تشكل عنوانا لتاريخ ثري بمنطقة زيان…حفل بالتقاليد والطقوس العريقة المندرجة ضمن التراث اللامادي

احتفالاً بحلول السنة الأمازيغية الجديدة 2972، والتي تصادف 13 يناير من كل سنة، نظمت مديرية الشباب والثقافة (قطاع الشباب)، بإقليم خنيفرة، حفلا على خلفية برنامج غني ومتميز، عملت من خلاله على إحياء مجموعة من التقاليد والعادات المصنفة في الثقافة المغربية ضمن التراث اللامادي للبلاد، والذي انطلق بصبحيات على مستوى مؤسسات القطاع بورشات كتابة تيفيناغ لرياض الأطفال، ما منح لمظاهر الاحتفال نكهة خاصة، سيما من باب توريث عمق أهمية الارتباط بالأرض لدى الأجيال وتحسيسهم بهوية التراث الأمازيغي.
وتميز البرنامج ، أيضا، بورشات تنافسية بين عدد من المشاركين، ومنها ورشة إعداد الكسكس، شاركت فيها رائدات الأندية النسوية (شعبة الطبخ)، من خلال تحضير هذه الوجبة التراثية التقليدية، بوصفة أمازيغية صرفة، ووسط طقوس أمازيغية متوجة بأجواء من الأهازيج والزغاريد المؤمنة بالمكانة التي تحتلها الأكلة المذكورة في تاريخ وثقافة الأمازيغ المغاربة، دون أن يفوت منظمي الحفل تعريف الحاضرين بمراحل تحضير الكسكس و»حاكوزة»، كوجبة عالمية وتراث إنساني لامادي يمثل إرثا ثقافيا حضاريا تم توارثه منذ قرون.
كما نظمت المؤسسة، تحت إدارة الاستاذ محمد أحوزار، ورشة خاصة باللباس الأمازيغي، والتي سجلت إقبالا ملحوظا من لدن رائدات الأندية النسوية (شعب الفصالة والخياطة والحلاقة)، حيث جرت «منافسات تحفيزية» حول أحسن زي أمازيغي وأجمل تسريحة شعر، وموازاة مع ذلك تم التعريف بأشكال الأزياء الأمازيغية، وخصوصيات كل منطقة مغربية، ومدى محافظة النساء الأمازيغيات على هذا الموروث التقليدي منذ قرون، بوصفه جزءا لا يتجزأ من التراث، ومن رموز الثقافة الشعبية المتشبعة بالأصالة الضاربة في التاريخ.
كما شمل البرنامج، الذي تم إعداده بمناسبة حلول السنة الأمازيغية «ايض ن إيناير»، أمسية فنية برحاب النادي النسوي، روض الأطفال وحضانة العالم الصغير، في احترام للتدابير الوقائية المتخذة من طرف السلطات العمومية للحد من انتشار فيروس كورونا، حيث افتتح البرنامج، في جو احتفالي شعبي، بلوحة من فن أحيدوس من تقديم أطفال روض العالم الصغير، وسكيتش تحت عنوان «أسكاس أماينو»، قبل تنظيم عرض للأزياء التقليدية، منها المنتمي لمنطقة زيان بخنيفرة، ومنطقة آيت وراين بتازة، وآيت حديدو بإملشيل، وسوس -أكادير وتارودانت. وفي أجواء غنية بلوحات فنية وأهازيج أمازيغية من منطقة أجلموس، تميزت الأمسية بفقرة عاش فيها الحاضرون على إيقاع آلة الوتر لمجموعة فنية من مريرت، والتي على أنغامها تم تقديم وجبة الكسكس ب «سبع خضاري» للضيوف مع ما يرافقها من الطقوس المعروفة في هذه المناسبات، ومن ذلك أساسا اللعب على «حظ حبة التمر المخفية في طبق الكسكس»، بالنظر لما لذلك من دلالة راسخة لدى الأمازيغ منذ القدم، ومن رمزية عميقة في استقبال العام الجديد بالخير والرخاء، وفي استبشار الفلاحين بموسم فلاحي جيد.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 19/01/2022