تزايدت أعدادهن بفعل ضربات الغلاء المتواصلة : «كدح نسائي» متعدد الأوجه من أجل دراهم معدودات تحمي الأسر من خطر التفكك

 

في ظل تزايد متطلبات المعيش اليومي وتعدد مظاهر «العسر» التي أصبحت تواجهها مختلف الأسر، وجدت مئات النساء، على امتداد أحياء بيضاوية مختلفة، أنفسهن مجبرات على البحث عن وسيلة لكسب مبالغ مالية بعرق جبينهن تسمح بحماية أسرهن من الانهيار والتفكك.
(م.ز) شابة في العشرينيات من عمرها اضطرتها ظروف العائلة المزرية إلى الكدح في سن مبكرة، تقول «أطبخ كل يوم ما يزيد عن 30 رغيفا (بغرير) وأذهب بها الى بعض الأحياء المجاورة لمسكني، وأجلس إلى أن يأتي أحد الزبناء ويشتري من عندي بعض «الرغيف»، واذا لم أجد مشترين بهذا الحي أنتقل إلى مكان آخر، وأواصل هذه المهمة حتى أتم بيعه، لأعود إلى البيت وأقدم المبلغ الذي حصلته لأمي لكي توفر لنا الطعام وكذا بعض مستلزمات البيت «، مضيفة « أنا هي المعيل الأول لأسرتي بعد وفاة والدي. فأسرتي تتكون من أمي وأختي ذات العشر سنوات وأخي 14 سنة، اضطررت إلى الانقطاع عن الدراسة بعد وفاة أبي لأساعد في توفير متطلبات العيش اليومي، أطمح لأن يصبح مشروعي أكبر مما هو عليه اليوم لكي أضمن عيش كريما لأسرتي».
من مجال الطبخ إلى مجال الخياطة و«التطريز»، نجد (خ.ب) سيدة مطلقة و أم لطفلين، عن تجربتها تقول « بعد طلاقي من زوجي قررت أن أخرج إلى سوق العمل، لكنني لا أتوفر على ديبلومات من شأنها أن توفر لي عملا قارا يمكنني من رعاية طفلي الصغيرين، ولم أجد سوى المعامل التي تشغل النساء طوال اليوم من أجل مبلغ لا يكفي لسد جوع البطن، فقررت أن أستغل الحرفة التي ورثتها من أمي وهي الخياطة والتطريز، وبدأت بتطريز بعض القفاطين لجاراتي».
وتابعت المتحدثة نفسها «عملي لقي استحسانا من الجارات وبعدها بدأت تأتيني عروض للاشتغال رفقة بعض الخياطات لكي أقوم بالتطريز على الملابس التي ينتجنها، وبهذا وفرت الوقت لتربية طفلي الصغيرين ووفرت لهما لقمة عيش تقيهما من الفقر».
من جهتها (ك.ال) طالبة في 22 من عمرها، تقول «لكي أوفر مصاريف التنقل من و إلى الجامعة، وحتى لا أضطر لطلب النقود من عند عائلتي، لكونها تصارع الفقر ويواجه أفرادها عناء كبيرا لتوفير مستلزمات العيش اليومي ولا أريد أن تكون مصاريف دراستي ثقلا عليهم، لذلك قمت أنا وصديقتي بتعلم فن الحياكة (الكروشي) وأصبحنا ننتج قبعات من الصوف بأشكال متنوعة وملابس للأطفال، وروجنا لأعمالنا عبر منصات التواصل الإجتماعي، وأصبحنا نتلقى «الطلب» من طرف عدد من الشبان والشابات، ما شجعنا على مواصلة التجربة، رغم متاعبها، ولكن الكدح من أجل كسب المال الحلال لمساعدة الذات والأسرة، يبقى أمرا محفزا على العطاء وكذا تكوين شخصية تقدر معنى التضحية والمسؤولية».
(*) صحافية متدربة


الكاتب : سكينة هدوش (*)

  

بتاريخ : 11/10/2021

أخبار مرتبطة

كشف مرصد العمل الحكومي عن فشل الحكومة في محاربة الفساد والاحتكار، وعدم العمل على الحد من تداعيات الأزمة الاقتصادية على

  تحت شعار «بالعلم والمعرفة نبني الوطن»، تم زوال يوم الاثنين 22 أبريل 2024 ، افتتاح أشغال المؤتمر 21  ل»اتحاد المعلمين

يعود ملف ممتلكات الدارالبيضاء ليطفو من جديد على سطح الأحداث، خاصة وأن المدينة تتهيأ لاستقبال حدثين مهمين على المستوى القاري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *