يقضي اليوم أكثر من عشرين ألف مواطن أمريكي وأجنبي حياتهم في أحياء الإعدام بسجون مختلفة على امتداد الولايات المتحدة الأمريكية، ويمتاز النظام القضائي الأمريكي بهيئة المحلفين التي تكون في احيان كثيرة معرضة للخطأ وتحث تأثير الرأي العام في إصدار قراراتها في القضايا الخطيرة والتي غالبا ماتكون نتائجها الحكم بالإعدام، وغالبا ماتطول المدة التي يقضيها المحكوم بالإعدام في ممرات الموت قبل مراجعة الحكم أو تنفيذ الإعدام
واذا كانت الجريمة الموسومة بالإعدام تكتبي خطورة كبيرة ، فإنها تترك في الآن نفسه نذبا كبيرا في نفسية المتهم وعائلته ،كما عائلة الضحية ، مما يقود المدان في احيان كثيرة إلى ابداء علامات الندم بعد قضائه مدة طويلة أو عندما يتم تحويل عقوبة الإعدام إلى المؤبد مع عدم إمكانية الاستفادة من السراح المشروط لخطورة المدان على المجتمع وايضا لخطورة الجريمة ٠
الاتحاد الاشتراكي تسبر أغوار بعضا من هاته الجرائم وتسافر رفقة القارئ مع بعض من هؤلاء لتستمع إليهم وإلى عائلاتهم وعائلات الضحايا وأحيانا إلى الذين تركوا بصماتهم على ملفاتهم من المحققين والمدعين العامين والمحامين والمحللين النفسيين والاعلاميين
سجنت تلك الكلمات هاوغن ، وظل روبي يردد أمامها أنه يريد أن يرى كيف ستكون الحياة القادمة ، يرددها وهو يتألم ، كان يتحدث ويتحرك وكأنه يطلق النار على نفسه ، يتحدث عن رغبته في الموت وأنه متعب للغاية ، ظلت هاوغن تحاول أن تقنعه بالعكس وتقول له أن له الكثير ليعيش من أجله ، وأنها سعيدة معه ٠
وفي أحد الأيام أطلق روبي صرخته الأخيرة أمام هاوغن حيث أكد لها أنه تعب ولايريد أن يستمر في ذلك ، يريد فقط أن يموت ، فقالت له هاوغن أنها تعرف طريقة للقيام بذلك وبدون ألم سيفقد وعيه ولن يستيقظ بعد ذلك فنظر إليها والبريق في عينيه وكأنه يقول لها هل ستفعلين ذلك من أجلي ؟ فقالت له انها تحبه وستفعل أي شيء من أجله ، ورغم ذلك انهارت وبكت رغم أن روبي كان يكره أن يراها حزينة ، احتضنها وناما تلك الليلة وصباح الغد اعتذرت له على عدم القيام بذلك الليلة الماضية لأنها لم تكن متوقعة أن يكون مستعدا لذلك ، وأكد لها روبي أنه لم يكن يتوقع القيام بذلك من أجله وهكذا شعر أنها خدلته حسب تعبير هاوغن ٠
وصلا إلى منطقة بيليجز وفي موقف سيارات اسواق وول مارت احتسيا الكثير من الجعة واستمتعا بأشعة الشمس وعندما عادا إلى الشاحنة أشار روبي مرة أخرى وكأنه يطلق النار على رأسه، كانت هاوغن تظن أنهما قضيا يوما جميلا لكن هاهو يرغب مرة أخرى في الموت وسألته هل هذا حقا مايريده؟ قال لها نعم !!لحظتها ضغطت على عنقه بكلتا دراعيها فلم يقاوم وبدأ في الاهتزاز إلى أن توقف قلبه على الخفقان، حاولت أن توقضه دون جدوى ربطته مع مقعد السيارة وغادرت موقف السيارات حاولت أن تساعده على النهوض عبر التنفس الاصطناعي، لحظتها سمعت طرقا على نافذة السيارة سألها ضابط الشرطة أن كانت في حاجة الى مساعدة فقالت أنها قد قتلته !؟
دري والدة روبي أكدت أنه ولد سنة 1990 وكان ثاني إخوته، كان مرحا ويحب الجميع كان عزيزا على قلبها ، وعندما بلغ روبي 18 سنة غادر المنزل ، حيث كان قد قضى هذا الجزء من حياته رفقة والدته وزوجها ، ولم تكن تدري والدته إن كانت ستراه مرة أخرى ام لا ؟ لم تكن لها فكرة عن المكان الذي سيذهب إليه مرت سنة وشهر تقريبا عندما علمت أنه مازال على قيد الحياة لم يكن روبي يتصل بعائلته كثيرا حسب تأكيد والدته وزوجها لأنه كان يعلم أن ذلك سيألمهما خاصة إذا اتصل بهما وهو مخمور وعلى مدى ستة أعوام كان اتصال روبي مع والدته وزوجها نادرا وكان آخر اتصال له في سنة 2014 حيث كان قد ادخل نفسه لاحد المصحات الخاصة بالادمان وكان جميع اطقم المشرفين يشكرون تصرفات روبي وتعاطيه للعلاج وكانوا ينتظرون أن يتصل بهم عند مغادرته المصحة، لكنه لم يتصل ، الشيء الوحيد الذي سمعاه بعد هذه الأربعة أشهر هو خبر وفاته عندما رن هاتف المنزل ، والدة روبي صدمت بالطبع لأنها لم تكن تنتظر أن يموت شخص مثل هذا ، ولما علمت أنه قتل حزنت حزنا شديدا لأنه قتل شخص طيب ، واستحضرت أن يكون القاتل قد اعتبر أن روبي رجل بلاقيمة ٠
وعندما قرأت مقالا حول موته وعلمت أن القاتل إمرأة وأنها كانت صديقة له كررت من تكون هاته المرأة؟ ولماذا قتلت روبي؟
ستيف هالام كبير المحققين في هذه القضية أكد أنه لأول مرة تقع في هذه المنطقة جريمة قتل المتهم فيها امرأة والجريمة بكل هذه البشاعة وظلت طيلة الاستماع إليها أنها غير صادقة البتة وأنها كانت تبحث عن طريقة لقتل روبي وفعلا أكدت أنها جربت القتل بواسطة اليد لأنها كانت قد تعرضت لنفس الفعل من طرف صديقها، إلا أن طريقة قتل روبي كانت فيما يشبه الرحمة وختم المحقق تصريحه أن هاوغن قتلته وكانت تبحث عن مكان خال لرميه وتعود إلى واشنطن وتساءل هل هذا هو الحبيب ؟ أنها قاتلة متعمدة !
اعترفت ليندساي هاوغن بالمهمة أمام المحلفين وحكم عليها بالسجن ستون سنة
والدة روبي وزوجها كانا يشعرون بالشقة اتجاه الأشخاص الذين يوجدون في وضعية اعتقال والتقيا العديد ممن غادر السجن وقد تغير سلوكه بنسبة كبيرة ، لأجل هذا سامحت والدة روبي قاتلة ولدها ، وقد كانت قد بدأت تزورها وتسأل عنها وتغني برفقتها
بعد عشرة أشهر من الحكم عليها كتبت والدة روبي رسالة تسامح فيها هاوغن بينما ظل المحقق يؤكد أنها قاتلة متعمدة بكافة العناصر بينما والد روبي وزوجته وأخوه وأخواته الغير الشقيقات واصدقاءه يرفضون أن يمنح صوت اعلامي لهذه القاتلة ويعتبرون أن البعض يستغل موت روبي لمصالحهم الخاصة
ليندساي تؤمن اليوم أن بعض الناس يجدون صعوبة في التسامح رغم أنها صادقة
ومجلس الإفراج المشروط في هذه الولاية اخد في الاعتبار دعم عائلة الضحية ويمكن أن تصبح ليندساي مؤهلة للافراج المشروط سنة 2030 وتؤكد قاتلة روبي أن والدته وزوجها يمكن أن تساعدها في الإفراج المشروط وهي تأمل في مغادرة هذا الفضاء لكن إذا كان الله يريد أن يبقيها ستون سنة أخرى فهي تتقبل هذا القدر ٠