تساؤلات بشأن مشروع «ربط الخميسات بالسكة الحديدية» المعلق إلى أجل غير مسمى؟

كان الخط متواجدا بمنطقة زمور إبان الحقبة الاستعمارية 

 

يعد القطار من بين أهم وسائل النقل للمسافرين، البضائع والسلع، وتساهم مؤسسة السكك الحديدية في تحريك عجلة الاقتصاد والتنمية في أي دولة عامة وبالمنطقة والمدينة التي توجد بها على وجه الخصوص، وتعد شريانا حيويا لهما، والربط السككي يشجع على الاستثمار وجلبه، مما يعزز البني التحتية الضرورية… ومدينة الخميسات التي تعيش على إيقاع التعثر التنموي، تبقى محرومة من عدة تجهيزات أساسية ومرافق حيوية، ومن بينها السكة الحديدية، وبالتالى محطة  للقطار. تم حرمانها بعد أن كان الخط السككي متواجدا بمنطقة زمور إبان الحقبة الإستعمارية، في عشرينيات القرن الماضي، ولهذا الموضوع أشار كتاب «قبائل  زمور والحركة الوطنية»، مذكرات المقاوم السي أحمد بوبية، «سكة الحديد إلى الخميسات «، من «الإنجازات « التي قامت بها سلطات الحماية في أول عهدها في أواخر العشرينيات، مد سكة حديد صغيرة  بين سلا والخميسات… ولقد استغل الخط لمدة قصيرة في نقل الحطب وبعض منتوجات الحبوب ثم اختفى ولم تبق إلا آثاره بجانب المحطات التي كانت أنشئت من أجله، ومن آثاره الباقية إلى اليوم مدرسة أيت عزوز وعلي بأيت عبو، فهذه المدرسة أقيمت في أول نشأتها بالمحطة، كما أن الشركة المغربية – التعاونية الفلاحية بالخميسات، أقيمت ولاتزال في محطة السكة بالخميسات، وهناك مدرسة أخرى أقيمت قرب سوق الإثنين بين تيفلت وسيدي علال البحراوي وكانت هي أيضا أنشئت بالمحطة…».
لقد ظل ربط المدينة بالسكة الحديدية من بين أهم مطالب ساكنتها، وأثير موضوعه في مختلف الملتقيات والإجتماعات المحلية، الإقليمية، الجهوية والوطنية، وعلى أكثر من صعيد، وتم تناوله وبحدة أثناء عرض ومناقشة تصميم تهيئة المدينة قبل بضع سنين، وفي شأنه  أشار المسؤول الأول عن الإقليم آنذاك أثناء عرض مشروع التصميم بمقر العمالة، إلى أنه تلقى مراسلة من المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، تضمنت إبداءه الموافقة المبدئية لربط الخميسات بالسكة الحديدية ، وأثناء نفس اللقاء أكد ممثل ومسؤول مكتب الدراسات الذي أعد المشروع، أن السكة كانت مبرمجة من قبل، وفي لقاء آخر حول المخطط الجهوي لجهة الرباط سلا زمور زعير – حسب التسمية السابقة – تمت الإشارة، في الجانب المتعلق بالنقل، إلى غياب خط حديدي محوري ، وجاء في ما يخص الرهانات، موضوع «بلورة مشروع خط  يربط الخميسات بمكناس، تيفلت والرباط». كما سبق لنائب برلماني بمجلس النواب ، إبن المنطقة ، أن أثار موضوع هذا الربط ووجه سؤالا لوزير التجهيز، كما تم الاتصال به لنفس الغرض، ومع المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، وقال النائب في إحدى الندوات بالخميسات «إنه لم تتم الإشارة في تصميم التهيئة لمحطة القطار، رغم أن  دور هذا الربط حيوي ،حيث سيعطي قيمة لمجموعة من البنيات، وكنموذج، المنطقة الصناعية لعين الجوهرة بضواحي تيفلت، وبدونه تبقى التنافسية ضعيفة». كما أثير الموضوع في أحد اللقاءات الرسمية الأخرى بالمدينة، من خلال التأكيد على «أن المشروع يجب أن يدخل ضمن البرامج الحكومية ، وعلى الصعيد المحلي يتطلب الأمر تخصيص وعاء عقاري لبناء المحطة ومرور السكة». مشروع تم التطرق إليه كذلك في إحدى دورات جماعة الخميسات، حيث تمت المطالبة بالإسراع بإنجازه، باعتباره سيساعد على إخراج المدينة من عزلتها، وبالإمكان حفر نفق لمرور القطار».
إنها لقاءات كثيرة أكدت على أهمية المشروع الذي ظل رهين الوعود، التي تطلقها هذه الجهة أو تلك، طيلة عقود زمنية طويلة، فهل تتحرك الجهات المسؤولة بشكل جدي، وتيسر استفادة ساكنة عاصمة زمور والمنطقة من خدمات الربط السككي، وذلك في أفق إرساء أحد أسس الإقلاع التنموي المعطل؟.


الكاتب : أورارى علي

  

بتاريخ : 11/10/2021