بَوْح :

منذ خطواتي الأولى في الحياة أدركت أن الطريق لن يكونَ سهلا، ولا مفروشا
بالورود، ربما وجدته أحيانا مفروشا بالوعود، ولكنها وعود ما فتئت تتبخر،
فتطرحُ علي أسئلة الوجود..
أذكر أني كنتُ صغيرا، ولا أذكر أني كبرت، فأنا عاطفي جدا، أبكي سريعا
كالطفل، وأفرحُ كثيرا لهدية بسيطة أو كلمة رقيقة.
قرأتُ كثيرا وكتبتُ كثيرا، وعشقتُ الشعرَ والموسيقى أكثر، فلامني البعض،
يريدني قلبا حجرا، قلتُ لهم أنا إنسان، وسأظل إنسانا، لا أبالي لبؤس
تفكيركم، ولا لقصر خيالكم وموت مشاعركم.
أعترفُ أنني كنتُ محظوظا جدا بوجود إنسان شكل الاستثناء في حياتي، وكسرَ
القاعدة، قاعدة الروتين والرتابة التي كنتُ أعيشها وأعانيها.
كما أفتخرُ بأصدقاء عديدين أعطوا لحياتي معنى، وجعلوني أتطلع إلى
المستقبل بثقة وأمل، ولا أمل من الحلم، ومن تكرار الأمل بأن غدا سيكون
أجمل، وبأننا سنعيش واقعا غير الواقع الحالي، وسنكون مجتمع آخر حلمنا
به عقودا ولم يتحقق.
لم أفقد أبدا ثقتي بالحياة التي تعلمت منها الكثير، وتعلمت مني كذلك،
أعطيتها وأعطتني، حرمتها وحرمتني، عذبتها وعذبتني، ومع ذلك كله ما زالت
مصرة على السير بجانبي، ومعي، نحلمُ معا، ونسهرُ معا، ننظرُ إلى الأفق
الرحبِ البعيد ونبتسم معا، أنا والحياة..


الكاتب : محمد عطيف

  

بتاريخ : 22/09/2020

أخبار مرتبطة

  على الرّغم من أن رولان بارثRoland Barthes، منذ أواسط ستينات القرن الماضي، أي في مرحلته البنيوية، كان قد أعلن

  الرواية الأولى كانت حلمٌا جميلا في البداية، ولكن ما إن صحوت منه حتى تحول إلى كابوس يقض المضجع، يسرق

ندوة حول «التاريخ وقيم المواطنة» بكلية الآداب بالمحمدية تنظم الجمعية المغربية للمعرفة التاريخية، بشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *