تشكل العربات المجرورة بالدواب (الكاروات) التي تجوب بكل حرية شوارع وفضاءات مدينة العطاوية بإقليم قلعة السراغنة، مظهرا بدويا خالصا لا زال يلقي بظلاله على هذه المدينة التي تلامس التنمية، ويطمس ملامحها الحضرية التي انطلقت منذ سنة 2011 تقريبا.
ظاهرة العربات المجرورة ، أضحت تقلق راحة المواطنين خصوصا أولئك الذين يستعملون الطرقات الداخلية، كما أن مخلفات البهائم على الطرقات تشوه منظر هذه المدينة الفتية ناهيك عما تسببه من روائح كريهة وانتشار للحشرات، ويلاحظ كل زائر للمدينة عشرات العربات في معظم الأحياء والشوارع الرئيسية والأزقة، وهي تنقل البضائع والركاب ويسوقها قاصرون نيابة عن آبائهم أو أقاربهم، وبحكم تصرفاتهم الطائشة فقد أصبحوا يشكلون خطورة كبيرة على حياة المواطنين، حيث لا يحترم هؤلاء القاصرون قوانين السير و الجولان، وغالبا ما يؤدي تعاملهم غير المحسوب إلى كوارث وحوادث سير خطيرة، بحيث سجلت العديد من الإصابات في صفوف الراكبين الذين يستعملون هذه الوسيلة للتنقل، إضافة إلى عدم احترام سائقيها لقانون السير والأضرار والخسائر المادية التي تلحق بالسيارات الخاصة والراجلين وما تسببه حوافر الدواب من خراب على مستوى البنية التحتية للطرقات.
وتتسبب العربات المجرورة بالدواب ( الكاروات) في اختناق حركة السير خاصة يوم انعقاد سوق الخميس الأسبوعي، حيث العشرات من العربات المجرورة تكتسح جميع المسارات الطرقية، غير مكترثة أصحابها بقانون السير أو حق مستعملي الطريق في التنقل والتحرك عليها بسلاسة، و يزداد الأمر تعقيدا وخطورة حين يتسابق أصحاب العربات المجرورة وسط الطريق لأجل إيصال راكبيها والعودة بسرعة قصد تحقيق أكبر عدد من التنقلات وبالتالي ضمان مدخول مادي قد يزيد عن 300 درهم في ذلك اليوم . استفحال ظاهرة العربات المجرورة بالدواب والتي تجوب شوارع وأزقة مدينة العطاوية بشكل ملفت للنظر صار ظاهرة تعيق المسار الحضري لهذه المدينة، كما شكلت إحراجا كبيرا لعناصر الأمن الوطني التي تظل عاجزة في التدخل لغياب قرارات صارمة من المجلس البلدي و كذا تحركا من طرف السلطات المحلية، خصوصا و أن أغلب العربات المجرورة بدون رخصة.
وحسب تصريحات بعض المواطنين الذين التقتهم الجريدة بمدينة العطاوية، فالطابع الفلاحي لازال يطغى على المدينة بالرغم من تواجد جميع الادارات بها من أمن وسلطات محلية وغيرها، كما أن هناك من يعجبه هذا الطابع البدوي نظرا لما يجنيه من أرباح مالية قد تتراوح ما بين 250 درهم و 300 درهم ، مما شجع بعض الأشخاص إلى امتلاك أكثر من عربة لأجل استغلالها وكرائها… و مما جاء في التصريحات، أنه رغم المشاكل العديدة التي تسببها العربات المجرورة بالدواب بالمدار الحضري لمدينة العطاوية، إن على مستوى النظافة، أو حركة السير والجولان أو إتلاف البنية التحتية للطرقات، فإن المصالح المسؤولة عن تنظيم حركة السير والجولان والمجلس الجماعي للمدينة والسلطات المحلية، باتت مطالبة بمحاربة هذه الظاهرة، واتخاذ إجراءات زجرية في هذا الشأن، مع رسم مسار طرقي خاص بهذه العربات خارج المدار الحضري من شأنه أن يجنب مستعملي الطريق ( راجلين ، سائقين ) من الأضرار والأخطار التي قد تلحقها العربات المجرورة بهم . فهل من تحرك في هذا الجانب أم أن الوضع سيبقى على حاله ؟
تتسبب في مشاكل للمواطنين وللبنية التحتية : انتشار العربات المجرورة بالعطاوية بإقليم قلعة السراغنة يهدد السلامة الطرقية

الكاتب : أحمد مسيلي
بتاريخ : 26/05/2025