بوح قاتل يكسر صمت حي الإعدام .. مارك ارثر مراهق قتل زوج عشيقته من أجل المال 2/2

يقضي اليوم أكثر من عشرين ألف مواطن أمريكي وأجنبي حياتهم في أحياء الإعدام بسجون مختلفة على امتداد الولايات المتحدة الأمريكية، ويمتاز النظام القضائي الأمريكي بهيئة المحلفين التي تكون في احيان كثيرة معرضة للخطأ وتحث تأثير الرأي العام في إصدار قراراتها في القضايا الخطيرة والتي غالبا ماتكون نتائجها الحكم بالإعدام، وغالبا ماتطول المدة التي يقضيها المحكوم بالإعدام في ممرات الموت قبل مراجعة الحكم أو تنفيذ الإعدام
واذا كانت الجريمة الموسومة بالإعدام تكتبي خطورة كبيرة ، فإنها تترك في الآن نفسه نذبا كبيرا في نفسية المتهم وعائلته ،كما عائلة الضحية ، مما يقود المدان في احيان كثيرة إلى ابداء علامات الندم بعد قضائه مدة طويلة أو عندما يتم تحويل عقوبة الإعدام إلى المؤبد مع عدم إمكانية الاستفادة من السراح المشروط لخطورة المدان على المجتمع وايضا لخطورة الجريمة ٠
الاتحاد الاشتراكي تسبر أغوار بعضا من هاته الجرائم وتسافر رفقة القارئ مع بعض من هؤلاء لتستمع إليهم وإلى عائلاتهم وعائلات الضحايا وأحيانا إلى الذين تركوا بصماتهم على ملفاتهم من المحققين والمدعين العامين والمحامين والمحللين النفسيين والاعلاميين

كان المحقق الجنائي الذي اشتغل لأكثر من عشر سنوات على ملفات القتل العمد والاعتداءات المسلحة قد تلقى اتصالا في الصباح الباكر من أجل الانتقال إلى أقصى الجنوب لمعاينة مسرح جريمة، لقد كانت سيارة محطمة بخرسانة الطريق وجثة السائق خلف المقود ، عندما عاين المحقق الحادث اعتبر أن الأمر صعب ومعقد لأنه غالبا ماتكون هذه الجرائم صعبة الحل ٠كان اول تعليق للمحقق على الجريمة لماذا كلف القاتل عناء نفسه كل هذا من أجل اغتيال رجل لاحول ولاقوة له ، ولماذا أراد الموت لهذا الرجل بهذه الطريقة٠
في ماي 1996 أطلق( مارك ارثر) النار على (ايزيكل فونيسكا الأب) وكان عمره 17 سنة ، عندما كان ارتر طفلا كان يزور عائلته في المكسيك وشيكاغو ، لكن معظم حياته قضاها في هيوسن ونواحيها ، لقد حاولت والدته الاعتناء به بشكل جيد رغم أنه لم يسبق له أن تعرف على والده البيولوجي حيث اقامت والدته العديد من العلاقات مع رجال مختلفين ، فيما تعرض مارك إلى اعتداء جنسي غير ما مرة من أحدهم فيما تعرضت شقيقته إلى الصفع والجدب من شعرها ، وكان لحظتها مارك يردد كيف لهذا الرجل أن يصفع امرأة لاحول ولاقوة لها ، عند بلوزه سن الرابعة عشرة تزوجت والدته من رجل يدعى ملبورن وهو الرجل الوحيد الذي يحضى باحترام مارك وكان يناديه بوالدي بحكم انه كان يعتني بوالدته ومعاها غير ما مرة بالتوقف عن العمل وكان يردد باستمرار الرجل يجب أن يعتني بزوجته ،وهو الرجل الذي خلف أثرا في حياته قبل أن يغادر الحياة ٠
بعدها انضم مارك إلى عصابة (مانياك لاتين ) رغم أنه لم يكن يجيد لا رياضة وولا فنون حرب كما أنه لم يكن يتعاطى للتدخين او شرب الخمر الا انه كان بارعا في القتال او إطلاق النار وذلك لاثبات ذاته٠
تقرب الى (ازيكيل الابن) عندما كان بارعا في ملاحقة الفتيات والتورط في المشاجرات مع اقرانه من المنتمين للعصابات الاخرى ، لقد اقتحما غير ما مرة المنازل وقاما بالسرقات بالشارع العام ، وكان مارك يقضي الليل بمنزل ازيكيل الابن حيث كانت والدته تعتني به وتطعمه ، كما تدعهما يتجولان في المنزل بكل حرية لقد كانت بالنسبة لمارك أما نمودجية دخل كل من مارك وازيكيل الابن السجن إثر الاعتداءات والسرقة المسلحة في الشارع وعاد مارك لزيارة منزل ازيكيل عندها لاحظ أن هذه المرأة تتعرض للضرب والاعتداء ولما سألها أكدت له أن زوجها هو من يقوم بذلك وأن آخر اعتداء عليها ترك أثار خصلات شعر منزوعة كما أنها تحمل حروق مكواة على مستوى الرأس ، وقد كان مارك يعارض الاعتداء على النساء ، وأبدى استعداده للدفاع عنها بحكم انه أصبح كبيرا لأنه لم يستطيع الدفاع عن اخته عندما كان صغيرا ، إنه يحاول الان إثبات وجوده
وبعد تبادل الاتهامات والتهديدات مابين مارك وازكيل الأب ، قرر مارك في 21/12/1996 أن يذهب للانتقام من ازكيل حيث طلب من زميله ماسون أن يوصله إلى الجانب الجنوبي من هيوستن ولم يخبره بما كان سيفعله بالضبط ، كان يعلم أن هدفه سيعود من العمل بعد غروب الشمس بوقت قليل ، كان يعرف الموقع وما هي الا لحظات حتى رآه قادما ، فقال أنها فرصته لاثبات وجوده ، كان يكرهه من الطريقة التي كان يحدثه بها وتعامله الفض معه ، وما فعله بوالدة صديقه ، ركن سيارته بجانب سيارته حتى أصبحت النوافذ بجانب بعضها فنظر إليه جيدا ، لحظتها اندهش ماسون من إخراجه للمسدس فالتفت إليه وافرغ كامل الدخيرة عليه ، لم يكن لديهم اي خيار آخر سوى مواصلة القيادة ، لم يرد التركيز على الحادث لان ما حدث حدث كان هو عدوه الأول فليذهب إلى الجحيم ٠
بعد خمسة أيام على حدوث الجريمة أوقفت الشرطة سيارة مسروقة في مقاطعة انجيلتون المجاورة، كان مارك آرثر راكبا بها وكان يحمل المسدس الذي استعمل في قتل ايزيكيل فونيسكا تم اعتقاله، وجاءت شرطة مقاطعة هاريس إلى مكان الايقاف عندما علموا بأمر اعتقاله وتم اقتياده إلى مقر المقاطعة، كان مارك يعلم جيدا أنه اعتقل متلبسا لدا دخل وأخبر المحققين بكل تفاصيل اغتيال ايزيكيل ، ليكتشف المحققون بعد أيام من ذلك أن القتيل كان لديه تأمين على الحياة وعند وفاته تلقت زوجته كارمن مبلغ 220000 دولار٠
في يوم 17 أبريل 1997 تم القبض على كارمن فونيسكا حيث اعتبرت الصحافة أن على أنهما عاشقين الا أن مارك ظل ينكر ذلك ٠


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 06/04/2023