يقضي اليوم أكثر من عشرين ألف مواطن أمريكي وأجنبي حياتهم في أحياء الإعدام بسجون مختلفة على امتداد الولايات المتحدة الأمريكية، ويمتاز النظام القضائي الأمريكي بهيئة المحلفين التي تكون في احيان كثيرة معرضة للخطأ وتحث تأثير الرأي العام في إصدار قراراتها في القضايا الخطيرة والتي غالبا ماتكون نتائجها الحكم بالإعدام، وغالبا ماتطول المدة التي يقضيها المحكوم بالإعدام في ممرات الموت قبل مراجعة الحكم أو تنفيذ الإعدام
واذا كانت الجريمة الموسومة بالإعدام تكتبي خطورة كبيرة ، فإنها تترك في الآن نفسه نذبا كبيرا في نفسية المتهم وعائلته ،كما عائلة الضحية ، مما يقود المدان في احيان كثيرة إلى ابداء علامات الندم بعد قضائه مدة طويلة أو عندما يتم تحويل عقوبة الإعدام إلى المؤبد مع عدم إمكانية الاستفادة من السراح المشروط لخطورة المدان على المجتمع وايضا لخطورة الجريمة ٠
الاتحاد الاشتراكي تسبر أغوار بعضا من هاته الجرائم وتسافر رفقة القارئ مع بعض من هؤلاء لتستمع إليهم وإلى عائلاتهم وعائلات الضحايا وأحيانا إلى الذين تركوا بصماتهم على ملفاتهم من المحققين والمدعين العامين والمحامين والمحللين النفسيين والاعلاميين
عائلة كريس أكدت أنها كانت على علم بمشاكل عائلية بينه وبين فكتوريا ، إلا أنها لم تكن تستحق كل هذا ٠ كان إجماع على أن كريس بقدرما كان يجد صعوبة في التعلمات ، بقدر ما كانت العائلة مسرورة بتخرجه الأول على دفعته من أحد المعاهد.
لم تفصح فكتوريا خلال محاكمتها عن الدافع خلف هذه الجريمة وكانت تدعي فقط تعرضها للإساءة.
بيتي فريزل المحققة الجنائية التي بدأت عملها بالقرب من بوبلار بلوف، تم صارت بعد ذلك رئيسة للشرطة كانت تدرس قضية كريس ايزاك لسنوات ومنذ حدوثها، إلا أنها لم تكن تريد التورط فيها لأنها كانت تريد أن تعيش حياتها الهادئة والجميلة في سانت لويس، لكنها تورطت في القضية الانها كانت لديها تحفظات حول قيام فكتوريا بإطلاق النار فعلا لأنها اختها وتعرف حينما تكذب. لقد كانت والدتها شديدة الغضب عليها ، وقامت غير مامرة بضربها ضربا مبرحا، كانت تتركها في احيان كثيرة تنزف دما وكأنه عراك في حانة، حتى أن فيكي كانت كلما شاهدت والدتها تضرب أختها تحاول اغضابها لصرف النظر عنها وتحويله إليها، لقد كانت تتحمل كل الإهانات بصبر لامثيل له، حتى أن الكثير من المقربين منها كانوا يقولون انها فيكي تضحي من أجل الآخر، وهو ما إنطلقت منه شقيقتها في تحليلها لظروف وقوع هذه الجريمة، وبالتالي خلصت أن فيكتوريا ليست هي من قتلت كريس، وأن شخص آخر هو من قتله والاحتمال الأقرب هو ابنها كيني الذي كان قد انتقل للعيش برفقتها قبل شهر من وقوع الحادث.
كان كيني لحظة اغتيال كريس في المقطورة، هذه ليست مجرد قضية بسيطة لمدمنين على الأفيون قرر أحدهما تصفية الآخر، فأغلب الظن أن الشرطة وقعت في فخ ضيق الأفق، قالت فكتوريا أنها فعلت ذلك، أغلقت القضية في ظرف أثنى عشر ساعة من حصول إطلاق النار.
أحد المحققين أكد أن التحقيق في قضية قتل فيكتوريا لكريس كان متكاملا فقد أكدت فيكتوريا دون اكراه أنها من قتلت كريس، وأثناء العودة إلى التسجيلات تبين أن فيكتوريا اتصلت بالطوارئ عشر دقائق بعد ارتكابها لهذا الفعل ، وعندما وصول المحققين دونوا في المعاينات أن وجه فيكتوريا كان متشرشما بالدم اي يمكن رؤية بقع الدم الصغيرة على وجهها، كما أن بقايا الطلقات النارية على الأرض كان واضحا حيث تم جمع جميع الأدلة التي تفيد في هذه العملية كما كانت نتيجة اختبار فكتوريا إيجابية لبقايا الطلقات، إضافة إلى وصية كانت قد كتبتها بخط يدها قدمت فيها ممتلكاتها إلى أشخاص آخرين، يبدو أنها كانت تنوي قتل نفسها، أظن أن الخطة النهائية في هذه الحالة ، كانت جريمة قتل وانتحار، لكن شيئا ما غير رأيها ومنها من قتل نفسها رغم كل ذلك فشقيقة فيكتوريا تواصل البحت عن العدالة لفائدة أختها لأنها تؤكد أنها ليست القاتلة وقد حاولت أن تثبت ذلك للمحققين لكن صدوها عن ذلك، وتعتبر كيني هو الفاعل لأنه كان في شنآن مع كريس وقد لكمه هذا الأخير تحث عينه وبحكم أن كيني لايقبل العذر فقد انتقم من كريس وذلك بقتله عن طريق استعمال مسدس قديم وهي اليوم تحاول البحث عن عدالة لشقيقتها التي أرادت أن تكفر عن حياتها السيئة اتجاه كيني فقررت الاعتراف بأنها هي القاتلة.
بيبي شقيقة فكتوريا لم تكتف بالتصريحات هنا وهناك ولكن ألفت كتابا تدافع فيه عن شقيقتها وتطرح العديد من المعادلات التي تحاول من خلالها تجربتها، وهو الكتاب الذي اعتبرته أسرة كريس مجرد أحياء لجراح العائلة، فيما كيني سميت ابن فكتوريا أن لا علاقة له بهذه الجريمة، ولم يوجه له أي اتهام كما لم تورطه فكتوريا.
فكتوريا قرأت الكتاب الذي ألفته شقيقتها بيبي وهي الأخت التي تحس بها ومقربة منها أكثر من أي فرد آخر من العائلة، أكثر من ابنها الذي رأته آخر مرة في المحكمة ولم يعد يزرها، وأكدت أنه لا يمكنها أن تجزم إن كان الكتاب يضم بين طياته الحقيقة أم لا؟ لأنها ببساطة أمور تتعلق بالمحكمة، ومن الممكن أن تعود في يوم من الأيام إلى المحكمة وهذا يخص القضاء فقط، كما أكدت أنها لايمكن أن تجزم إن كانت هي من ضغطت على الزناد أم ابنها كيني لأنهما كانا بالمنزل لحظة الحادث، كما أنها لم تكن مدركة لما يحدث لأنها كانت تحث تأثير الدواء، وكانت في حالة هذيان، فكتوريا تؤكد أيضا أنها كما هي تعرف استخدام المسدس ابنها أيضا يعرف ذلك ، وأن الكثير من الناس يقولون ان كيني هو من أطلق الرصاص لكن فيكتوريا تتحفظ عن قول ذلك.