عزيزي المواطن
بإمكانك اليوم أن «تسب» الأطباء كما تشاء الآن، لكن عندما توصلك الأقدار لمستشفى مغربي وتضطر للإنتظار ساعات طوال لتقف أمام طبيب بورقة وقلم أقصى جهده أن يكتب دواء يهدئك أو يطلب اختبارا موعده شهور طوال، لا تبكي ولا تتذمر فأولا وأخيرا أنت من تطلب طبيبا وكفى.
بإمكانك أن «تسب» الأطباء كما تشاء الآن، لكن عندما تجد نفسك مضطرا للاقتراض لتعالج في القطاع الخاص لأنك تعتبر الطبيب هو المسؤول عن الحالة الكارثية للقطاع العام، فلا تتذمر من فضلك.
بإمكانك اليوم أن «تسب» الأطباء كما تشاء الآن، لكن عندما تقف أمام طبيب دمرت كرامته وتجده يتعامل ككمبيوتر مبرمج يستمع ويفحص ويكتب وصفة جافة لا تتذمر فأنت من حطم كرامته.
بإمكانك اليوم أن «تسب» الأطباء كما تشاء الآن، لكن يوما ما سيرغب أبناءك في دراسة الطب وستجد نفسك مرغما على تدريسهم في القطاع الخاص لأن الكلية العمومية أنت ساهمت في تدميرها.
لسانك ملكك عزيزي المواطن اليوم، تستخدمه في تدمير جيل بأكمله، وغدا ستستخدمه في النحيب والعويل على حق ضاع منك ذات يوم.
تدوينات … المواطن شريك في النهوض بالقطاع الصحي
الكاتب : العدوي أسامة، طبيب مقيم بجراحة العظام والمفاصل.
بتاريخ : 02/11/2017