بوح قاتل يكسر صمت حي الإعدام 23 : كافونا فلينوي المرأة الشابة التي قتلت عباس دفاعا عن النفس

يقضي اليوم أكثر من عشرين ألف مواطن أمريكي وأجنبي حياتهم في أحياء الإعدام بسجون مختلفة على امتداد الولايات المتحدة الأمريكية، ويمتاز النظام القضائي الأمريكي بهيئة المحلفين التي تكون في احيان كثيرة معرضة للخطأ وتحث تأثير الرأي العام في إصدار قراراتها في القضايا الخطيرة والتي غالبا ماتكون نتائجها الحكم بالإعدام، وغالبا ماتطول المدة التي يقضيها المحكوم بالإعدام في ممرات الموت قبل مراجعة الحكم أو تنفيذ الإعدام
واذا كانت الجريمة الموسومة بالإعدام تكتبي خطورة كبيرة ، فإنها تترك في الآن نفسه نذبا كبيرا في نفسية المتهم وعائلته ،كما عائلة الضحية ، مما يقود المدان في احيان كثيرة إلى ابداء علامات الندم بعد قضائه مدة طويلة أو عندما يتم تحويل عقوبة الإعدام إلى المؤبد مع عدم إمكانية الاستفادة من السراح المشروط لخطورة المدان على المجتمع وايضا لخطورة الجريمة ٠
الاتحاد الاشتراكي تسبر أغوار بعضا من هاته الجرائم وتسافر رفقة القارئ مع بعض من هؤلاء لتستمع إليهم وإلى عائلاتهم وعائلات الضحايا وأحيانا إلى الذين تركوا بصماتهم على ملفاتهم من المحققين والمدعين العامين والمحامين والمحللين النفسيين والاعلاميين

 

في 9 مارس 2010 قامت كافونا باكلاق النار على حسن عباس وأصابته بجروح خطيرة
كافونا لم تكن من تلك الطبقة الدنيا التي تعيش حياة الشوارع ، فقد كانت تنتمي للطبقة الوسطى التي استوطنت رفقة عائلتها في ولاية تكساس ، حيث كانت تتوفر على جميع متطلبات الحياة ولم يتم حرمانها من اي شيء ،والدتها كانت كاهنة في كنيسة وكانت كانوا تساعدها في الغناء وفي تنظيف المنزل ، لكنها كانت فتاتها المدللة ، إلا أنه كل شيء أصبح سيئا عندما انتقلت من الابتدائي إلى الإعدادي حيث ستتعرض إلى العديد من الاعتداءات ، إذ كانت قد دخلت في علاقة من صبي صغير قام ذات مرة بدفعها ارضا قبل أن يرفع قميصها ويلعق صدرها ، كما تعرضت إلى العديد من أشكال الإساءة حيث فقدت إثر ذلك اعز شيء لديها ، عذريتها إذا فقدت معها الأمل وفقدت أيضا تقديرها لذاتها ٠
كان شعور كافونا أنهم افلتوا دون عقاب لقد حصلوا فقط على عقوبة بسيطة وبالتالي لم تحصل على العدالة ، كانت ضائعة جدا ومرتبكة ، حتى أنها كانت تساءل باستمرار الله لماذا حدث لها كل ذلك؟ حينما أصبحت فتاة صغيرة تحمل بداخلها المرارة والغضب ، احضروا لها طبيبا نفسيا لمعالجتها الا انها كانت تكرر ما حدث لها شعرت بالغضب لأنها احست بأنها تطرح قضايا منتهية ، حتى أن الأدوية التي وصفت لها كانت تتساءل عن ما ستحقق لها كيف ستعالجها ٠
بعد ذلك مباشرة توجهت إلى المخدرات والكحول لتخدير عقلها وقلبها أيضا لأنها كانت تشعر أنها تعيش في الجحيم ٠
في سن 17 سنة كانت قد أصبحت أما حيث وضعت طفلها الذي كان بالنسبة لها كل شيء ، كان هدية من السماء ، وأجمل شيء بالنسبة لها ، كان الرجل الوحيد في رأيها الذي يمكن أن يحميها ٠لكنها لم تتمكن حيث وصلت إلى نتيجة حتمية تؤكد أنها لم تستطع حماية نفسها فكيف لها أن تحمي ولدها ٠
فقررت مرة أخرى الدخول في علاقة ما من أجل حماية نفسها وابنها ، إلا أن ذلك لم يسر في الاتجاه الذي اختارته ، خاصة عندما بدأ يشرب ويدخن الحشيش ، حيث اصاب عقله الجنون ، حيث اعتاد أن يلكمها ، وتفاقمت اساءته لها د بعدد ذلك حتى أنه ضربها ذات مرة حتى فقدت الوعي ، حيث كان يحب أن يراها في المستشفى ، وكان كلما سألتها الشرطة أن كانت تود تقديم بلاغ ضده كانت ترفض لأنها كانت تعلم أنه سيطلق سراحه بعد حين ، لتقرر بعد ذلك حمل مسدس في حقيبتها للدفاع عن نفسها ٠
عند تواجدي بتقاطع 78 في تكساس سيتي بالقرب من متجر الخمور ، وعندما تقدمت لاقتناءها أخبرها الرجل الذي كان في الصندوق أن البطاقة الائتمانية التي تود الأداء بها لاتحمل هويتها ، وأن كانت تريد الخمر عليها أن تتواعد مع عباس ،لأنه كان يبحث عن صديقة ٠
يوم الموعد تركت ابنها في المنزل وخرجت كانت والدتها تحذرها من هذه الخرجة ، لأن قلبها كانىيشعرها أن شيئا ما سيقع ، إلا أن كافونا طمئنتها أن مل الأمور ستسير بشكل جيد ٠
حين وقف أمام الباب ليصطحبنها أخبرها أن وجهتهما ستكون مطعم غولدن كورال الا انه اتجه نحو الطريق السريع ، وكانت كلما تساءلت عن الوجهة كان عباس يؤكد لها أنه في حاجة الى الذهاب نحو المنزل من أجل الاستحمام لان وظيفته تتطلب أن يأخد حماما بعد انتهاء العمل ، تفهمت كافونا ذلك ، وعن وصولهما للى المنزل أخبرها أن كانت في حاجة الى بعض الخمر فاجابته بالايجاب فالمهم عقار لم تكن قد جربته من قبل وولج الحمام ليخرج بعد ذلك عاري المؤخرة ويرتدي عازلا ٠ ليطلب منها ممارسة الجنس بطرق مختلفة رفضت كافونا ذلك وطلبت منه أن يتركها تعود الى منزل اسرتها من أجل مراقبة ابنها ، إلا أنه كان مصرا على بقائها في المنزل ،مهما كلفه الأمر، عباس لم يكن بذلك الشخص العادي فقد كان طوله يساوي مترين بينهما وزنه يفوق المائة مما ارعب كافونا ٠ فكرت في طريقة تخلصها منه دون أن تعثر على واحدة ، فخلصت إلى إخراج مسدسها في أول فرصة من حقيبتها واغلقت عينيها وأطلقت عليه النار ، ورغم إصابته ركض نحوها ، فاستغربت ماكانت تشاهده في الأفلام وهي صغيرة حيث لايمكن للمصابين أن يتحرك لأي مكان ، لكن عباس ركض خلفها وطلب منها أن تسلمه المسدس ٠


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 18/04/2023