تجارب سينمائية : مع المخرج جون بورمان

 

أنا لا أقطع بين مشهد وآخر إلا للضرورة القصوى. ولا أحرك الكاميرا إلا إذا كان هناك سبب، أي إذا كان الحدث يتحرك وينبغي تتبع ما يجري.
معظم قواعد الإخراج التي أطبقها أكتشفتها وأخذتها من السينما الصامتة. بالنسبة لي هي القواعد الأساسية التي يجب الانطلاق منها، وهي أيضاً حداثية. عندما نشاهد أفلام صامتة للمخرج، غريفيث مثلاً، ونلاحظ الطريقة التي يستعمل بها اللقطة الواحدة الطويلة لتجسيد أفكار الشخصيات، فهذا أكثر براعة وحداثة من السينما التي يقال عنها “عصرية”.
الأولوية عندي في إخراج مشهد أن أستعمل المساحة والفضاء والحضور الجسدي بين الشخصيات. إذا كانت الشخصيات متقاربة عاطفياً أقوم بتقليل المسافة بينها، وإذا كانت متباعدة عاطفياً أضع بينها مسافة. أهتم بذلك أكثر من مفاهيم إيقاع المونتاج والتأثير البصري. أُفَضّل تصوير القليل من المشاهد وترك الحركة تدور في الكادر. الديناميكية والدراما تأتيان من اللقطة نفسها وليس من طريقة ارتباطها باللقطات الأخرى.
عندما نشاهد فيلماً مثل Armageddon نجد أنه لا يطبق أي قاعدة، هذا النوع من السينما أسميه “الوحشية الجديدة” والتي ترتكز في الواقع على نوع من السذاجة، لأنها حققها سينمائيون لم يفهموا القواعد الأساسية للغة السينمائية. قواعدهم جاءت من المحطة التلفزيونية الغنائية MTV، حيث كل شيء مسموح به من أجل إثارة انتباه المشاهد. بالنسبة لي هذا مصطنع جدا ومثيراً للحزن لأنني املك فكرة راقية عن السينما. عندما أشاهد فيلماً مصوراً بهذا الأسلوب أشعر أنني أشاهد رجلاً عجوزاً يحاول ارتداء ثياب مراهق.


بتاريخ : 06/03/2021

أخبار مرتبطة

انتقلت إلى رحمة الله الزميلة فاطمة لوكيلي، صباح أمس الثلاثاء . بدأت المرحومة فاطمة الوكيلي مسارها الصحفي بإذاعة ميدي 1

بطل المسلسل رشاد أبو سخيلة:» المسلسل رد على الأعمال الإسرائيلية والخوف فطرة بشرية   هناك العديد من الأعمال الفنية التي

نفى مصدر من المركز السينمائي المغربي أن تكون هناك أي ضغوطات قد مورست ضد أعضاء لجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *