ترنيمة إدريسيّة

أَبَا إدْرِيسٍ،
أنْتَ القادِمُ من هناكْ،
مِنْ غياهِبِ الرّيحِ إلى رُوحِ الفَلَكْ.
سَلامًا بكَ لكَ وعليْكْ،
أَنْتَ الّذي،
بِيَدٍ تُمْسِكُنا،
وبِيدٍ تُمْسِكُ السّماءَ وحْدَكْ.
تُسامِقُ النّجْمَ ولا تُسابِقْ،
*****
أبا إدْريسٍ،
لَكَ الرِّفْعَةُ والسَّنَا.
وَهَلْ مَكَانَةُ النّجْمِ إلاّ الْفَلَكْ.
أيُّها القيْصريُّ،
الّذي يسْرِي كالنُّسْغِ فينا،
لَمْلَمْتَ أحْلامَنا ولا تَلْوي.
رَتّبْتَ الوُجُودَ على هَوَاكْ.
ياااااااااه،
كَمْ في الوُجُودِ عَبَرْتَ مِنْ وُجُوهٍ،
وأنتَ كَمَا أنتَ،
راسِخًا كالحَقيقه.
ونحنُ أمامكْ،
وإلى قَصيدَتِكَ الكوْنيّةِ نَهْفُو،
تائِهينَ وطائِعينَ وتائبينَ لَكْ.
*****
تَرُجُّ الكوْنَ والْحَرْفَ وتُعيدْ،
فَطُوبى لَكْ،
هُمْ يُعيدونَ رَجْعَ الحَرْفِ بِكْ،
وكُلٌّ لِصاحِبِهِ قَدْ مَلَكْ.
مِنْ عُشِّكَ خَرَجوا، وفي عُشْبِكَ دَرَجُوا،
وأنتَ كما أنتَ،
كالوَشْمِ أوِ النّارِ أوِ الرّيحْ.

حنينُنا وَمَسْلَكُ الرُّوحِ منّا أَشَدُّ إليْكْ.
فَارْتَعْ بيْنَ خِلاّنِكَ هُنا والآنَ،
بيْنَ هذا الفَيْءِ الّذي ظّلَّلَكْ،
فلِسانُ الحالِ مِنّا يقولُ:
يا أبا إِدْريسٍ: «هَيْتَ لَكْ».


الكاتب : عائشة عمّور

  

بتاريخ : 18/02/2022