تزامنا وشهر رمضان : «سوط» الأسعار يجلد المواطنين ويلهب جيوبهم في عز جائحة كورونا

 

وجد العديد من المواطنين أنفسهم في حيرة من أمرهم وهم يجوبون الأسواق خلال الأيام الأخيرة، لاقتناء مستلزمات ومواد غذائية ترتبط بالأساس بالشهر الفضيل، بسبب الأسعار التي قفزت إلى مستويات قياسية وغير مسبوقة، التي همّت الخضر والفواكه والسمك والدواجن وغيرها، مما جعل الكثيرين يقتنون كميات أقلّ من التي كانوا يعتزمون شراءها.
وضرب عدد من مرتفقي الأسواق على امتداد الخمسة أيام الأخيرة، الأخماس في الأسداس وهم يتابعون كيف ارتفعت أسعار المواد الغذائية المختلفة بشكل صاروخي، في استغلال واضح للمناسبة الدينية، ضدا عن القدرة الشرائية التي تعرف مستوياتها تدنّيا متواصلا بسبب التداعيات الوخيمة للجائحة الوبائية اقتصاديا واجتماعيا. ارتفاع أكّد بالمقابل عدد من الباعة أن مردّه تجار الجملة الذين رفعوا من أسعار تلك المواد، وهو ما فرض الزيادات مقارنة بأسعار الأيام السابقة، للمحافظة على هامش ربح، شدّد البعض على أنه يظل بسيطا مقارنة بما يتم «استثماره» وحجم المصاريف التي تعود على عاتق البائع الصغير.
«رشيد» بائع للخضر في سوق شعبي، أكد في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أنه وزملاءه في المهنة لا يرضون بهذه التقلبات لأنها تضعهم في حرج مع زبائن اعتادوا على التسوق والتبضع من عندهم لسنوات طوال، مشددا على أن هذه الزيادات في الأسعار أضحت معتادة في مثل هذه المناسبة، وهي ترخي بتبعاتها المادية على المواطنين، ويكون لها أثرها على الباعة، الذين منهم من يقلّص هامش ربحه لكي لا يساهم في تكبد زبونه ضررا كبيرا، مع تفادي أن تلحق به الخسارة، في حين أن آخرين يبيعون بضاعتهم وتجارتهم بالشكل الذي يريحهم.
وعاينت «الاتحاد الاشتراكي» ذهولا وصدمة على قسمات وجوه العديد من المواطنين، وربات البيوت اللواتي ترددن على بعض الأسواق لاقتناء ما يحتاجه البيت من خضروات وفواكه ودواجن وأسماك، أو مستلزمات لإعداد وجبات خاصة بالشهر الفضيل، حيث اكتفت بعضهن باقتناء أشياء مقابل التخلي عن أخرى، في حين آثرت بعضهن تعديل وزن ما كن يرغبن فيه نحو الأدنى. واستغربت «سميرة» في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، قدرة بعض التجار على رفع الأسعار في مناسبات كرمضان بكل أريحية ودون إحساس بأي ذنب، خاصة في ظل الأزمة الواسعة التي تسببت فيها كورونا، مشددة على أن زوجها عاطل عن العمل، حيث تم التخلي عنه خاصة وأنه لم يكن يشتغل بكيفية قانونية ولم يتم التصريح به يوما من طرف مشغله، مؤكدة أنها تقوم ببعض الأعمال اليدوية في مجال الخياطة لكي تجد ما تسدّ به رمق أسرتها، الأمر الذي لا يؤتي أكله في كل حين، ولولا مساعدة شقيقتها لها لكان وضعها أكثر صعوبة.
تصريح إلى جانب تصريحات أخرى، عبّرت من خلالها العديد من النساء لـ «الاتحاد الاشتراكي» بكل عفوية وتلقائية، عن منسوب كبير من الألم والغضب، ودعت إلى تدخل مصالح الدولة والجهات المختصة للتخفيف من حدّة «سوط» الأسعار الذي يجلدون به في كل مناسبة من المناسبات، وحكت الكثير منهن حكايات تبين قساوة العيش، خاصة في المدن الكبرى التي يكون فيها الحضور بقوة للمال والأعمال على حساب هشاشة فئات عدة، قبل أن تنصرف عدد منهن نحو الخضروات المعروضة على الأرض بطريقة «العرّام» التي ينتظر أطفالهن طهوها ووضعها على مائدة الطعام!


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 14/04/2021