في أجواء احتفالية وإنسانية ممزوجة بمشاعر الوفاء المبدئي والإصرار على مواصلة الفعل الميداني، نظّمت «جمعية آفاق للتنمية وإدماج ذوي الاحتياجات الخاصة»، بأجلموس إقليم خنيفرة، يوم الأربعاء 16 يوليوز 2025، حفلا ختاميا بمناسبة نهاية الموسم التربوي 2024/2025 ب «مركز تأهيل وإدماج ذوي الاحتياجات الخاصة» التابع لها، وذلك بحضور متدخلين وشركاء مؤسساتيين وممثلين عن عدد من الجماعات المحلية، إضافة إلى فعاليات مدنية وأسر المستفيدين.
اللقاء/ الحفل المنظم بإحدى القاعات على طريق مريرت، شكل محطة لتقويم حصيلة سنة كاملة من العمل التربوي والتأهيلي والخدماتي داخل المركز، الذي يؤطره 22 إطارا متخصصا في مجالات التربية والترويض والدعم الشبه الطبي، ويستقبل أطفالا في وضعية إعاقة من جماعة أجلموس والمناطق المجاورة، وقد أبانت الأنشطة التربوية والفنية التي قدمها الأطفال عن نتائج ملموسة على مستوى التفاعل والتعبير، ما يعكس نجاعة المرافقة التربوية والدعم الاجتماعي الموجه لهؤلاء الأطفال داخل المركز.
وتميزت محطة الحفل الختامي لجمعية آفاق بحضور ممثلين عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتعاون الوطني، وجماعات ترابية من بينها جماعة أجلموس، حد بو حسوسن، مولاي بوعزة، سيدي حسين، إضافة إلى ممثلي السلطات المحلية، والمصالح الخارجية، وفعاليات من المجتمع المدني من مناطق مريرت، تغزى، خنيفرة، القباب، فيما شكل حضور أسر المستفيدين مناسبة لتقاسم لحظة الاعتراف بجهود المركز، والوقوف على مدى التطور الذي بلغه أطفالهم من خدماته.
وانطلق الحفل الختامي باستقبال الضيوف وتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلتها تحية العلم على أنغام النشيد الوطني، قبل أن تفتتح الكلمات الرسمية بكلمة «جمعية آفاق للتنمية وإدماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة»، تلتها كلمات كل من المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ورؤساء الجماعات الحاضرين، لتتوالى الفقرات الفنية والتربوية، حيث جرى عرض مشهد ترحيبي من أداء الأطفال، وعرضت حصيلة الأنشطة التربوية المنجزة طيلة الموسم. كما قدم الأطفال رقصة معبرة بعنوان «من هنا من صميم القلب ينبض حبنا»، تبعتها فقرة وفاء مؤثرة لتكريم مؤسس المركز، الراحل التيجاني قصبي، فيما شهد الحفل أيضا تقديم مسرحية «حياة طفل أصم»، ثم رقصة «أحيدوس» من أداء عدد من الأطفال، وقدم بعض المستفيدين والمستفيدات عرض أزياء، أعقبه أداء رقصة حول موضوع الأم، تلاه عرض فني لفرقة أحيدوس من جمعية إيعريمن للفنون الثقافية بأجلموس، والذي به أسدل الستار على برنامج الحفل قبل تسليم جوائز وهدايا رمزية للأطفال.
وأمام الشعار الذي حمله الحفل، والموسوم ب: «كل اختلاف تميز، وكل طفل نجم في سمائنا» فقد جاء اختياره لما يحمله من دلالة على المقاربة التي يتبناها المركز، والتي تقوم على احترام خصوصية الطفل في وضعية إعاقة، والعمل على إدماجه دون تمييز، وتعزيز قدراته ضمن بيئة دامجة تراعي الكرامة وتكافؤ الفرص، وقد عرف الحفل الختامي فقرات متنوعة ومتميزة عكست بجلاء غنى البرنامج التربوي والأنشطة المنجزة خلال السنة، وأكدت إصرار الجمعية والمركز على الاستمرارية. وصلة بالموضوع، تميز هذا الحفل أيضا بتخصيص لحظة وفاء للراحل «التجاني قصبي»، باعتباره المؤسس الفعلي للمركز وأحد أبرز من ترافعوا من أجل إنشائه وتوفير شروط استمراره، وتم تسليم تذكار رمزي تكريمي لأسرته، ممثلة في شقيقه وابنتيه، عرفانا بما قدمه الراحل من جهود في خدمة قضايا الأشخاص في وضعية إعاقة، كما جرى توزيع شهادات تقديرية وتذكارات على عدد من الشركاء والداعمين، من مؤسسات وأشخاص، الذين ساهموا في دعم خدمات المركز وأنشطته من باب المقاربة التشاركية.
في إطار سعيها لتوسيع دائرة تأثيرها والاعتراف بجهودها، كانت «جمعية آفاق للتنمية وإدماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة»، قد تقدمت بترشيحها لنيل «جائزة المجتمع المدني»، في دورتها السابعة لعام 2025، وذلك ضمن ملف شامل يبرز إنجازاتها وبرامجها التوعوية والتأهيلية، وتم الإعلان عن تأهلها إلى اللائحة القصيرة للجائزة التي تعكس التقدير المؤسسي للعمل الذي تقوم به الجمعية، ويرتقب الكشف عن النتائج النهائية للجائزة خلال الأيام المقبلة، وسط تطلعات محلية إلى التتويج الذي يجمع بين الفعالية والترافع. ويعد مركز تأهيل وإدماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بأجلموس، الذي تديره جمعية آفاق، مؤسسة رائدة في تقديم خدمات شاملة لهذه الفئة، بهدف تعزيز قدراتهم وتمكينهم من الاندماج الفعال في المجتمع وتحسين جودة حياتهم عبر خدمات متكاملة تدمج البُعد الإنساني والتأهيلي، مع توفير برامج للتأهيل النفسي والاجتماعي، التعليم والتدريب المهني، والعلاجين الطبيعي والوظيفي، إلى جانب استشارات طبية وغذائية، ودعم للأسر من خلال التوجيه والإرشاد، فضلا عن تنظيم حملات توعوية ولقاءات تواصلية ودورات تكوينية.