بين التشظي.. والتمرئي!

 

وأنت تنظر إلى المرآة، تنظر إنك لا تستطيع أن تعلم الغيب، ولا كل ما يقال في ظهرك، ولكنك تنهجس به وتتوجس منه. وأكيد أن انهجاسك ليس وليد فراغ، وأن توجسك ليس ربيب خواء!
ولكنك، تتقطع أوصالك بمدى الريب، وتتحرق نياط قلبك بلظى الشك، ويدمى قلبك من خنجر الزيف المغروز بجنبك، ويتشقق عنقك من حد المقصلة المضروبة على رقبتك!
وتشك، أن الماضي لم يكن مبشرا بالحاضر إلا توهما، وأن الحاضر منذر من المستقبل إنذارا، وأن الخطو صار يتخوف من الطريق، وأن القدمين تتلكآن عن المسير، وأن ما يبدو طريقا من حرير ليس إلا وحلا طاميا، كلما قاومت انغماسك فيه، ازددت، غوصا في لجته حتى القرار المكين!
فدع عنك الانشغال بالماضي والحاضر والمستقبل، دع عنك انشغالك بالطريق التي قد توصل ولا توصل، دع عنك اهتمامك بمن يستحق ومن لا يستحق، دع عنك سعيك الحثيث وجريك الدوؤب، لإيصال القافلة إلى وجهتها المنشودة، دع جهدك المهدور، لإيصال مركب قد لا يهتم ركابه ببلوغ بر الآمان!


الكاتب : زهير اسليماني

  

بتاريخ : 06/12/2021