يقضي اليوم أكثر من عشرين ألف مواطن أمريكي وأجنبي حياتهم في أحياء الإعدام بسجون مختلفة على امتداد الولايات المتحدة الأمريكية، ويمتاز النظام القضائي الأمريكي بهيئة المحلفين التي تكون في احيان كثيرة معرضة للخطأ وتحث تأثير الرأي العام في إصدار قراراتها في القضايا الخطيرة والتي غالبا ماتكون نتائجها الحكم بالإعدام، وغالبا ماتطول المدة التي يقضيها المحكوم بالإعدام في ممرات الموت قبل مراجعة الحكم أو تنفيذ الإعدام
واذا كانت الجريمة الموسومة بالإعدام تكتبي خطورة كبيرة ، فإنها تترك في الآن نفسه نذبا كبيرا في نفسية المتهم وعائلته ،كما عائلة الضحية ، مما يقود المدان في احيان كثيرة إلى ابداء علامات الندم بعد قضائه مدة طويلة أو عندما يتم تحويل عقوبة الإعدام إلى المؤبد مع عدم إمكانية الاستفادة من السراح المشروط لخطورة المدان على المجتمع وايضا لخطورة الجريمة ٠
الاتحاد الاشتراكي تسبر أغوار بعضا من هاته الجرائم وتسافر رفقة القارئ مع بعض من هؤلاء لتستمع إليهم وإلى عائلاتهم وعائلات الضحايا وأحيانا إلى الذين تركوا بصماتهم على ملفاتهم من المحققين والمدعين العامين والمحامين والمحللين النفسيين والاعلاميين
اغلقت الباب الا انه كان يحاول أن يفتحه ، لدى اندفعت من خلال الباب وكانت تردد رجاء توقف ، بعد ذلك ركضت واخدت مفاتيح السيارة ، وكان مازال يطاردها ، فرت في اتجاه منزل أحد أقاربها واخبرته بما حدث ، ولم تكن لديها نية اخبار الشرطة لأنها كانت تعلم نتيجة فعلها مه المحققين ٠
بعد ثلاثة أيام توفي عباس متأثرا بجراحه وتم إلقاء القبض على كافونا وبعد تسعة أشهر من التحقيق اقرت كافونا بارتكابها جريمة قتل من الدرجة الثانية ، لقد كانت تردد طيلة الوقت أنها لم تكن لديها نية ايداء هذا الرجل الذي كان يفرض عليها القيام بأمور خبيثة ٠
وقالت كافونا لمحاميتها أنها تريد ادعاء الدفاع عن النفس والذي يكون فيها الحكم مابين خمس وسبع سنوات ، لكن المحامية نصحت كافونا بالاعتراف بالقتل من الدرجة الثانية لأنها كانت ستخسر في المحاكمة، لم يعطوها اي خيار ثاني سوى القتل من الدرجة الثانية ، حيث لو ادعت كافونا البراءة ستحاكم بتهمة القتل من الدرجة الأولى وقد يحكم عليها بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط ٠
تنازلت كافونا عن حقها في المحاكمة طمعا في حكم مخفف الا انها صدمت لما أصدر المحلفون حكما بالسجن لمدة 25 سنة سجنا نافذا في قضية ما أصبح يعرف جريمة ريفيرسايد صدمت للغاية ٠
هيئة الدفاع اعترفوا أن كافونا ما كان عليها أن تعترف بجريمة قتل من الدرجة الثانية ، حيث اعترفت بأشياء لم ترتكبها ولم تكن حقيقية ، لم تكن لها النية في قتله ، كانت تحاول الدفاع عن نفسها ، كان يمكن لها أن تقدم حججها أمام المحققين واحالة ملفها على طبيب نفسي فمارلين هتشيستون التي عينت لتقييمها من طرف هيئة الدفاع أكدت أن معظم الحالات التي اشتغلت عليها لديها نوع من المآسي الكامنة داخلها ، الذين عانوا من العنف والعنف المنزلي وقد اطلعت التحقيقات على أن كافونا تعرضت للاغتصاب عدة مرات ولم يحاكم مغتصب مغتصبوها وأنها لاتثق في احد ، كما أنها مكتئبة وتميل إلى الانتحار وذلك أمر مخيف ، وخلصت المحلية النفسانية أن كافونا تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة .
واعتبره قضيتها دفاعا عن النفس ليس إلا ٠ الا أن المحكمة كان لها رأي آخر بعد المراجعة وأكدت أن كافونا كان لها ثمتيل قانوني مناسب وقت محاكمتها وايدت لها عقوبة 25 سنة سجنا ٠ وقد علقت كيت وير التي تابعت محاكمة كافونا أن المحكمة أخطأت في حقها لأن هناك ضغط كبير وتهديد من البداية الى النهاية للاقرار بالجريمة لان في مقاطعة بلات المحققون يضغطون على المتهم أن هو لم يقر بجريمة من الدرجة سيتغير الأمر إلى جريمة من الدرجة الأولى ويقومون فعلا بهذا الأمر وهو اكراه غير دستوري للاقرار بالذنب ٠
كافونا كان تمشي النفس بأن اقرارها بهذا الاعتراف لن تتجاوز عقوبته السجن سنتين وتعود لتعانق ابنها ٠ وتضيف المحامية أن هذا الأمر مؤسف الذي حدث لكافونا فلو كانت امرأة شابة وبيضاء لربما سيكون الأمر مختلفا ٠
اريك راند المدعي العام في مقاطعة بلات والذي حقق في ملف كافونا أكد أنها كانت تظهر صغيرة وبريئة الا أن أفعالها خطيرة وقد حاول المحلفون ان يتعاطفوا معها عندما دفعوا بها إلى الإقرار بجريمة من الدرجة الثانية رغم أن ظروف ارتكابها لهذا الجرم كان يمكن أن يؤدي إلى اعتبار جريمة قتل مو الدرجة الأولى وبالتالي الحكم عليها بالمؤيد دون شروط الإفراج وبالتالي ستقضي ما تبقى من عمرها في السجن، أنها محظوظة بهذا الحكم يؤكد راند ٠
المحقق جونز أكد أن كافونا لم تكن في حالة دفاع شرعي عن النفس ، بل كانت مصممة على قتل عباس حسن عندما ذهبت معه من اجل الاستيلاء على ماله ، وقد كانت مصرة على قتله عندما وجهت له ثلاث رصاصات الأولى في صدره والثانية في رأسه والثالثة في جنبه ،كما استولت على حافظته التي كانت تضم بطائقه الائتمانية ، وقد تم التعرف عليها بسهولة وبايعاز من صديق عباس كما كانت في تلك اللحظة تسوق سيارته
عندما اقتيدت إلى مركز الشرطة اعترفت أنها كانت تدافع عن نفسها، إلا أن الدلائل تفيد أن الأمر مقصود من أجل سرقة عباس فقد ذهبت معه أكثر من مرة إلى شقته وكانت على علم أنه اسلم نبلغ 2400 دولار من عائدات الضرائب وكل المؤشرات تؤكد أن الجريمة من الدرجة الأولى الا أن كافونا حصلت على تعاطف لم تكن تستحقه ٠
كافونا تؤكد أنه لو عاد بها الزمن إلى الوراء لطلبت إعادة محاكمتها ولادلت بحجز دامغة تبرئها من هذه الجريمة وتقنع المحكمة أنها فعلا كانت في حالة دفاع عن النفس ٠