أعلنت مؤسسة مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط عن تأجيل الدورة الثلاثين من المهرجان، التي كانت مقررة ما بين 26 أبريل و3 ماي 2025، إلى الفترة الممتدة من 25 أكتوبر إلى 1 نونبر من نفس السنة، وذلك بسبب غياب الغلاف المالي الكافي لتنظيم التظاهرة في ظروف تليق بمكانتها وتاريخها.
وأوضحت إدارة المهرجان، في بلاغ صحفي، أن المبلغ المالي المحصل عليه لم يعد يواكب متطلبات تنظيم حدث ثقافي وفني بهذا الحجم، في ظل الارتفاع المتزايد في تكاليف الإقامة والتغذية، والنقل الدولي والداخلي، والتجهيزات التقنية، فضلاً عن تكاليف التحول الرقمي الذي أصبح يطال كافة القطاعات.
وفي الوقت الذي نوهت فيه إدارة المهرجان بالدعم الإيجابي لمؤسسات القطاع العام، من سلطات محلية وجهوية، والوزارة الوصية، والمركز السينمائي المغربي، اعتبرت أن هذا المجهود لا يكفي لتغطية كافة التكاليف. وسجلت في المقابل الغياب شبه التام للقطاع الخاص، الذي بقي حضوره محدودا رغم المحاولات المتعددة لفتح قنوات الشراكة والتعاون.
وأكد البلاغ أن مساهمة القطاع الخاص باتت ضرورة ملحة لاستمرار هذا الحدث الثقافي، خاصة في مدينة بحجم تطوان التي تستحق دعما مماثلا لما تحظى به مدن مغربية أخرى.
كما شدد على أن التأجيل لا يعني الإلغاء، بل يمنح فرصة جديدة لتأمين ما تبقى من الموارد المالية، واستكمال الترتيبات التنظيمية لضمان دورة ناجحة تحافظ على المكانة الرمزية والفنية للمهرجان.
وفي هذا السياق، دعت المؤسسة إلى الحفاظ على الدعم العمومي المخصص للدورة الثلاثين، مع تأكيد التزامها بتنفيذ البرنامج الثقافي والفني وفق الجدولة الجديدة، وبنفس روح التعاون مع شركائها.
وكانت الجهة المنظمة قد أعلنت عن التشكيلة الرسمية للجان التحكيم، حيث تم اختيار المخرج الإيطالي دانييلي لوكيتي، أحد أبرز وجوه السينما الإيطالية المعاصرة، رئيسا للجنة التحكيم الرسمية، إلى جانب المخرجة المغربية المتألقة أسماء المدير، المتوجة بمهرجان «كان»، والمنتجة البرتغالية إيسابيل ماتشادو، والمخرج المصري أمير رمسيس، المدير الفني لمهرجان «الجونة»، وكذا المخرج والناقد الفرنسي نكويين طرونك بينه، المعروف باهتمامه بالتوثيق السينمائي.
أما لجنة النقد «مصطفى المسناوي»، فتتشكل من الإعلامية المغربية فاطمة الإفريقي، والناقد الفرنسي سيدريك ليبين، والناقد والصحفي الإيطالي فيديريكو بونطيجيا، المعروف بمشاركاته في عدة لجان تحكيم أوروبية.
تأجيل قد يبدو محبطا، لكنه يحمل في طياته فرصة لتصحيح المسار وضمان دورة تليق بمكانة مهرجان تطوان، أحد أعرق المواعيد السينمائية بالمنطقة المتوسطية.