تأخر صرف المنحة يخرج طلبة معهد التمريض وتقنيات الصحة في خنيفرة إلى الاحتجاج ومندوبية الصحة تعلل موقفها

نظم «طلبة المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة» بخنيفرة، يوم الجمعة 7 مارس 2025، اعتصاما إنذاريا أمام المندوبية الإقليمية للصحة، احتجاجا على ما وصفوه بالتجاهل غير المبرر لحجم الأزمة التي يعيشونها بسبب تأخر صرف المنحة الدراسية، الأمر الذي أرخى بظلاله على حياتهم الدراسية والاجتماعية، حيث يعتمد العديد منهم على هذه المنحة كمصدر أساسي لتغطية تكاليف الدراسة والإقامة والمستلزمات الدراسية، في ظل غياب أي دعم مادي آخر.
ورفع الطلبة المحتجون شعارات عالية تعبر عن سخطهم، وكانت بمثابة رسائل واضحة إلى الجهات الوصية مفادها أن المنحة ليست منّة أو هبة، بل حق يكفله القانون للطلبة لضمان استمرارية تعليمهم في ظروف تحفظ كرامتهم ومستقبلهم المهني، كما عبّر المحتجون عن رفضهم المطلق لما وصفوه بسياسة التماطل والإقصاء، معتبرين تأخير المنحة مساسا بجزء من حقوقهم المشروعة، في وقت يفترض فيه أن يكون الاهتمام بالتعليم ودعم الطلبة في صلب السياسات العمومية.
المحتجون حمّلوا الجهات المسؤولة كامل المسؤولية عن هذا الوضع، وطالبوا بتدخل فوري وعاجل من الجهات المعنية لتوضيح أسباب التأخير، وتقديم ضمانات حقيقية لعدم تكرار هذا السيناريو الذي أصبح يتكرر كل سنة، مما يفاقم الأزمة الاجتماعية والاقتصادية للطلبة، واعتبروا أن استمرار هذا الوضع دون إيجاد حلول ناجعة يعكس خللًا في تدبير ملف المنح الدراسية، وغياب رؤية واضحة تحمي حقوق الطلبة وتضمن استفادتهم من مستحقاتهم في الوقت المناسب، سيما في ظروف معروفة بقساوتها.
في خطوة تصعيدية، أعلن الطلبة عن تسطير برنامج نضالي تصعيدي، يشمل أشكالًا احتجاجية متنوعة إلى حين تحقيق مطلبهم، مؤكدين أنهم مستعدون لخوض جميع الأشكال النضالية المشروعة وفق ما يتيحه لهم القانون، كما هدّدوا بتنظيم اعتصام مفتوح في حال استمرار تجاهل ملفهم وعدم التفاعل مع مطالبهم بشكل جدي، وأكد المحتجون أن أي تبعات قد تنجم عن استمرار هذا الوضع يتحمل مسؤوليتها المسؤولون عن تدبير ملف المنح، مشددين على أن تجاهل هذه الأزمة لن يؤدي إلا إلى مزيد من الاحتقان.
ويقول المحتجون إن هذه الأزمة ليست وليدة اللحظة، بل تتكرر في كل موسم دراسي، مما يثير الشكوك حول مدى التزام الجهات الوصية بتعهداتها تجاه الطلبة، وعلى خلفية ذلك، كان لابد من ملامسة الجهة المسؤولة عن معالجة هذا الملف، وفي هذا السياق، أفادت مصادر من المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة، بخنيفرة، بأن هذه القضية تخرج عن نطاق اختصاصها ومسؤوليتها، مؤكدة أن الجهة المعنية بهذا الشأن هي مصالح التعليم العالي، باعتبارها المسؤول المباشر عن تدبير منح الطلبة.
وأوضحت المصادر ذاتها أن معالجة طلبات المنح تتم عبر لجنة مختصة تعقد اجتماعاتها في عمالة الإقليم لدراسة الملفات واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها، وأضافت أن العلاقة المشتركة التي تجمع الطلبة بالمندوبية الإقليمية للصحة دفعت بمسؤولي هذه المندوبية إلى إبلاغ الوزارة الوصية على القطاع الصحي باحتجاجات طلبة معهدالمهن التمريضية وتقنيات الصحة، حيث قامت هذه الوزارة بالتواصل مع وزارة التعليم العالي لحثها على إيجاد حل عاجل وتسريع صرف المستحقات المالية للطلبة.
وعلاقة بالموضوع، أعربت مصادر المندوبية الإقليمية المذكورةعن تفهمها لاحتجاجات الطلبة، مشيرة إلى أنها توصلت بما يفيد أن 21 طالبا مسجلين بالفعل في المنصة الإلكترونية للمكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية (ONOUSC) ولم يتوصلوا بالمنحة الخاصة بالدفعتين الأولى والثانية، في حين أن 22 طالباً آخرين لم تُدرج أسماؤهم ضمن المسجلين في هذه المنصة، التي تشرف على تدبير شؤون الطلبة في الجامعات، وتجري حاليا معالجة المشكل، حسب المصادر ذاتها.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 11/03/2025