تجمع خطابي كبير ومسيرة حاشدة للفدرالية الديمقراطية للشغل بفاس

 

تحت شعار « تعبئة مستمرة للتصدي للمخططات التصفوية وتحصين المكتسبات»، وفي جو من الانضباط والهدوء والمسؤولية؛ خلدت ف.د.ش العيد الأممي للعاملات والعمال بمدينة فاس، جاب فيها الفدراليون والفدراليات من مختلف القطاعات، في مسيرة حاشدة، أهم شوارع العاصمة العلمية، رفعوا خلالها لافتات ورددوا شعارات التضامن مع الشعب الفلسطيني، وأخرى منددة بالهجمة الشرسة التي تشنها الحكومة على القوت اليومي للطبقة العاملة، وشعارات مطالبة الحكومة بالاستجابة الفورية لمطالبها المشروعة التي لا تقبل التأخير، وتحسين أوضاعها، واحترام الحريات النقابية، وإرجاع الموقوفين عن العمل.
وقبل ذلك التأم الفيدراليات والفيدراليون في تجمع خطابي تناول فيه العربي طهار، كاتب الاتحاد المحلي ل ف.د.ش بفاس، الكلمة سلط فيها الضوء على أوضاع الطبقة العاملة بجهة فاس مكناس، التي لا تبشر بالخير، مستشهدا في ذلك بقطاع النقل الحضري «سيتي باص»، الذي يعيش وضعا استثنائيا، وطالب بإرجاع الموقوفين منهم الذين أنصفتهم العدالة، وعلاقة بالنقل، استنكر كاتب الاتحاد المحلي ل ف.د.ش بفاس القرار العاملي المجحف في حق العاملين بسيارات الأجرة، وطالب باحترام الحريات النقابية.
ووجه ذات المتحدث تحية خاصة لنساء ورجال التعليم على صمودهم البطولي، وطالب بإعادة الموقوفين إلى مقرات عملهم. ولم يترك الفرصة تمر دون الإشارة إلى الاحتقان الذي يعيشه قطاع كل من الصحة والجماعات المحلية والعدل معلنا تضامن الفيدراليات والفيدراليين مع نضالات هذه القطاعات الحيوية… منتقدا في ذلك الآذان الصماء للمسؤولين عليها وداعيا الشغيلة المغربية إلى المزيد من النضال والصمود لمواجهة غطرسة الليبرالية المتوحشة التي تسعى إلى الإجهاز على المكتسبات، ورفض كل المطالب العادلة للطبقة العاملة.
من جهته ألقى عبد العزيز عبيزة، عضو المكتب المركزي كلمة المركزية النقابية ل: ف.د.ش أوضح فيها أن شعار هذه السنة يكتسي طابعا خاصا يتمثل في الدفاع عن حقوق ومكتسبات الطبقة العاملة التي تتلقى الضربات المتتالية في قدرته الشرائية، وفي تقاعدها، وفي حقوقها وحرياتها النقابية، وهي تعبئة مستمرة – يقول عبيزة – من أجل وقف مسلسل الإجهاز على ما تبقى من قدرة الطبقة العاملة على مواجهة الأوضاع المعيشية الصعبة، وحقها في الحفاظ على الحد الأدنى للعيش الكريم.
وجريا على المبدأ، وإيمانا بالقضايا العادلة أخذت القضية الفلسطينية والقضية الوطنية حيزا مهما من كلمة عضو المكتب المركزي مؤكدا على التضامن اللامشروط ل ف.د.ش مع الشعب الفلسطيني ضد الغطرسة الصهيونية، ومعلنا عن الموقف الثابت من قضيتنا الوطنية بقيادة جلالة الملك، لينتقل بعد ذلك إلى السياق الدولي والوطني الذي تخلد فيه الطبقة العاملة المغربية ذكرى فاتح ماي لهذه السنة الموسومة بطعم الاحتجاج على السياسة الحكومية المنتهجة في مقاربة أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية من منطلق سياسي هيمني على المؤسسات المنتخبة، وإقصاء ممنهج للمعارضة في تعارض صريح مع المضمون الديمقراطي للدستور.
وعن الدولة الاجتماعية الذي تتبجح بها الحكومة، أوضح عضو المكتب المركزي أنه مجرد خطاب يتم تداوله ويحاولون تمريره لتكتسب الحكومة عطفا اجتماعيا لتصريف خطاب سياسي برهن على فشله. واستطرد قائلا أن ف.د.ش واعية بذلك لذا تريد حوارا اجتماعيا يهم الملفات الكبرى الأساسية وفي مقدمتها، إصلاح منظومة التقاعد بما يضمن ديمومتها واستمرارها وتحسين مستوى المعاشات، ومراجعة الحد الأدنى للمعاشات الحالية، وإيقاف التشريعات المستهدفة للحقوق والحريات النقابية، وإخراج قانون النقابات وفق الفصل الثامن للدستور لتنظيم الحقل النقابي، واحترام الحقوق والحريات النقابية ووقف الإجراءات التعسفية المنافية للقانون خاصة بالقطاع الخاص، وحماية المرأة العاملة في القطاعين العام والخاص من كل أشكال التمييز، ووقف السلوكات المنافية للقانون والأخلاق التي تتعرض لها المرأة العاملة في شكل عنف مادي أو معنوي، وتحسين حق الأمومة.
وختم عضو المكتب المركزي ل ف.د.ش كلمته بمواصلة الدفاع عن قضايا وهموم الشغيلة المغربية لمواجهة كل المخططات الرامية إلى تدجين الطبقة العاملة وتحييدها عن أدوارها الطلائعية في البناء الديمقراطي والاقتصادي، لتعزيز دعائم الدولة الاجتماعية.
وفي كلمة الحزب التي ألقاها عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية محمد إنفي، باسم الكتابة الجهوية وكافة التنظيمات الحزبية بالجهة، وبعد التحية الخاصة للطبقة العاملة من خلال ف.د.ش بالجهة، أكد إنفي أن القضية الفلسطينية قضية وطنية، وقضية المغاربة ملكا وشعبا، وجلالة الملك باعتباره رئيس لجنة القدس يضع هذه الأخيرة في صدارة اهتمامات المغرب، ولا يزايد فيها علينا أحد، مسجلا النجاحات السياسية والدبلوماسية التي حققها المغرب في ملف أقاليمنا الجنوبية، وذلك بفضل السياسة الرشيدة لملك البلاد. وبقدر ما يحقق المغرب نجاحات خارجية سجل عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بأسف كبير، الإخفاقات والفشل الذريع على المستوى الداخلي، إذ خلافا لما تروج له حكومة التغول، فإن الوضع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي ببلادنا ليس على ما يرام، حيث تدني الخدمات الاجتماعية وغلاء المعيشة وارتفاع نسبة التضخم، وارتفاع معدل البطالة، وخاصة في جهة فاس مكناس الذي يسجل نسبة 13% ، فهذه كلها عوامل لا تبشر بالخير في هذه الجهة التي تراجع فيها الاستثمار بشكل مهول. واعتبر محمد إنفي التوقيع على الاتفاق الأخير بين الحكومة والنقابات مقايضة لتمرير قوانين مدرجة في أجندتها ( الانتخابات المقبلة – سن التقاعد – وقانون الإضراب )، وهو الاتفاق الذي لا يرقى إلى نضالات وتطلعات الطبقة العاملة. وفي ذات السياق ذهب الكاتب الإقليمي لحزب اليسار الموحد الذي تناول بدوره كلمة في التجمع الخطابي أعلن فيها عن تضامنه المطلق مع المطالب العادلة للشغيلة المغربية عموما وبجهة فاس مكناس على وجه الخصوص .
يشار إلى أن التجمع الخطابي والمسيرة الحاشدة شهدت بالإضافة إلى القطاع الخاص، حضورا لافتا لقطاع التعليم والعدل والصحة والجماعات المحلية والهيئات السياسية يتقدمها مسؤولو حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالجهة.


الكاتب : يوسف بلحوجي

  

بتاريخ : 04/05/2024