بمناسبة الاحتفال بذكرى 49 لانطلاق المسيرة الخضراء .. «الحكم الذاتي: المضامين والإنتظارات» محور لقاء هام لممثلي القبائل الصحراوية القاطنين بأكادير

 

احتفاء منها بذكرى مرور49 سنة على انطلاق المسيرة الخضراء المظفرة لاسترجاع الأقاليم الصحراوية الجنوبية من الاستعمار الإسباني، أبت القبائل الصحراوية القاطنة بمدينة أكادير، إلا أن تحيي وتحتفل هي الأخرى وبطريقتها الخاصة، بهذه المناسبة الغالية على قلوب المغاربة، حيث التأم شمل ممثلي هذه القبائل مساء يوم الأربعاء 6 نونبر2024 بمقر جمعية أيت أوسى للتنمية والثقافة الكائنة بحي الخيام.
وكان الهدف من هذه اللمة الصحراوية الاستثنائية والمتميزة بنوعية الحضور وكثافته هو الإنصات أولا للخطاب الملكي السامي بهذه المناسبة والتقاط أهم خطوطه العريضة، وثانيا تتبع ومناقشة عرض قيم له ارتباط وثيق بالحدث، ألقاه الدكتور سيدي علي ماء العينين حول «الحكم الذاتي:المضامين والانتظارات».
ومكّن المتحدث الحضور من معرفة بنود الحكم الذاتي البالغ عددها 35 بندا، وأهدافه، والسياق التاريخي الذي جاء فيه، لحلحلة مشكل الصراع المفتعل بالصحراء المغربية من قبل خصوم الوحدة الترابية، وهو مشكل مصطنع يعود إلى منتصف السبعينات من القرن الماضي في عز اشتداد الحرب الباردة، كما أنه مشكل مفتعل يقول ماء العينين، أراد من خلاله أعداء الوحدة الترابية عزل المغرب عن صحرائه الجنوبية وعن امتداده الإفريقي.
وبخصوص موضوع العرض، بسط الدكتور سيدي علي ماء العينين أهم ما ارتكز عليه الحكم الذاتي في بنوده، حيث أشار إلى أنه يحفظ للدولة المغربية باختصاصات حصرية من بينها السيادة المغربية على الصحراء المغربية من خلال الاحتفاظ بالعلم الوطني، والنشيد الوطني، والعملة المغربية، والحرص على بقاء المقومات الدينية (المذهب المالكي)، وكافة الحقوق المرتبطة بالأمن وحماية التراب الوطني. وأوضح المتحدث أن الحكم الذاتي بيّن في بنوده ومضامينه، أهم مرتكزاته الكبرى على المستوى الإداري والاجتماعي والسياسي والثقافي والحقوقي والاقتصادي، بما في ذلك ممارسة الأنشطة الاقتصادية والتنموية. كما نصت بنوده على ضرورة برمجة تخطيط جهوي يتم تنفيذه على أرض الواقع من قبل الهيئة الناخبة والحاكمة بمقتضى هذا الحكم، إلى جانب تحديد شكل السلطة التنفيذية والقضائية كما تضمنتها مضامين الحكم الذاتي وبنوده.
هذا وقد حظي العرض القيم بتفاعل كبير من قبل الحاضرين الذين ناقشوا ايجابيات صيغة الحكم الذاتي كفكرة وحيدة مطروحة على طاولة المفاوضات وتنتظر استجابة من الأطراف الأخرى التي بقيت إلى يومنا تعانده منذ أن طرح المغرب هذا المخرج سنة 2007 ، لكن للأسف بقي أعداء الوحدة الترابية متمسكين بأوهام وأحلام الانفصال، في الوقت الذي وجد فيه الحكم الذاتي اعترافا دوليا كصيغة مثلى لطي صفحة الصراع إلى الأبد والعمل على تنمية الأقاليم الجنوبية وجمع شمل ساكنة المخيمات بتندوف بعائلاتها بالأقاليم الصحراوية المغربية.
هذا وكان اللقاء قد انطلق بآيات قرآنية من الذكر الحكيم، وبكلمة ترحيبية للرئيس بمقر جمعية أيت أوسى للتنمية والثقافة الكائنة بحي الخيام، الذي نوه بالحضور وباستجابته لدعوة الجمعية التي سطرت في برنامجها الاحتفال بهذه الذكرى الغالية والإنصات للخطاب الملكي السامي بهذه المناسبة، ليختتم اللقاء الصحراوي المتميز بتلاوة برقية الولاء والإخلاص.


الكاتب : عبد اللطيف الكامل

  

بتاريخ : 12/11/2024