ترومب و فلسطين ( غزة)

 

لم يكن حل ( الدولتين) للمسألتين، اليهودية و العربية ( الفلسطينية) في حينه، كما هو اليوم، احتمالا، سوى مرحلة تاكتيكية و سلمية، اضطرارية، لتحرير فلسطين، و عموم الشام، كما لتحرير اليهود أنفسهم، من جميع أنواع التأويلات الأيديولوجية و السياسية لليهودية ( صهيونية، تلمودية و توراتية) كان ذلك يعني ( السلام)، في ما يسمونه بالشرق الأوسط، و هو ما لا يستجيب لمصالح المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، فكان على أداته ( السيئة) أن تقوم بانقلاب على طرفي الإتفاق العلمانيين : الفلسطيني ( منظمة التحرير) و اليهودي الصهيوني، ممثلين في رمزيهما و قائديهما، عرفات، و رابين، و ذلك باغتيالهما، و فتح المجال لبديلهما المتدين، في الطرفين : اليهودية التلمودية من جهة و الإسلام المسيس ( حماس، و الجهاد…) في الجهة المقابلة، ليس فلسطينيا فحسب، و إنما عربيا كذلك؟
واستأثرت ( السيئة) بالعالم، بعد 1990 و ليس بالعرب و المنطقة فحسب، و عاثت فيه حروبا و فتنا و انقلابات…و زهورا وورودا و قرنفلا و ربيعا… بما في ذلك أراضي و شعوب و دول أوروبا نفسها (الشرقية عموما، يوغوسلافيا و روسيا و أوكرانيا حتى يومه؟!) فضلا عن مآسي العراق و أفغانستان و السودان و ليبيا و سوريا و عموم إفريقيا، حتى يومه،واصطناع دويلات… إلخ…إلخ
تركة ثقيلة للإصلاح، يواجهها المجمع الصناعي المدني، بقيادة فريق ترومب، و لعل المسألة الفلسطينية، هي أعقدها، و أولاها بالتأخير، مقارنة بالسهولة النسبية، لحل المعضلات الاخرى، و لعل ألحها و أيسرها و أفيدها لعموم الغرب و العالم، هي وقف الحرب الأوكرانية الروسية؟ و من تم، إعادة عقد التحالف الأمريكي-الأوروبي، على جميع مستوياته، بعيدا عن هيمنة ( السيئة) عليه مطلقا، خلال العقود الأربعة المنصرمة، ما يعنينا من ذلك، أن ما يروجه ترومب حاليا من تصريحات و مواقف حول فلسطين، ليس جدي مطلقا، بل فقط تضليلا إعلاميا و شغلا إخباريا، و تفرغا لمعارك في الداخل الأمريكي، في مواجهة من كان يستأثر بالحكم فيه (عموم المخابرات، داخلية
وخارجية) فضلا عن رأسلمال الحربي، و إعادة هيكلة الإدارات جميعا، و تأهيلها لمنافسة و مضايقة… نمط اشتراكية السوق الصاعدة في الصين الشعبية، و تحالفاتها الدولية و العالمية، المهددة للسيطرة الأطلسية، و الهيمنة الأمريكية، و بعدها فقط تتمكن أمريكا من التفرغ، لما يسمى بالشرق الأوسط، و لن يكون حلها له، مختلفا عن أسلو، بحال، إلا ما يخص جزئيات و تفاصيل، سيكون من بينها قطاع غزة خاصة
نظام عالم ما بعد الحرب 2 يتهاوى، و نظام عالمي جديد، هو في طور التأسيس و الإنبثاق، سيكون حتما أقل ظلما و استغلالا و فسادا، و اكثر سلما و تقدما و عدالة، و كل مجهود ترامب و فريقه، سيركز على أن يقلل من خسائر أمريكا و عموم الغرب الرأسمالي، و من أرباح الدول و الشعوب الضعيفة أو المستضعفة؟!


الكاتب :  د،ع، بلكبير 

  

بتاريخ : 20/02/2025