“تجفيف منابع الإرهاب” للدكتور محمد شحرور 14- أي تجديد لا يسمى تجديدا إلا إذا اخترق الأصول : ادعاء النبوة كانت طريقة لاقتسام السلطة

كتاب “تجفيف منابع الإرهاب”  للدكتور محمد شحرور ، كتاب يضع من خلال فصوله ، الأصبع على الجرح بشكل  مباشر .
العنوان قد يراه البعض أنه مستفز، انتبه إليه الدكتور شحرور وأجاب عنه بوضوح  تام، حيث يؤكد أن اختيار هذا العنوان جاء  لقناعة منه، بأن الحل الأمني فى معالجة ظاهرة الإرهاب المنتشرة فى العالم لا يكفي،  وإنما هى مرتبطة بأمرين اثنين وهما، الثقافة المنتشرة فى مجتمع ما، والاستبداد.
في ثنايا هذا المؤلف المهم ،تطرق  الفقيد الدكتور محمد شحرور إلى  مواضيع  عدة ويتساءل أيضأ ،هل الإسلام حقا مسؤول عن  الإرهاب  ،أم المسؤول هو الفقه الإسلامي التاريخي، الذى صنع إنسانيا بما يلائم الأنظمة السياسية؟،كما تطرق إلى سؤال آخر ، هل القضاء على الحركات الإسلامية المتطرفة يتم  بمكافحة الإرهاب، وهل الحروب والقوة المسلحة كافية للقضاء على الإرهاب،  أو أن له جذورا فى أمهات كتب الفقه؟.
لم يتوقف الكتاب عند  طرح  الأسئلة  فقط، بل يجيب عنها بعقلانية أيضا،كما وقف بالتفصيل على تفاسير  معاني العديد من الآيات القرآنية  الكريمة،ويؤكد أن تفسيرها غير الصحيح،سبب  انحرافا ملحوظا عن الرسالة التى حملها الرسول (ص)، لتكون رحمة للعالمين، كالجهاد والقتال والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والولاء والبراء والكفر والردة.
الطبعة الثانية الصادرة عن دار الساقي،جاءت، لأن المنهح كما يقول المفكر محمد شحرور،  فرض علينا تعديل بعض المفاهيم التي وردت في الطبعة الأولى،  ولاسيما أن هذه التعديلات أجابت عن تساؤلات كثيرة كانت لاتزال  عالقة.
لايحمل الكتاب فقهاء تلك العصور وزر مانحن فيه كاملا، بل حمل المسؤولية من أتى بعدهم وزر الوقوف عند رؤيتهم بصحيحها وخطئها، داعيا إلى الخروج من القوقعة التي نحن فيها.
ونبه الكتاب إلى ضرورة ألا نضع أنفسنا كمسلمين في موضع الاتهام بكل مايعيشه العالم من تطرف وإرهاب، في نفس الآن، يرى أنه لزاما علينا  إعادة النظر في أدبياتنا وماتراكم من فقه،فالعالم لايتهمنا دائما بغير وجه حق، ويخلص إلى أن الشباب الذين ينفذون عمليات انتحارية ليسوا مجرمين في الأساس، بل هم  غالبا ضحايا تزوير الدين وتشويهه، فهم من وجهة نظره، نشأوا على تمجيد الموت، والنظر إلى القتل كالقتال والشهادة، والآخر المختلف كافر يجب القضاء عليه.وتعلم أن الجهاد في سبيل الله هو قتل الكافرين، بغض النظر عن مقياس الكفر والإيمان. 

 

يعود  الدكتور  محمد شحرور إلى  مناقشة  عدة  مفاهيم  ،منها  مفهوم  الجزية، ويرى  أن من يطالب  اليوم  بدفع  الجزية ،من غير  المسلمين  المؤمنين  في أي دولة، إنما  يطرح وهما ،ويرجع ذلك الدكتور محمد شحرور، إلى  كون  بناء  الدخل  القومي  للدولة  تغير  كليا، وإحدى  نتائجه  المهمة  فصل  الصدقات  عن هذا الدخل، في المقابل  يقول  المفكر  محمد شحرور، لا مبرر  لمطالبة  المسلمين  من غير المؤمنين  بدفع  الجزية  ،لأن  الجزية  المطلوبة  اليوم  دال  تاريخي  فقد  مدلوله، وأخذ مدلولا  آخر في قانون  الضرائب العامة. ويرى  أن  أي  دعوة  لتكريس هذا المفهوم  وتعميقه  وفرضه  لن  يؤدي  إلا  إلى طريق  مسدود  وسفك  دماء  لامعنى  لها.يعود  الدكتور  محمد شحرور إلى  مناقشة  عدة  مفاهيم  ،منها  مفهوم  الجزية، ويرى  أن من يطالب  اليوم  بدفع  الجزية ،من غير  المسلمين  المؤمنين  في أي دولة، إنما  يطرح وهما ،ويرجع ذلك الدكتور محمد شحرور، إلى  كون  بناء  الدخل  القومي  للدولة  تغير  كليا، وإحدى  نتائجه  المهمة  فصل  الصدقات  عن هذا الدخل، في المقابل  يقول  المفكر  محمد شحرور، لا مبرر  لمطالبة  المسلمين  من غير المؤمنين  بدفع  الجزية  ،لأن  الجزية  المطلوبة  اليوم  دال  تاريخي  فقد  مدلوله، وأخذ مدلولا  آخر في قانون  الضرائب العامة. ويرى  أن  أي  دعوة  لتكريس هذا المفهوم  وتعميقه  وفرضه  لن  يؤدي  إلا  إلى طريق  مسدود  وسفك  دماء  لامعنى  لها.ويرى  أن المؤمنين من أتباع  محمد(ص) كانوا  يمثلون  في السياسة حزبا  برئاسة  النبي، يحمل  كل  الأبعاد  الإيبستمولوجية  والإيديولوجية  المتقدمة  على كل  ماكان سائدا آنذاك. ويضيف محمد شحرور ،أنه كان رؤوس المهاجرين  والأنصار  يشكلون  نواة  هذا الحزب  وفق قدمهم  وأولوياتهم  في الدخول  إلى الإيمان  بمحمد  صلى الله عليه وسلم، وكانت هذه الأقدمية التنظيمية ، كما يرى  الدكتور  محمد شحرور، عاملا مهما  في مابعد  في استلام  المناصب  وتوزيع  الغنائم .هذا الأمر  شكل  حسب  كتاب  “تجفيف منابع الإرهاب “،شكل  اختراقا كبيرا  جدا  في مجتمع  يقوم  على  القبلية  والعشيرة  سرعان  ماتم  إلغاؤه بعد وفاة النبي(ص)،إذ حدثت  محاولة إنشاء تعددية  سياسية  في السقيفة  ولم تنجح.ويتابع  الدكتور محمد شحرور  قراءته لهذا الأمر، ويستخلص  ،أن الوعي  العربي الإسلامي السياسي  آنذاك قام  على أمرين  ،الأول يقول  المفكر العربي، أن كل  إنسان يريد أن يؤسس دولة يرأسها  ،كما  فعل  النبي  الكريم  عليه أن يكون نبيا  أولا، والثاني  كل من يريد إمارة المؤمنين  ،عليه  أن  ينتظر  ذهاب الرعيل الأول  الذين قامت الدولة  على أكتافهم  أول مرة  ،وهذان  الأمران حدثا في التاريخ  العربي الإسلامي. ويعود  الدكتور محمد شحرور  إلى التاريخ ،حيث  يقول  إن  أخبار الأسود العنسي  وطلحة ومسيلمة  توضح  لنا  الأمر الأول، وكيفية  ادعاء النبوة طريقة  لاقتسام  السلطة  وتقسيم  الدولة، وكيف  أن  الموضوع  برمته  ليس  أكثر  من  ردة  سياسية  انفصالية  لم يملك  الرسول  الأعظم  وأبو بكر  بعده  معها  إلا الأمر بالقتل والقتال. ويذهب  محمد شحرور متناولا  الأمر الثاني، وأكد  بشأنه  أن  المؤمنين  الأولين  أسسوا  بقيادة  محمد  صلى الله عليه وسلم، دولة  في يثرب  استطاعت أن تفتح مكة ،مركز قوى  المعارضة  ،وكما  يحدث  في  كل  حزب  يستلم  السلطة ويظهر  على المعارضة  ،يضيف  المفكر محمد شحرور، توافد  الانتهازيون  قبيل  فتح  مكة بقليل  وبعد الدخول  في دين  الحزب الجديد  ،كأبي  سفيان  وعمرو بن العاص وغيرهم  ،لكن  وجود الرعيل الأول  ذي  الأقدمية  والسبق  التنظيمي  لم يكن يسمح  للأعضاء  الجدد بالوصول إلى مايصبون إليه، لهذا  يستنتج  الدكتور محمد شحرور، أن هذا الأمر لم  يستتب  لمعاوية  إلا بعد ذهاب  رؤوس الرعيل  الأول من الراشدين الأربعة، وعلية  يقول  المفكر السوري، إن الردة  العملية  مستحيلة، وإن حدثت  على الصعيد الفردي، فعقوبتها ليست القتل، وإن الردة  الوحيدة  التي تستوجب القتل  والقتال  هي الردة السياسية  التي تستهدف بالفعل المادي  شق الصفوف  والانفراد بالحكم، والانفصال  عن الدولة  وتهديد  وحدة  الأراضي.

 


الكاتب : جلال كندالي 

  

بتاريخ : 11/05/2020

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *