بونو يصنع التاريخ رفقة الهلال السعودي في مونديال الأندية

فجّر الهلال السعودي واحدة من أكبر مفاجآت كأس العالم للأندية 2025، بعدما أطاح بمانشستر سيتي الإنجليزي من دور ثمن النهائي، بفوزه عليه بنتيجة 4 – 3 بعد التمديد، في مباراة مثيرة احتضنها ملعب «كامبينغ وورلد ستاديوم» في أورلاندو.
وسجّل للهلال كل من ماركوس ليوناردو (46، 112)، مالكوم (52)، وكاليدو كوليبالي (94)، بينما أحرز لمانشستر سيتي برناردو سيلفا (9)، إرلينغ هالاند (55)، وفيل فودن (104).
وعلى الرغم من تقدم السيتي في بداية اللقاء، أظهر الهلال شجاعة تكتيكية وروحاً قتالية، ليقلب الموازين ويخطف بطاقة التأهل إلى ربع النهائي، حيث يواجه فلوميننسي البرازيلي في 4 يوليوز.
وفي هذه المباراة الخالدة، سُطّر اسم الحارس الدولي المغربي ياسين بونو بأحرف من ذهب، بعد أن لعب الدور الحاسم في هذا الانتصار التاريخي، ليقود فريقه إلى ربع النهائي.
رغم أن النتيجة جاءت بعد ملحمة كروية مثيرة امتدت 120 دقيقة، إلا أن الأداء الاستثنائي لبونو كان هو الفارق الحقيقي، في مواجهة فريق يعد الأقوى عالميًا من حيث الأسماء والخطط والإمكانيات.
فمنذ الدقيقة السابعة، حين تصدى لرأسية روبن دياش القوية، أظهر بونو نيّته في أن يكون «اللاعب رقم واحد» في اللقاء. وبالفعل، أنهى الشوط الأول متفوقًا على جميع اللاعبين على أرضية الملعب، حيث تصدى لسبع فرص محققة من داخل منطقة الجزاء، في ظل ضغط هجومي عالٍ من السيتي.
ودخل الهلال اللقاء بتشكيل دفاعي متماسك، لكن الفارق الحقيقي كان بين القائمين، حيث تصدى بونو ببراعة لتسديدات سافينيو (24)، غفارديول (30)، دوكو (38)، ثم رأسية أكانجي وهجمة مزدوجة لهالاند (84) وقذيفة دياش (86)
وفي كل واحدة من هذه الفرص، كان بونو يتدخل بثقة وهدوء وخبرة كبيرة، ليبقي الهلال في المباراة، بل ويمنح زملاءه الفرصة للعودة والتقدم.
وفقًا لموقع «سوفا سكور»، حصل بونو على تقييم 8/10، وهو الأعلى في اللقاء إلى جانب ماركوس ليوناردو. وكانت أرقامه في المباراة استثنائية، قام بعشر تصديات ناجحة، سبعة منها داخل منطقة الجزاء.
وعلى مستوى دقة التمرير كانت نسبته عالية، بمعدل 85% (11 من 13 تمريرة قصيرة صحيحة)، فضلا عن 4 تمريرات طويلة ناجحة من 6 محاولات…
لكن الأرقام وحدها لا تروي القصة. فالأمر يتجاوز الإحصائيات إلى عامل نفسي، حيث نقل بونو الثقة إلى الدفاع، وأحبط هجوم مانشستر سيتي بقيادة هالاند وفودن وسيلفا مرارًا.
ربما كان أهم تصدٍ لبونو في الدقيقة 84، عندما أنقذ كرة شبه محققة من رأسية أكانجي، ارتدت لهالاند، الذي سدد بدوره نحو المرمى الخالي، إلا أن بونو نجح في إغلاق الزاوية، قبل أن يخلّص علي لاجامي الكرة من على خط المرمى.
ذلك التدخل تحديدًا، جعل الهلال يحافظ على توازنه، وسمح له بالتقدم مجددًا في الشوط الإضافي الأول، وهو ما اعتبره المراقبون نقطة التحول في اللقاء.
وفي المؤتمر الصحفي بعد اللقاء، لم يجد بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، كلمات كافية لوصف ما فعله بونو:
«لقد خلقنا الكثير من الفرص، وكنا جيدين على مستوى البناء، لكن بونو تصدى لكل شيء تقريبًا. إنه أحد أفضل الحراس في العالم، وقد أكد ذلك الليلة.»
ووصفت وسائل الإعلام الإسبانية والإنجليزية ما فعله بونو بأنه «عرض فردي مذهل» و»استمرار لمسلسل إنقاذاته في البطولات الكبرى»، مشيرة إلى أنه «صائد الكبار» منذ كأس العالم 2022.
ولم يكن أداء بونو، المنضم للهلال في غشت 2023 بعد تألقه في مونديال قطر، أمام السيتي صدفة، فقد سبق له التألق أمام ريال مدريد في اللقاء الافتتاحي، وتصدى لضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة من فيدريكو فالفيردي، كما حصل على جائزة أحسن لاعب في مباراة سالسبورغ.


الكاتب : إ – العماري

  

بتاريخ : 02/07/2025