بوتين يؤكد أنه سيحقق أهدافه في أوكرانيا سواء من خلال التفاوض أو من خلال الحرب .. ارتفاع قياسي لأسعار النفط والغاز يهدد بأزمة اقتصادية عالمية

الصين تعرض الوساطة وخلافات تعرقل خروج المدنيين إلى مناطق آمنة

 

تواصلت أمس الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي دخلت يومها الثاني عشر، مع قصف مستمر تتعرض له المدن الكبرى، خصوصا خاركيف وكييف. ورغم الإعلان عن عقد جولة ثالثة من المفاوضات بين الطرفين، الروسي والأوكراني، إلا أن المؤشرات لا تفيد بإمكانية التوصل إلى تفاهم يوقف القتال الدائر، مع تأكيد الرئيس الروسي فلادمير بوتين مرة أخرى أنه مصر على تحقيق أهدافه سواء بالحرب أو بالمفاوضات، واضعا شروطا أكدت أوكرانيا مرارا رفضها لها.
وفي وقت عرضت الصين الوساطة بين الطرفين، سجلت أسعار النفط والغاز ارتفاعا قياسيا أمس، وهو ما ينذر بأزمة اقتصادية عالمية، سبق أن حذر صندوق النقد الدولي من تداعياتها.

القوات الروسية تواصل قصف خاركيف وتحاول تطويق العاصمة كييف

واصل الجيش الروسي أمس هجومه الشامل في أوكرانيا حيث قام بقصف خاركيف، ثاني مدن البلاد، ويحاول تطويق العاصمة كييف.
وكان قصف جوي مكثف شن مساء الأحد على مدينة خاركيف، مستهدفا خصوصا مجمعا رياضيا تابعا لجامعة محلية ومباني مدنية، وفق صحافي في وكالة فرانس برس.
ووفقا لهيئة أركان الجيش الأوكراني، تركز القوات الروسية جهودها على خاركيف، وتشيرنيغوف (شمال) وسومي (شمال شرق) وميكولاييف (جنوب) و»تحشد مواردها لشن هجوم» على كييف.
ودارت معارك عنيفة طوال يوم الأحد في ضواحي العاصمة وفقا للإدارة الإقليمية الأوكرانية ولا سيما حول الطريق المؤدي إلى جيتومير (150 كيلومترا غرب كييف) وكذلك في تشيرنيغيف (150 كيلومتر شمال العاصمة).
أما في العاصمة كييف، فيقف الجيش على أهبة الاستعداد لتدمير الجسر الأخير الذي يربط المدينة ببقية المناطق غربا لوقف تقدم الدبابات الروسية.
وقال الرقيب «كاسبر» من وحدة من المتطوعين الأوكرانيين لوكالة فرانس برس «إذا تلقينا الأمر من القيادة، أو إذا رأينا الروس يتقدمون، فسنقوم بتفجيره (الجسر)… بأكبر عدد ممكن من دبابات العدو».
وفي إيربين، في ضاحية كييف الغربية، قالت تيتيانا فوزنيوتشينكو (52 عاما) إنه «منذ الصباح وحتى المساء تعرضت كل المباني المتجاورة للقصف، ودخلت دبابة. كان الأمر مخيفا، كنا خائفين. قبل ذلك، لم نعتقد أننا سنغادر».
كذلك واصل الجيش الروسي حصاره لمدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية على بحر آزوف في جنوب شرق البلاد حيث فشلت الأحد محاولة ثانية للقيام بعملية إجلاء إنساني. واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بالاستعداد لقصف مدينة أوديسا على البحر الأسود.
وقال المتحدث العسكري الإقليمي سيرغي براتشوك إن صواريخ روسية أطلقت من البحر سقطت الاثنين على قرية توزلي في منطقة أوديسا. وأشار إلى أنها استهدفت «منشآت حيوية» لكنها لم تسفر عن إصابات.
وفي لوغانسك التي يسيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا في شرق أوكرانيا أدى انفجار قوي الاثنين إلى اندلاع حريق في مخزن للنفط على ما ذكرت وكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس».
من جهتها قالت وزارة الدفاع الروسية أمس أنه منذ بداية العملية العسكرية الخاصة، دمرت القوات المسلحة الروسية 2396 منشأة عسكرية في أوكرانيا.
وقال الفريق إيغور كوناشينكوف الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية للصحفيين: «تم تدمير 396 2 مرفقًا من مرافق البنية التحتية العسكرية في أوكرانيا خلال العملية. ومن بينها: 82 نقطة مراقبة ومركز اتصالات تابعين للقوات المسلحة الأوكرانية، و 119 من أنظمة القذائف المضادة للطائرات من طراز إس-300 ، و بوك-إم1، وأوسا، وكذلك 76 محطة رادار».
وأوضح أنه تم تدمير 827 دبابة ومدرعات أخرى و84 راجمة صواريخ و304 مدفعيات ميدانية ومدافع هاون و603 وحدات من الآليات العسكرية الخاصة و 78 طائرة مسيرة.
وأكد كاناشينكوف أنه في الليلة الماضية، أسقطت الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية الروسية والدفاع الجوي العسكري ثلاث طائرات سو-27 أخرى تابعة للقوات الجوية الأوكرانية في منطقة بولتافا، وطائرة سو-25 في منطقة غوستوميل، ومروحيتين من طراز مي-24 في منطقة ماكاروف. وثماني طائرات مسيرة.
وأضاف أنه تم قصف ثلاثة أنظمة صواريخ بوك إم 1 ومحطتي رادار تابعين للقوات المسلحة الأوكرانية بطائرات قاذفة وطائرات هجومية برية.

اتهامات لروسيا بتجنيد مقاتلين سوريين وعشرات الآلاف يتطوعون للقتال مع أوكرانيا

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأحد عن مسؤولين أميركيين أن روسيا تجند مرتزقة سوريين من ذوي الخبرة في حرب العصابات بالمدن، للقتال في أوكرانيا.
وقال أربعة مسؤولين للصحيفة الأميركية إن موسكو التي واجهت مقاومة لم تكن تتوقعها، باشرت في الأيام الأخيرة تجنيد مقاتلين سوريين لاستخدامهم في السيطرة على مناطق حضرية.
وشاركت روسيا في النزاع بسوريا منذ 2015 إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد.
وصرح مسؤول أميركي للصحيفة أن بعض المقاتلين السوريين موجودون بالفعل في روسيا ويستعدون للانضمام إلى المعارك في أوكرانيا. ولم يقدم هذا المصدر مزيدا من التفاصيل.
بدوره نشر رجل الشيشان القوي رمضان قديروف، المتمرد السابق الذي تحول حليفا للكرملين، مقاطع فيديو لمقاتلين شيشانيين في أوكرانيا، وقال إن بعضهم قتلوا في المعارك.
على الجانب الآخر من الجبهة، سافر عشرات آلاف المتطوعين إلى أوكرانيا للانضمام إلى قواتها، وفقا لوزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا.
ولا تزال كييف وخاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، تحت سيطرة الحكومة الأوكرانية، بينما استولت روسيا على مدينة خيرسون الساحلية وصعدت قصفها للمراكز الحضرية في كل أنحاء البلاد.
في غضون ذلك، حذرت روسيا البلدان المجاورة لأوكرانيا من مغبة استقبال طائرات مقاتلة لكييف تمهيدا لاستخدامها ضد القوات الروسية، متهمة رومانيا، البلد العضو في حلف شمال الأطلسي، والتي سرعان ما «رفضت» أي تهديد بحقها.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف في بيان عبر الفيديو إن مقاتلات أوكرانيا الجاهزة للقتال دمرت «كلها عمليا» مضيفا «لكننا نعلم من مصدر موثوق أن طائرات أوكرانية طارت إلى رومانيا ودول مجاورة أخرى».
وأوضح «يمكن اعتبار استخدام شبكة المطارات في هذه البلدان لكي تشكل قاعدة لمقاتلات عسكرية أوكرانية واستخدامها لاحقا ضد القوات الروسية تورطا لهذه البلدان في نزاع مسلح».
ورد رئيس الوزراء الروماني نيكولاي سيوكا في مقابلة تلفزيونية «إنه مجرد كلام يهدف إلى صرف الانتباه عما يحدث بالفعل على الأرض – قتل مدنيين وانتهاك لقواعد النزاع المسلح»،
وأضاف أن موسكو «حاولت عبثا ترهيبنا… وليس هناك ما يدعونا للشعور بالتهديد».
وأشار سيوكا إلى حادثة أبلغ عنها الجيش الروماني في 24 فبراير، أول يوم للغزو الروسي، عندما تم اعتراض طائرة مقاتلة أوكرانية في الأجواء الرومانية وأجبرت على الهبوط هناك. وأبلغ الطيار حينها عن مشاكل فنية واجهتها، بحسب بوخارست.
وأكد رئيس الوزراء أن «الطائرة غادرت من رومانيا بدون سلاح، وذلك لتفادي أي اتهام محتمل» من موسكو، لافتا إلى أن السلطات الرومانية أعلنت هذا الحادث «بكل شفافية».
ويطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوى الغربية بفرض حظر للطيران في أجواء أوكرانيا لتجنيب البلاد مزيدا من الضربات الجوية الروسية.
وسبق أن حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن موسكو ستعتبر إقدام أي بلد على فرض حظر تحليق في أجواء أوكرانيا بمثابة انخراط في النزاع العسكري.

خلافات متواصلة حول الممرات الإنسانية

أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك أمس أن كييف ترفض الممرات الإنسانية باتجاه بيلاروسيا وروسيا التي اقترحتها موسكو لإجلاء مدنيين من مدن تتعرض للقصف.
وقالت «هذا ليس خيارا مقبولا» مشيرة إلى أن المدنيين الذين يشملهم قرار الإجلاء في مدن خاركيف وكييف وماريوبول وسومي «لن يذهبوا إلى بيلاروسيا ليستقلوا بعد ذلك الطائرة باتجاه روسيا».
وكان الجيش الروسي قد أعلن أمس عن فتح ممرات إنسانية عدة وتعليق إطلاق النار في مناطق محددة لإجلاء المدنيين من مدن خاركيف وكييف وماريوبول وسومي الأوكرانية التي تشهد معارك عنيفة.
وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية «تعلن القوات الروسية لغرض إنساني» الامتناع عن إطلاق النار محليا «اعتبارا من الساعة العاشرة … وفتح ممرات إنسانية».
ويفترض تنظيم ممر إنساني خصوصا، وفقا لوزارة الدفاع الروسية، بين العاصمة كييف ومدينة غوميل البيلاروسية القريبة من الحدود الأوكرانية.
وأوضح الجيش الروسي أن هذا القرار اتخذ بعد «طلب شخصي» من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وأجرى الرئيسان محادثات هاتفية الأحد استمرت ساعتين.
في الأيام الأخيرة، فشلت محاولتي إجلاء مدنيين من مدينة ماريوبول الساحلية الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا فيما تبادلت كييف وموسكو الاتهامات بانتهاك شروط العملية.
وفي الوقت الذي أعلن عن عقد جولة ثالثة من المفاوضات بين الروس والأوكرانيين أمس الاثنين، بدت آمال النجاح ضئيلة، فقد وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شرطا مسبقا لأي حوار يتمثل في قبول كييف كل مطالب موسكو، ولا سيما نزع سلاح أوكرانيا وجعلها دولة محايدة.
وعقدت الجلستان السابقتان من المحادثات عند الحدود الأوكرانية البيلاروسية ومن ثم عند الحدود البولندية البيلاروسية.
وأكد بوتين خلال محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأحد أنه «سيحقق أهدافه» في أوكرانيا «إما من خلال التفاوض وإما من خلال الحرب»، بحسب الإليزي.
لكنه أكد أنه «ليس في نيته شن هجمات على محطات الطاقة النووية»، مبديا «استعداده لاحترام معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحماية محطات الطاقة.
وخلال اتصاله بماكرون، نفى بوتين مجددا «أن يكون جيشه يستهدف المدنيين»، مؤكدا مرة أخرى أنه «يقع على عاتق الأوكرانيين ترك سكان المدن المحاصرة يرحلون»، بحسب الرئاسة الفرنسية.
وفتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا حول الوضع في أوكرانيا. وتحدثت منظمة الصحة العالمية من جهتها عن وقوع هجمات على مرافق صحية، في وقت قالت واشنطن إن ثمة معلومات «موثوقة جدا» تفيد بأن روسيا ارتكبت جرائم حرب منذ بدء الغزو في 24 فبراير الماضي.
واتهم الرئيس الأوكراني زيلينسكي في خطاب ألقاه الأحد القوات الروسية بارتكاب «عمليات قتل متعمدة». وقال «لن نسامح ولن ننسى وسنعاقب كل من ارتكب فظائع خلال هذه الحرب على أرضنا».

الصين تبدي استعدادها للتوسط في النزاع

وفي الوقت الذي لا يبدو أن المفاوضات المباشرة بين الطرفين قد تؤدي إلى تفاهم يوقف القتال المستعر في أوكرانيا، أبدت الصين استعدادها للتوسط في النزاع من أجل تحقيق السلام.
وتجد بكين نفسها في وضع دبلوماسي صعب منذ بدء الأزمة إذ رفضت إدانة موسكو، حليفتها المقربة، بعدما روجت الشهر الماضي لشراكة استراتيجية «لا حدود لها» بين البلدين.
وفي هذا الإطار قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال ندوة صحافية أمس إن «الصداقة بين الشعبين متينة جدا وآفاق التعاون المستقبلي للجانبين واسعة جدا» مضيفا أن الصين سترسل مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا وهي «على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي للقيام بالوساطة اللازمة».
ووصف وانغ يي العلاقات الصينية-الروسية بأنها «العلاقة الثنائية الأكثر أهمية في العالم إذ من شأنها أن تفضي إلى السلام والاستقرار والتنمية في العالم».
وأشار وزير الخارجية إلى اتفاق الشراكة الشهر الماضي على أنه «يظهر للعالم بشكل واضح ولا لبس فيه» أن البلدين «يعارضان إحياء عقلية الحرب الباردة وإثارة مواجهات أيديولوجية».

ارتفاع كبير لأسعار النفط والغاز

أدى استمرار تفاقم النزاع والتوقف شبه التام للصادرات الروسية إلى ارتفاع أسعار النفط، ولامس سعر برميل نفط برنت بحر الشمال 140 دولارا صباح الاثنين، مقتربا بذلك من سعره القياسي المطلق.
إثر ذلك، تراجعت أسواق الأسهم في طوكيو وهونغ كونغ بأكثر من 3% صباح الاثنين. وارتفع سعر الذهب الذي يعتبر من الملاذات الآمنة إلى أكثر من ألفي دولار.
وتأتي الزيادة في أسعار النفط بعدما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يناقشان «بشكل نشط جدا» إمكان حظر واردات النفط الروسي.
لكن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عبرت عن رفضها لفرض حظر على واردات الغاز والنفط والفحم من روسيا في إطار عقوبات جديدة مرتبطة بغزو أوكرانيا.
وقالت بيربوك إن فرض العقوبات سيكون «غير مجد إذ اكتشفنا في غضون ثلاثة أسابيع أنه لم يتبق لدينا سوى أيام قليلة من التغذية بالكهرباء في ألمانيا وبأنه سيتعين علينا الرجوع عن هذه العقوبات».
وتابعت «نحن مستعدون لدفع ثمن اقتصادي باهظ جدا» لكن «إذا انطفأت الأنوار غدا في ألمانيا أو في أوروبا، فهذا لن يوقف الدبابات».
وتستورد ألمانيا 55 % من الغاز الذي تحتاج إليه من روسيا و42 % من نفطها أيضا فضلا عن الفحم.
ومع أن النفط الروسي لا يخضع راهنا لعقوبات مباشرة نظريا، إلا انه لا يجد من يشتريه تقريبا ما يؤثر كثيرا على العرض العالمي.
بالإضافة إلى ذلك، بلغ سعر الغاز الطبيعي مستوى قياسيا في أوروبا والمملكة المتحدة على وقع المخاوف المرتبطة بالإمدادات.
وارتفع السعر المرجعي للغاز «تي تي أف» الهولندي بأكثر من 60 في المائة إلى مستوى قياسي بلغ 345 أورو للميغاوات ساعة فيما بلغ سعر الغاز البريطاني 800 بنس للوحدة الحرارية.
وقال المحلل لدى «كوميرزبنك» كارستن فريتش إن «تفكير الغرب في حظر واردات النفط الروسية ردا على الحرب في أوكرانيا تسبب بانفجار الأسعار».
وأضاف «ثمة تكهنات بأن أوروبا قد تقرر بشكل مستقل وقف استيراد الغاز الروسي. حتى الآن، يتدفق الغاز بشكل طبيعي».
وتعد روسيا مصدرا أساسيا للغاز الطبيعي ومن بين أكبر منتجي الخام في العالم.

استمرار المظاهرات في روسيا رفضا للحرب رغم القمع

على الرغم من الحظر الإعلامي الذي تفرضه السلطات الروسية حول المعلومات المتعلقة بالحرب الدائرة في أوكرانيا، تتواصل التظاهرات في روسيا، حيث أوقفت السلطات الروسية أكثر من 5000 شخص شاركوا في تظاهرات في عشرات المدن الأحد احتجاجا على غزو أوكرانيا، وهو عدد غير مسبوق في وقت تنفذ موسكو حملة أمنية تستهدف أي شخص يعارض عملية الكرملين العسكرية.
وأفادت مجموعة «أو في دي-إنفو»، التي تتابع عمليات التوقيف خلال الاحتجاجات، أن الشرطة اعتقلت 5016 شخصا على الأقل في 60 مدينة خلال التظاهرات المناهضة للحرب.
والعدد غير مسبوق ليوم واحد وأعلى بكثير من عدد الاعتقالات التي نفذت خلال موجة الاحتجاجات التي شهدتها روسيا العام الماضي عندما سجن المعارض البارز أليكسي نافالني. وناشد نافالني الروس من سجنه التظاهر ضد الحرب.
وقد يحكم على المتظاهرين الروس بالسجن في حال إدانتهم بتهمة المشاركة في الاحتجاجات. وقالت مجموعة «أو في دي-إنفو» إنه تم توقيف 2394 شخصا في موسكو، كما اعتقلت السلطات 1253 شخصا على الأقل في سان بطرسبرغ، وفق المجموعة. وخرجت تظاهرات أيضا في مدن صغيرة في مناطق روسية.
وذكرت «أو في دي-إنفو» أن الشرطة استخدمت أجهزة صعق كهربائي ضد المتظاهرين. ونشر عدد من الناشطين تسجيلات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي لعمليات توقيف استخدم فيها العنف.
وفي مسعى آخر لإسكات معارضي الحرب، وقع بوتين الجمعة الماضية على قانون ينص على سجن أي مدان بتهمة نشر أخبار تعد زائفة عن الجيش الروسي لمدة تصل إلى 15 عاما.
وينص القانون على إصدار أحكام بالسجن بمدد متباينة وغرامات ضد الأشخاص الذين ينشرون «عمدا معلومات خاطئة» عن الجيش، ويمكن أن تشدد العقوبة عندما يكون لنشر المعلومات تداعيات تعتبر خطرة.
كذلك، وقع بوتين على قانون يسمح بفرض غرامات وسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات أي شخص يدان بالدعوة لفرض عقوبات على روسيا، في وقت تواجه موسكو عقوبات اقتصادية مشددة فرضتها دول غربية ردا على غزو أوكرانيا.


الكاتب : إعداد : عزيز الساطوري

  

بتاريخ : 08/03/2022