تحقيقات قضائية في قضية الجواميس التي اخترقت العاصمة

في سابقة هي الأولى من نوعها فتحت المصالح القضائية بالرباط بحثا بأمر من النيابة العامة وإشرافها من أجل معرفة كيف وصل عدد من الأبقار البرازيلية إلى مركز مدينة الرباط وتجولها لساعات وتسببها في عدة إصابات للمواطنين وخلق فوضى كبيرة في حركة السير وحركة المرور، بالإضافة إلى إتلاف بعض المواد بمحلات تجارية مثل ما وقع لأحد المحلات بحي يعقوب المنصور .
وعرفت الرباط العاصمة الإدارية للمملكة، زوال الأحد، فضيحة من العيار الثقيل بعد هروب عدد غير محدد من الجواميس البرازيلية التي غادرت المجزرة لتلتحق بأهم شوارع عاصمة الأنوار وتملأ بطونها بنباتات الحدائق .
وتبقى مسؤولية عمدة الرباط ثابتة لأشرافها وأغلبيتها على مرافق المجزرة، ولم نتمكن من معرفة مستورد هذه الجواميس والمستفيدين من الصفقة، في غياب أي دور لمؤسسات حماية قوت المغاربة وكل الجهات المختصة.
وعرفت مسارات الجاموس الهارب توافد مئات المواطنات والمواطنين للفرجة، على الأقل، عن قرب، حيث منعتهم الأسعار الحارقة من الاقتراب من اللحوم الحمراء والبيضاء والسمك الذي صار من أحلام اليقظة في الوقت الذي يباع بأسعار جد منخفضة خارج الوطن.
وملأت حشود المتفرجين الشوارع في لحظة امتزج فيها الخوف بالضحك الهستيري، وتم ترديد شعارات المدرجات «سير سير» و»دير النية» و»الجاموس وصل» !
ويذكر أن الحكومة رخصت باستيراد الجواميس والأبقار من عدد من الدول قصد سد العجز بالسوق المغربية ومحاربة ارتفاع الأسعار بشكل كبير جدا حيث تجاوزت طاقة المغاربة، أمام التضخم الكبير .
وكشف اختفاء المواد الغذائية وندرتها، بكل تأكيد، فشل المخطط الأخضر الذي رصدت له ميزانيات ضخمة دون أثر ملموس أمام أول اختبار، ويبقى مطروحا بشدة مسار البحث القضائي الجاري وهل سيطال مصدر الجاموس الأصلي وصلاحيته للاستهلاك من عدمه وكذا سعره الحقيقي، خاصة وأن بعض الآراء تقول إن سعره لا يتجاوز عشرين درهما للكيلو غرام الواحد، فهل سيكون هذا في واقع السوق أم أن المضاربين لهم رأي آخر؟ !


الكاتب : محمد الطالبي 

  

بتاريخ : 11/04/2023