بمنصة كورنيش أبي رقراق، مساء الاثنين 28 يوليوز، تألقت السهرة الثانية من الدورة الثالثة عشرة لمهرجان «صيف الأوداية»، بمشاركة كل من الفنانة الأمازيغية عائشة تاشينويت، والفنان جمال يوبا، وفرقة «حصبة غروف»، في عرض موسيقي تفاعلي احتفى بجماليات الهوية الفنية المغربية وتنوّعها التعبيري.
عائشة تاشينويت، واسمها الحقيقي عائشة زيتي، من مواليد إنزكان، عُرفت بشغفها المبكر بالغناء والرقص، قبل أن تنطلق مسيرتها الفنية في تسعينيات القرن الماضي ضمن فرق الروايس، رفقة أسماء وازنة من قبيل الرايس حسن أرسموك، والرايس أحمد أوطالب المزودي، ومولاي أحمد إحيحي. تميزت بأسلوب راقص فريد يدمج الرقص الأمازيغي بحركات مستوحاة من الرقصات الهندية، ما جعلها تحظى بلقب «تاشينويت».
بتشجيع من الفنان إحيحي، خاضت تجربة الغناء، وكانت من بين المشاركات في تجربة «بنات أودادن»، حيث سجلت أولى مقطوعاتها «إغ جيك الحبناغ». ومع دعم زوجها ومدير أعمالها إبراهيم أوبلا، أسست فرقتها الخاصة التي حققت انتشارا واسعا. عُرفت بأزيائها المميزة وتصاميمها الخاصة، وبصوتها الدافئ ورقصاتها الجريئة، لتصبح سفيرةً فعلية للفن السوسي الأمازيغي، خصوصاً في أوروبا وآسيا، حيث لاقت عروضها باليابان سنة 2003 إشادة واسعة من الراقصة سوميكو التي قدّمتها في أكثر من 25 عرضاً، بل وعرضت عليها الإقامة باليابان لتدريس الرقص الأمازيغي.
هذا المسار الفني الحافل جعل المجلس الوطني للموسيقى يمنحها «الخلالة الذهبية»، تتويجًا لمسيرتها، تحت إشراف وزارة الشباب والثقافة والتواصل.
ومن نواحي مراكش – الحوز، برز الفنان الأمازيغي جمال يوبا، الذي نشأ في بيئة مشبعة بفن أحواش وتراث الجنوب المغربي. عشق الأغنية السوسية منذ الصغر، ليبدأ مسيرته سنة 2007 بالانضمام إلى مجموعة «أولاون»، مسجلاً معهم أول ألبوم وكليب، ثم تعاون لاحقًا مع مجموعات أخرى مثل «كايت ماتن» و»أمسوتن».
في 2011، أصدر أول ألبوم فردي له، بتعاون مع الفنانة نعيمة الدمسرية، ولاقى العمل استحسانًا واسعًا. دخل بعدها مجال التمثيل، مجسّداً أعماله الغنائية بصريًا، عبر مسلسل «تلاتيك» على القناة الأمازيغية (2014)، ومسلسلات أخرى كـ»ألحان الماضي» (القناة الثانية) و»العطار» (تمازيغت) سنة 2023. في رصيده حالياً أكثر من 36 أغنية و7 كليبات.
بدورها ،أشعلت فرقة «حصبة غروف» الأجواء بإيقاعاتها المستلهمة من فن العيطة، والممزوجة بأنماط الجاز والفانك والموسيقى العالمية، لتمنح الجمهور تجربة موسيقية غنية تُعيد صياغة الموروث المغربي برؤية معاصرة. تنبض عروضهم فوق الخشبة بالحيوية، ويعكس نهجهم الموسيقي جسرًا بين الماضي والحاضر، موجّهًا لمحبي الأصوات الأصيلة والتجريبية معًا.
تتكون الفرقة من فنانين متميزين، على رأسهم يوسف كريران (المدير الفني وقائد المجموعة)، إلى جانب عبد الله بن الشرادي، علي مزواري، وليد حليمي، هشام أيار، كريم برنكو، طه السعدي، وخالد دراق.
تاشينويت ويوبا و»حصبة غروف» يشعلون السهرة الثانية من مهرجان صيف الأوداية

بتاريخ : 31/07/2025