تأخر صرف منحة التمدرس يدفع جمعية وأسر أطفال معاقين ذهنيا للاحتجاج بالرباط

 

احتجاجا على ما وصفته بـ»الوضعية المتأزمة التي تمر بها نتيجة عدم صرف منحة التمدرس برسم الموسم الحالي وما ترتب عن ذلك من وقف شبه كلي لأنشطتها وتعطيل الخدمات الموجهة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة»، نظمت جمعية آباء وأصدقاء الأطفال المعاقين ذهنيا بالدار البيضاء APAEI، الناشطة في مجال إدماج الأطفال في وضعية إعاقة، (التوحد –الذهان-التثلت الصبغي )، وقفة سلمية، صباح أمس الخميس 15 ماي 2025، أمام مقر وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة.
هذه الوقفة الاحتجاجية تأتي عقب اجتماع طارئ ضم أعضاء المكتب المسير للجمعية، والأطر التربوية، وممثلين عن أولياء أمور الأطفال المستفيدين، جرى خلاله تدارس الانعكاسات الخطيرة لهذا التأخر، الذي أدى إلى توقف شبه كلي لخدمات الجمعية، وتعريض استقرار الأطر التربوية وحقوق الأطفال المعاقين للخطر، في ظل غياب أي تجاوب من الجهات المعنية، وعلى رأسها مؤسسة التعاون الوطني ووزارة التضامن.
وعرفت الوقفة الاحتجاجية حضورا لافتا لأمهات وآباء وأولياء أمور الأطفال المعاقين ذهنيا، إلى جانب العاملين بالجمعية والأطر التربوية، الذين عبّروا عن غضبهم واستيائهم من الوضعية المتكررة لتأخر صرف مستحقات الجمعية من طرف الجهات المعنية، مؤكدين أن هذا التأخر لا يمس فقط الأطر والعاملين، بل ينعكس بشكل مباشر على الأطفال أنفسهم، من خلال اضطراب في الخدمات المقدمة لهم، وتراجع في جودة الأنشطة التربوية والرعائية التي يتلقونها.
من جهته، طالب رئيس الجمعية علي رضوان في تصريح للجريدة، بضرورة تحمّل الجهات الوصية لمسؤولياتها، معتبرا أن من حق هؤلاء الأطفال المعاقين، والذين ينتمون لعائلات فقيرة ومعوزة أن يحصلوا على حقوقهم كاملة من تمدرس ورعاية، مؤكدا أن استمرار هذا الوضع يهدد كرامة العاملين والأطر الذين يبلغ عددهم 240 إطارا يشتغلون في ثلاثة مراكز تضم 670 طفلا، متسائلا كيف نطالب هؤلاء الأطر برعاية أطفال معاقين في ظل عدم توصلهم بمستحقاتهم، في وقت يبذلون فيه جهودا جبارة لرعاية فئة تتطلب صبرا وتفانيا استثنائيا. وشدد على أن الوزارة الوصية لم تتواصل معهم رغم المحاولات المتكررة من جانب الجمعية بهدف تسوية هذه الوضعية معتبرا أن الجمعية وأطرها وأطفالها يوجدون الآن في النفق المسدود وهو ما دفعهم إلى تنظيم هذه الوقفة».
من جانبهم تحدث بعض الآباء و الأمهات عن المعاناة اليومية التي يعيشونها في ظل غياب بدائل حقيقية تحتضن أبناءهم، خاصة أن فئة الأطفال في وضعية إعاقة ذهنية تحتاج إلى رعاية دقيقة ومستمرة، يصعب على الأسر توفيرها في المنزل لأسباب اجتماعية ومهنية، خصوصا بالنسبة للأمهات العاملات. كما أشاروا إلى أن الانقطاع المتكرر في خدمات الجمعيات يعمّق من عزلة هؤلاء الأطفال الذين يعدون الحلقة الأضعف ويؤثر سلبا على حالتهم النفسية وتطورهم التعليمي والسلوكي.
وكانت الجمعية قد حملت، في بلاغ توصلت الجريدة بنسخة منه، الجهات الوصية مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، مؤكدة أن جميع محاولاتها التواصلية، عبر مراسلات رسمية ومناشدات متعددة، قوبلت بالتجاهل، مما اضطرها إلى تبني هذا الشكل النضالي، بمشاركة الأطر والعاملين وأولياء الأمور وحتى الأطفال المعاقين ذهنيا.
ودعت الجمعية فعاليات المجتمع المدني، والمنظمات الحقوقية، ووسائل الإعلام، إلى دعم هذه المبادرة والوقوف إلى جانب فئة منسية من المواطنين، في معركة الدفاع عن حقهم في التعليم والكرامة.
وختمت الجمعية بلاغها بالتشديد على الطابع السلمي للوقفة، معربة عن أملها في تدخل عاجل ينقذ الجمعية من الانهيار، ويعيد للأطفال حقهم المشروع في التمدرس.


الكاتب : خديجة مشتري / تصوير : هيثم رغيب

  

بتاريخ : 16/05/2025