تركيب أولى محطات سيارات الأجرة الجديدة بالدار البيضاء

تم مؤخرا تركيب أولى محطات سيارات الأجرة بمحطة القطار الدار البيضاء الميناء Casa-Port، باعتبارها من أبرز النقط الحيوية بالدار البيضاء، وذلك في إطار استعدادات العاصمة الاقتصادية لاحتضان كأس إفريقيا للأمم 2025، في انتظار أن يتم تعميم هذه المحطات النموذجية على باقي المواقع خلال الأسابيع القادمة، خصوصا على مقربة من الملاعب والفنادق والمراكز التجارية الكبرى التي ستعرف حركة مكثفة أثناء البطولة القارية وذلك بهدف إعادة هيكلة النقل الفردي وتحسين الربط بين مختلف وسائل النقل بالمدينة: القطارات ، الترامواي، الحافلات، سيارات الأجرة،
يذكر أن الدار البيضاء دخلت العد العكسي لاستقبال هذه التظاهرة الإفريقية والتي تسبق تظاهرة تنظيم كأس العالم ببلادنا سنة 2030، وذلك بعدد من المشاريع العملاقة والتي تصب في إطار رؤية تنموية شاملة تجعل من هذه التظاهرة الرياضية فرصة لتعزيز البُنى التحتية، تحسين جودة الحياة، وترك إرث دائم للمدينة وللمغرب ككل يذكر بهذه الخطوة الجبارة والعملاقة التي يخطوها بلدنا الصاعد، نحو المستقبل.
لكن تحديث هذه المحطات لا يجب أن يقتصر فقط على توفير فضاءات جديدة أو تجهيزات حديثة بل يتطلب أيضا تأهيل العنصر البشري الذي يمثل واجهة هذه الخدمة اليومية، حيث إن السائقين هم الحلقة الأهم في إنجاح هذا التحول بمواكبته عبر التكوينات في مجالات التواصل وخدمة الزبناء دون إغفال أهمية تعلم اللغات الأجنبية خصوصا الإنجليزية والفرنسية للتعامل مع الزوار والسياح خلال البطولة خصوصا بطولة كأس العالم، مع الانخراط في برامج السلامة الطرقية.
الرهان الحقيقي الذي يواجه النقل الحضري في الدار البيضاء، وخاصة ما يتعلق بسيارات الأجرة، يكمن في العنصر البشري وفي تأهيل السائقين ليكونوا قادرين على تسويق صورة مشرقة عن المدينة.
صورة تغيب عنها مظاهر الغش في العدادات، أو رفض نقل الزبناء إلى وجهات معينة، أو حتى تعريضهم للسب وقلة الاحترام لمجرد أنهم أبدوا ملاحظة حول السعر المرتفع الذي يفرضه بعض السائقين، خصوصا على السياح.
نجاح منظومة النقل بالدار البيضاء لن يتحقق فقط بإحداث المحطات الجديدة أو تحسين البنيات التحتية بل يتوقف على سلوك السائق المهني ومستوى تكوينه واحترامه لرخصة الثقة التي يتوفر عليها ، باعتباره الواجهة التي يحتك بها الركاب ويمثل صورة المدينة أمام الزوار، مما يدعو إلى إدماج قيم الاحتراف والانضباط والتواصل الحضاري لدى السائقين .


الكاتب : خ. مشتري

  

بتاريخ : 15/10/2025