تأهل المنتخب الوطني يصنع الفرح في شوارع المدن المغربية

فجر انتصار المنتخب الوطني أول أمس الثلاثاء، على نظيره الكونغولي بأربعة أهداف لواحد وبالتالي ضمانه لبطاقة المشاركة في مونديال قطر، فرحة عارمة في مختلف ربوع المملكة وخارجها، وألهب الفرح والسعادة و الاعتزاز في وجدان المواطنات والمواطنين المغاربة على مختلف أعمارهم . فلم تكن سافرة الحكم البوروندي ندابيها ونيمانا باسيفيك فقط إيذانا بنهاية المباراة، بل أيضا، انطلاقة عرس جماهيري استثنائي و فرحة هستيرية تلقائية تفجرت شرارتها الأولى وسط أرضية ملعب المركب الرياضي محمد الخامس في الدار البيضاء لينتشر لهيبها في مختلف أرجاء المملكة و لتعم عددا كبيرا من بلدان العالم حيث تتواجد الجالية المغربية .
و على غرار باقي مدن وحواضر المملكة شهدت مدينة الدار البيضاء ، بمجرد انتهاء المباراة ، عرسا جماهيريا استثنائيا وفرحة هستيرية تفجرت شرارتها الأولى في ملعب «الرعب» لتعم البيوت والمقاهي و لتمتد الى مختلف الشرايين الكبرى والفضاءات و الساحات بالعاصمة الاقتصادية للمملكة.
خرجت إذن الجماهير المغربية بمدينة الدار البيضاء مباشرة بعد إطلاق حكم مباراة المنتخب الوطني المغربي بنظيره الكونغولي الديمقراطي لصافرة النهاية و تأهل المنتخب الوطني المغربي إلى كأس العالم بقطر إلى شوارع المدينة مطلقة العنان لأبواق السيارات والدراجات النارية حاملين الإعلام الوطنية ومجسمات الأسود تعبيرا عن فرجة التأهل للمرة الثانية على التوالي و السادسة إلى أكبر عرس رياضي لكرة القدم في العالم .
السيارات والجماهير جابت كل الشوارع والأحياء البيضاوية لتلتقي بالشريط الساحلي عين الذئاب الذي عرف احتفالات بالشهب النارية الملونة و شعارات وأهازيج احتفالا بعناصر المنتخب الوطني الذين حققوا التأهل وكان أداؤهم رائعا.
الاحتفالات بالدار البيضاء وعلى غرار المدن المغربية الأخرى استمرت إلى ساعات متأخرة من صباح اليوم الموالي للقاء رغم الأجواء الممطرة والتي لم تمنع الجماهير البيضاوية من التعبير عن فرحتها بالتأهل كما مرت هذه الأجواء الاحتفالية في ظروف جيدة دون تسجيل أعمال شغب تذكر مع الإشارة أن الحضور الأمني كان بارزا بمختلف الشوارع والأزقة التي عرفت توافدا كبيرا للسيارات والدراجات النارية.
ولم تستثن هذه الفرحة العارمة أي حي أو درب أو زقاق ، حيث تدفقت الجماهير من مختلف الأعمار ذكورا وإناثا وأطفالا و شيوخا، فخرجوا فرادى وجماعات للتعبير عن فرحة لا توصف ، وهم يحملون الأعلام الوطنية ، مرتدين قميص المنتخب الوطني ، ومنتشين تحت أمطار الرحمة بالانجاز التاريخي الذي حققه أسود الأطلس ، الذين عرفوا كيف يدبرون أمر هذه المواجهة المصيرية ، التي لم تكن تحتمل القسمة على اثنين.

نفس الشأن بالنسبة لمختلف الأحياء بمدينة المحمدية ، عازفت الجماهير وربما إلى الساعات الأولى من صباح الأربعاء سمفونية النصر الرائعة.
في الخميسات، خرجت الجماهير ومن مختلف الأعمار ومن الجنسين للتعبير عن الفرحة والغبطة والاعتزاز  بهذا الإنجاز التاريخي الموصل لأكبر تظاهرة كروية عالمية ، مستعملين السيارات طالقين العنان لمنبهاتها ، والدراجات النارية و العادية حاملين الأعلام الوطنية يجوبون شوارع وأزقة وأحياء المدينة كلهم حماس وشعور وطني غامر ، فيما سارت أعداد كبيرة أخرى في مسيرة حاشدة حتى بلغوا ساحة المسيرة بشارع محمد الخامس حيث تجمهروا في جو حماسي، تلقائي و معبر، كل يعبر بطريقته الخاصة ، كما تم تقديم رقصات وترديد أهازيج شعبية ورفع هتافات في جو فولكلوري كسرت سكون ليل حاضرة زمور البارد ، التي تعود أبناؤها  والجماهير الرياضية عامة عن التعبير عن الفرحة كلما حققت الرياضة الوطنية إنجازات، كما كان الشأن على سبيل الذكر في مجموعة محطات.
وقبل انطلاق المباراة التي جمعت المنتخبين المغربي والكونغولي، أقبل المواطنون المغاربة من مختلف الأعمار على اقتناء أقمصة أسود الأطلس من المحلات التجارية المتواجدة سواء في المساحات الكبرى أو الشوارع أو المحجات الرئيسية وكذا في الأسواق الشعبية التي تزينت واجهاتها باللونين الأخضر و الأحمر.
وفي جولة في مدينة الدار البيضاء لوحظ إقبال على شراء أقمصة المنتخب الوطني التي تحمل أرقام وأسماء اسود الأطلس علاوة على الألبسة الرياضية الأخرى والقبعات و الأعلام رمز الوحدة الوطنية بامتياز.
ويقول أحد الباعة إن الملابس الأكثر مبيعا كانت هي قمصان المنتخب الوطني ، مضيفا أن الأثمان تراوحت بين 150 إلى 600 درهم بحسب الجودة ، مبرزا أن المواطنين غالبا ما يسألون على الأقمصة التي تحمل أسماء اللاعبين النجوم وفي مقدمتهم أشرف حكيمي و غانم سايس و سفيان بوفال .


الكاتب : س. العلوي – ع. أورارى / ت: مومن

  

بتاريخ : 31/03/2022