تأخر الأمطار يتسبب في تراجع مقلق لحقينة السدود ونسبة الملء نزلت إلى أقل من 35% المسيرة، ثاني أكبر سد في المغرب، لم يعد يخزن سوى 8% من طاقته

 

شهدت السدود الرئيسية بالمملكة خلال الأشهر الأخيرة تراجعا ملحوظا في حقينتها جراء تأخر الأمطار في هذه الفترة من السنة، ونتيجة موجات الحرارة المفرطة والمتعاقبة، التي ميزت فصل الصيف خلال العام الجاري، حيث تراجعت نسبة ملء سدود المملكة من 36 في المائة خلال نونبر من العام الماضي إلى 34.8 حاليا، ويعزى هذا التراجع الطبيعي في مستوى مياه السدود إلى عاملين رئيسيين، أولهما ظاهرة التبخر الملازمة لارتفاع درجات الحرارة، وثانيهما ارتفاع ضغط الطلب على المياه السطحية لمختلف الاستعمالات (الفلاحية والصناعية والشرب..).
وتفيد آخر إحصائيات قطاع الماء بوزارة التجهيز حول وضعية السدود يوم 16 نونبر 2021 ، أن حقينة سدود المملكة التي تفوق سعتها الإجمالية 16 مليار متر مكعب سجلت حتى الآن حقينة تناهز 5.6 مليار متر مكعب، وهي نفس الكمية المسجلة خلال نفس التاريخ من السنة الماضية، ويتوفر المغرب حاليا على حوالي 145 سدا كبيرا، و250 سدا صغيرا، وتتفاوت نسبة الملء داخل هذه السدود حسب موقعها الجغرافي، فبينما تعرف بضعة سدود واقعة على الأنهار الكبرى وفي المناطق المطيرة نسبة ملء عالية، كما هو الحال بسد وادي المخازن بالقصر الكبير 76.5 في المائة، والذي تراجعت نسبة ملئه لتصل إلى 67.2 في المائة، عوض 79.7 في المائة خلال نفس الفترة من العام الماضي، وسد الوحدة بتاونات، وهو أكبر سد في المغرب، والذي وصلت حقينته إلى حدود أمس لنحو 59.2 وسد النخلة بتطوان 45.3 في المائة، وسد شفشاون 89.9 في المائة .. تعاني السدود الواقعة في وسط وجنوب المملكة من تراجع ملحوظ في مخزونها المائي كما هو الحال بالنسبة لسد بين الويدان بإقليم أزيلال الذي نزلت حقينته من 19.3 في المائة في 16 نونبر 2020 إلى 14.6 في المائة في 16 نونبر 2021، ونفس التدهور عرفه مخزون سد المسيرة وهو ثاني أكبر سد بالمغرب، الواقع في إقليم سطات حيث هبط معدل ملئه إلى 8.3 في المائة علما أن هذا السد يؤمن الحاجيات المائية للعديد من المناطق الواقعة في جهة الدار البيضاء- سطات.
وبينما شكلت السدود، عبر عقود، صمام أمان للمغرب الذي يعتمد اقتصاده على الموارد المائية بشكل كبير، أصبحت هذه الأخيرة تتناقص عاما بعد عام، بفعل التقلبات المناخية، حتى أصبحت المملكة اليوم في وضعية حرجة دقت ناقوس الخطر بشأنها العديد من المنظمات والمؤسسات الوطنية والدولية.
ولمواجهة هذه الأزمة المائية، بادر المغرب إلى وضع برنامج الأولويات الوطنية لتوفير مياه الشرب والري 2020-2027. والذي يغطي كافة مناطق المملكة. ويتعلق الأمر بتحسين إمدادات المياه، ولاسيما من خلال بناء السدود وإدارة الطلب على المياه، وخاصة في القطاع الزراعي، وتعزيز إمدادات مياه الشرب في المناطق القروية، وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة في ري المساحات الخضراء والتواصل والتوعية بهدف تعزيز الوعي المرتبط بأهمية الحفاظ على الموارد المائية وترشيد استخدامها. وقد أعطى الملك تعليماته السامية لتنفيذ هذا البرنامج الذي ستبلغ كلفته الإجمالية 115 مليار درهم. وبشكل ملموس، يهدف البرنامج إلى تعزيز الإمكانات الوطنية من خلال بناء 20 سدا كبيرا بسعة 5.38 مليار متر مكعب. بالإضافة إلى السدود الصغيرة والسدود التلية، نظرا لما لها من أهمية خصوصا بالنسبة لسكان المناطق الجبلية والقروية البعيدة ودورها في تعبئة المياه المحلية الناتجة عن الأمطار الغزيرة المؤقتة.


بتاريخ : 16/11/2021