تجربة الفنان ياسين الريس

عندما تتراقص الوجوه في جماليات فن البورتريه

لم يتلق أي تكوين في أي معهد متخصص في دراسة الفن التشكيلي، بل هي موهبة منذ مرحلة دراسته الابتدائية، إذ كان مولوعا بالخربشة و التخطيط واللعب بالألوان أجاد مسك الفرشاة والريشة ومداعبة الأقلام بكل أصنافها وألوانها خاصة الأسود منها، لتنمو معه هذه الموهبة ويجد نفسه متورطا في شيء اسمه فن الرسم وعالم الألوان والأشكال بدرجة المهووس والمفتتن، فينخرط في تكوين وصقل هذه الموهبة من خلال البحث و المواكبة وتطوير الذات في مرحلة الثانوي، مراكما تجربة فريدة مكنته من إنجاز مجموعة من الأعمال الفنية التي تنم عن تميز ونجاح بداية مسيرته كفنان عصامي بدأ في رسم اسمه بقوة في عالم التشكيل و فن الرسم على المستوى الوطني، إنه الشاب « ياسين الريس « ذو الأربعة والعشرين ربيعا، أحد شباب مدينة الدار البيضاء، حيث ازداد وترعرع ودرس لدرجة حصوله على الماستر في عالم المحاسبة والتدبير المالي.
لعله بجولة بصرية في أعمال « ياسين الريس» التي اختار أن تكون مواقع التواصل الاجتماعي «انستغرام « كفضاء للعرض، نستشف أن أغلب هذه الأعمال يطغى عليها طابع فن البورتريه، حيث أنه يحاول إبراز الانطباعات والانفعالات الإنسانية من خلال رسم تلك الوجوه مجسدا إياها بطريقة دقيقة وغاية في الإتقان، وهي كما يشهد بها العارفون في الفن التشكيلي من فنانين ونقاد، أنه ليست بالتقنية السهلة، حيث تتطلب الكثير من المهارة والدقة، وسبر أغوار حركاتها وسكناتها على الورق .
لقد استطاع «ياسين الريس» بكثافات لونية أن يحقق مفهوم الجمال دون أن يتجاوز نغمات الريشة وإيقاعاتها الحركية، وبنطاق فني واسع يترجم من خلاله عدة صعوبات تمرُّ على الإنسان، فيذللها بما يمتلكه من مشاعر تتقد عند الأزمات بما تختزنه من حس فني في لوحات نستخرج منها الكثير من المعاني المرتبطة بطبيعة الإنسان الذي يرسمه أو الأحرى الإنسان الذي يعيد تشكيله ضمن لحظات مؤثرة بالمعنى الدقيق للكلمة، ويمنحها للألوان وللغة الجسد التي يفكك شفراتها بفطنة تشكيلية يتركها كتراجيديا ملحمية متلاحمة مع الإنسان.
يبقى ياسين الريس ذاك الشاب الذي يمتلك طموحات و أحلاما لكي يكون نجما في سماء الفن التشكيلي على المستوى الوطني والعالمي، لما يمتلكه من حس فني وإنساني وعشق للوحاته التي تربطه بها علاقة وطيدة وحميمية كنهها الحب والحنان الشيء الذي يجعله يحس بالألم عند فراق أحدها، مما يعني أن أعماله تدخل فيها شخصيته والرسالة التي يريد إيصالها للمتلقي، والتي مفادها عشق الذات والحياة .


الكاتب : محمد الصفى

  

بتاريخ : 27/05/2023