بنكهة خاصة .. الفيكام أول تظاهرة دولية بالمغرب بحضور الجمهور بعد الكوفيد

هي حقا أمسية سينمائية بنكهة خاصة، بهذه الجملة علق جل من واكبوا بمكناس فعاليات حفل انطلاقة الدورة العشرين من المهرجان الدولي لسينما التحريك (الفيكام) والذي يعتبر أول تظاهرة دولية تنظم بالمغرب بحضور الجمهور بعد الجائحة .
فقد شهدت مدينة مكناس انطلاق هذه الفعاليات، حيث عرف حفل الافتتاح، الذي جرت أطواره يوم الجمعة 6 ماي 2022 بمسرح المعهد الفرنسي بمكناس تكريم ضيفي الشرف فيرونيك أوغرو وفيليب بيتيو- صاحبا صوتي (مارج) و(هومر) بالفرنسية في السلسلة الأمريكية الشهيرة (لي سامبسون).
وقد افتتح فيلم (قصيدة لمياء) برنامج المسابقة الدولية لأفلام التحريك بحضور مخرجه الأمريكي أليكس كرونيمر- ومنتجه (سام قادي) أمريكي من أصول سورية، وهو العرض ما قبل الأول لهذا الشريط الطويل الذي يحكي قصة فتاة سورية لاجئة تكتشف الشعر الصوفي لجلال الدين الرومي. كما تم تقديم أعضاء لجنة التحكيم التي تترأسها مؤلفة الأشرطة المرسومة اللبنانية (زينة أبي رشاد).
وعرف أيضا حفل الافتتاح الإعلان عن نتائج مسابقة جائزة عائشة الكبرى لسينما التحريك 2022، والذي حصل عليه شريط (لا تراجع) لكنزة الحمزاوي وشيماء لحنش، طالبتان بالمعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، وهما بذلك أول امرأتين تحصلان على هاته الجائزة منذ إحداثها سنة 2005. هذا التتويج سيمكن إحدى الطالبتين من الاستفادة من إقامة فنية للإبداع ب « ديرفونطيفرو» بفرنسا خلال شهرأكتوبر المقبل بشراكة مع (la Nef – كتابات جديدة لفيلم التحريك).
كما أعطيت في اليوم الأول انطلاقة العروض الخاصة بتلاميذ المؤسسات التعليمية بالإضافة إلى بداية محور التكوين للفيكام. وهو برنامج موجه لطلبة المؤسسات العمومية العليا المغربية الخاصة بالفن والسينما، حيث استقبل المهرجان هاته السنة أكثر من 150 طالبا توزعوا على العديد من ورشات المهرجان. ومنح المهرجان لهؤلاء الطلبة فرصة للقاء المهنيين المغاربة المشتغلين بسينما التحريك في إطار المنتدى الأول لفيلم التحريك المغربي والذي عرف مشاركة مجموعة من المهنيين المغاربة أيام 6 و 7 و 8 ماي 2022..، وللتذكير فإن طلبات عروض المشاريع المعلن عنها من طرف القناتين الأولى والثانية لإنتاج سلسلات التحريك المغربية الأولى، فتحت أفاقا جد مهمة لتطوير مهن التحريك بالمغرب. وهي مبادرة تاريخية تمكن من خلق دينامية لهذا المجال الواعد بالمغرب، والخالق للعديد من مناصب الشغل. وقد واكب مهرجان الفيكام هاته الدينامية بإطلاق هذا المنتدى شاركت فيه أستوديوهات التحريك بالإضافة إلى المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان ومدرسة الفنون الجميلة بالبيضاء.
وضمن هذا الأفق قدم أستوديو نيفر سين ولوريم ضمن فقرة المستقبل في صور، مسارهما وتجربتهما بالإضافة إلى تقديم حلقات من سلسلات أنتجتها القناتين الأولى والثانية. وهي سابقة تاريخية أولى للمهرجان ولفريق عمله والذي منذ عقدين وهو يسعى لإبراز وتثمين عطاءات مهنيي سينما التحريك بالمغرب.
كما أعطى الممثلان اللذان يعتبران من أبرز المتخصصين في الدبلجة، ماستر كلاس استثنائي يوم السبت 7 ماي، حول فن الدبلجة ضمن فقرة (شاي مع فنان ) وهو لقاء مفتوح وحميمي أصبح مع توالي دورات المهرجان موعدا لا محيد عنه.
وللإشارة فإن هاته الدورة ستتواصل بمكناس إلى يوم 11 ماي 2022 وإلى 15 ماي بباقي المدن المغربية الأخرى وعددها 11 مدينة ضمن برنامج فيكام المغرب.
هذا، وقد انطلق برنامج اليوم الثاني بتقديم مشاريع خمسة مؤلفين تم اختيارهم للمشاركة في الدورة السابعة للإقامة الفرنكوفونية للكتابة الخاصة بأفلام التحريك. وذلك بحضور مؤطر هاته الإقامة السيناريست جون رونو، الذي أكد في تصريح له أن الفيكام أصبح رقما مهما في سينما التحريك، مضيفا أن المشاريع المقدمة، لها من عناصر النجاح ما سيجعلها تحقق المبتغى المنشود.
وبعد هذا اللقاء تم عرض ملخص تصوير فيلمي (أطفال البحر) و(الحظ يبتسم للسيدة نيكوكو) للمخرج الياباني أيمو وطاناب ،الذي ينتمي إلى النخبة اليابانية المتألقة في سينما التحريك العالمية. وقد كان مرفوقا بالفرنسي إيلان نغيون، مؤرخ سينما التحريك والذي أدار وترجم فعاليات هذا اللقاء، حيث تحدث أيمو وطاناب خلاله عن مختلف مراحل إنجاز فيلميه. وللتذكير فإن شريط (الحظ يبتسم للسيدة نيكوكو) سيعرض ضمن المسابقة الدولية لأفلام التحريك الطويلة يومه الثلاثاء 10 ماي 2022 في الساعة السابعة بمسرح المعهد الفرنسي بمكناس.
الموعد مع الماستر كلاس حول الدبلجة كان من اللحظات المهمة التي شهدها المهرجان خلال يوم السبت 7 ماي، حيث ضرب الفيكام للرواد والمهتمين موعدا مع الممثلين (فيرونيك أوغرو- فيليب بيتيو المعروفين بتشخيصهما لصوتي مارج وهومر في السلسلة الأمريكية (لي سيمبسون). وقد احتفى الفيكام بهما خلال حفل الافتتاح بتكريم جد مؤثر، كما أنهما قد أمتعا الجمهور الذي حضر بكثافة  بدبلجة حية ومباشرة لشخصيتي مارج وهومر.
وتوالت اللحظات الممتعة للمهرجان، بالتقديم الحصري لمشاهد من الفيلم  الطويل المقبل  (الفرعون والمتوحش والأميرة) للمخرج ميشيل أوسلو والذي ارتبط اسمه بذاكرة المهرجان حيث قدم العرض بنفسه .
مباشرة بعد ذلك افتتحت السيناريست الإيفوارية والوفية للمهرجان معرض:( أكيسي أجواء العالم ) المستلهم من شريط قصة مرسومة «أكيسي» حيث الأحداث تقع في أبيدجان عاصمة الكوت ديفوار.
وفي المساء بمسرح المعهد الفرنسي عرض الفيلم الطويل (قمة الآلهة) بحضور منتجه ديديه برونير الذي أنتج أيضا فيلم (ثعلب كبير وسيء) والذي أنجز نسخته بالدارجة أستوديو التحريك المغربي (أكوستيك) بمبادرة من المعهد الفرنسي المغرب. وقدمت هاته النسخة في عرضها ما قبل الأول بالساحة الإدارية في قلب العاصمة الإسماعيلية، بحضور إدريس ومهدي وناب الذين قاموا بالدبلجة المغربية لشخصيات الفيلم بأصواتهم.
وبمسرح المركز الثقافي محمد المنوني قدم المخرج كارلو فوغيل والذي بدأ مساره مع أستوديوهات (بيكسار)، فيلمه الأول (إيكار). تلاه عرض(الجزيرة) وهو الفيلم الأخير للمخرجة الرومانية أنكأ داميان، وكانت الحصة الأخيرة في برنامج هذا اليوم هو تقديم أولى الأفلام المبرمجة في المسابقة الدولية لأفلام التحريك القصيرة.
وفي إطار برنامج  الدورة العشرين للفيكام، نظمت الفقرة الثانية من (شاي مع …)   يوم الأحد 8 ماي خصصت للحديث عن تطوير سينما التحريك بالمغرب والدور الأساسي الذي يلعبه القطب السمعي البصري العمومي لتطوير هذا القطاع. نقاش غني أدراه بكل حرفية أليكسي هونو، تمحور حول رهانات ومستقبل سينما التحريك بالمغرب. وقد شارك في هذا اللقاء المفتوح : إلهام هراوي مديرة مصلحة الإشهار والحلول الرقمية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية وسلمى الصقلي مسؤولة عن برامج الشباب والترفية بالقناة الثانية .
وضمن هذا السياق المرتبط بالإنتاج المغربي، قدم علي الرڭيڭ ومصطفى الفكاك (أكوستيك) وهو أستوديو مغربي للتحريك، استفاد من طلبات عروض المشاريع المقدمة من القناتين الأولى والثانية، لإنتاج سلسلتي تحريك. هذا اللقاء كان مناسبة أيضا لممثلي الأستوديو للحديث عن تجربتهما في مجال سينما التحريك وتقديم مشاريع التحريك التلفزي التي يشتغل عليها فريق عملهما.
وفي المساء بالمعهد الفرنسي قدم الفيلم الطويل (جيران جيراني) ضمن المسابقة الدولية لأفلام التحريك الطويلة 2022، وبالموازاة مع هذا العرض قدم بمسرح المركز الثقافي محمد المنوني، المخرج الإرلندي المشهور عالميا طوم مور فيلمه الطويل الأخير(شعب الذئب) وفي مسار هذا المخرج العديد من الأفلام أهمها: بروندان وسر كيل وغناء البحر
وفي سياق متصل يعتبر يوم الأحد يوم نزهة الفيكام، وهو أبرز حدث عائلي يعرفه المهرجان، صيغة ابتكرها المنظمون منذ سنوات ولاقت نجاحا كبيرا لدى الجمهور الواسع والمهرجانيين. هاته السنة اقترحت نزهة الفيكام إنتاجين سينمائيين مختلفين وبتقنيات تحريك مختلفة: إينكانطو الحاصل على أوسكار أحسن فيلم تحريك لسنة 2022 وفيلم (حتى الفئران ستذهب إلى الجنة ) الذي أنتج بميزانية أقل من (إينكانطو) وبدمى مستلهمة من التقليد التشيكي العريق للتحريك بالدمى. الشخصيات المصنوعة من الدمى قدمها المنتج المساهم في إنتاج الفيلم ألكسندر شارلي أثناء عرض الشريط للجمهور.
صبيحة الأحد خصصت أيضا لعرض ملخص مصور لفيلم (العبور) الذي يعتبر من أبرز الأفلام التي خلقت الحدث هاته السنة. وبحضور مخرجته فلورانس مياله التي تحدثت عن مراحل إنجاز الفيلم بتقنية الصباغة مع كل ما تتطلبه هاته التقنية من مجهود، مقدمة بذلك عرضا استثنائيا.
المخرجة فلورانس مدعوة أيضا من فيكام المغرب لتقديم حصتي ماستر كلاس الأولى بالمعهد الفرنسي بالرباط يوم الثلاثاء 10 ماي 2022 والثانية بالدار البيضاء يوم الأربعاء 11 ماي 2022.
وفي اختتام اليوم الثالث من المهرجان قدمت فقرات الأفلام المبرمجة في المسابقة الدولية للأفلام القصيرة، في انتظار الإعلان عن النتائج يوم الأربعاء المقبل من طرف لجنة التحكيم. علما أن لجنة هذه المسابقة المتفردة في المغرب تتكون من: زينة أبي رشاد مؤلفة أشرطة مرسومة (لبنان)، أدجو صورو منتجة وناشرة لكتب الشباب (الكوت ديفوار) وطوم مور مخرج (إيرلندا) .


الكاتب : مكناس: محمد أزرور- محمد البخاري عدسة عزيز أحساين

  

بتاريخ : 10/05/2022