تدارس فرض قيود احترازية جديدة خلال شهر رمضان الأبرك تفاديا لموجة ثالثة للجائحة وتداعياتها

تتدارس السلطات المغربية المختصة إمكانية فرض تدابير احترازية وقائية جديدة خلال شهر رمضان الأبرك تفاديا لدخول المغرب في موجة ثالثة من الجائحة الوبائية لكوفيد 19، التي تعيشها العديد من الدول مؤخرا، خاصة بعد ظهور الطفرات المتحولة التي تظهر أعداد بسيطة منها في البداية تكون معدودة على الأصابع لكن سرعان ما تنتشر عدواها وتتفشى بشكل سريع.
القرار المغربي المحتمل، والذي تؤكده تحذيرات مسؤولين حكوميين، كما هو الحال بالنسبة لرئيس الحكومة، الذي نبّه إلى الأمر من خلال تدوينة، يترجم التتبع الجدي لتطور الوضعية الوبائية في بلادنا على أعلى مستوى، من أجل التعامل مع كل المستجدات الصحية بشكل يحول دون تسجيل أية انتكاسة تكون لها تبعات وخيمة إن على المستوى الصحي أو الاقتصادي أو الاجتماعي.
وارتباطا بتطورات المشهد الصحي، تعرف بلادنا خلال الأيام الأخيرة عودة قوية للأنفلونزا الموسمية التي تأخر حضورها بسبب الجائحة وبفعل العديد من الممارسات الوقائية، إلى جانب إطلاق الحملة الوطنية للتلقيح، حيث أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح، في تصريح خصّ به «الاتحاد الاشتراكي» على ضرورة الانتباه والتحلي بالحذر، داعيا الأشخاص الذين قد تظهر عليهم أعراض «الزكام» التي تكون مشابهة نوعا ما لأعراض الإصابة بفيروس كوفيد، إلى عرض أنفسهم على الطبيب وتفادي كل أشكال التراخي وإقناع الذات بأن الأمر لا يعدو أن يكون «نزلة برد»، مشددا على أن العديد من الأشخاص وصلوا إلى المستشفيات في وضعية صحية صعبة ومتقدمة بسبب التهاون والخلط، لهذا يجب الكشف والفحص والعلاج المبكر تفاديا لأية مضاعفات غير مرغوب فيها.
وأبرز رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية أن المضاعفات الصحية الصعبة بسبب الإصابة بفيروس كوفيد 19 في فرنسا نموذجا، أصبحت تظهر على الأشخاص ما بين 30 و50 سنة، وهو متغير يجب الانتباه إليه وأخذه بعين الاعتبار، مشددا على أن بلادنا اختارت رفع الحجر الصحي التدريجي والعودة إلى الحياة العادية عبر خطوات، وهو ما يعكسه العودة إلى المدارس في وقت سابق باعتماد التناوب والحفاظ على نمط التدريس عن بعد لمن يرغب في ذلك، وفتح المقاهي والمطاعم، ثم المساجد، وأخيرا الحمّامات وغيرها، وهي الخطوات التي يرافقها تتبع وتقييم لما سيليها من خطوات أخرى، لهذا يجب الاستمرار على نفس النهج المسؤول والحكيم وتفادي كل أشكال العجلة والتسرع التي قد يكون لها ما بعدها. ونوّه رئيس الفيدرالية الوطنية للصحة بعدد من التدابير التي اتخذتها بلادنا مؤخرا ومنها تعليق الرحلات الجوية مع عدد من الدول على خلفية ما يشهده العالم من تطور ملحوظ في المنحنى الوبائي الذي يتميز بالخطورة، مشيدا في نفس الوقت بالعمل الذي يقوم به ائتلاف المختبرات المغربية التي تشتغل بتنسيق تام وفي إطار تكاملي لتعقب السلالات المتحورة.
المتغير الذي أشار إليه الدكتور عفيف، سبق وأن نبّه إليه كذلك البروفسور محمد مهاوي، المسؤول عن مصلحة استقبال المستعجلات بمستشفى ابن رشد بالدارالبييضاء ، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، الذي أوضح أن الحالات التي باتت تستقبلها المستعجلات والتي يكون أصحابها في حاجة إلى ولوج مصالح الإنعاش والعناية المركزة هي لأشخاص بعضهم يبلغ سنهم 25 أو 30 أو 40 سنة، مشيرا إلى أنه لم يعد يتم تسجيل حالات حرجة في صفوف المسنين والمتقدمين في السن، مما يعكس نجاح الحملة الوطنية للتلقيح، حيث تم تمكين الأشخاص أكثر من 75 سنة في مرحلة أولى ثم ما بين 60 و 75 سنة من جرعتي اللقاح، وبالتالي تحقيق مناعة فردية في أفق تحقيق المناعة الجماعية المنشودة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 30/03/2021