصحيين والمدنيين.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 15/04/2025