تشكل لهن ثقلا صحيا واقتصاديا كبيرا : النساء عرضة للإصابة بأمراض للمناعة الذاتية تسع مرات أكثر من الرجال

أكدت الدكتورة خديجة موسيار أن مجموعة من أمراض المناعة الذاتية التي تحدث نتيجة مهاجمة الجسم لنفسه من خلال ردات فعل خاطئة، تصيب النساء أكثر من الرجال، مشيرة إلى أن تسع نساء مثلا يصبن بمرض الذئبة الحمراء مقابل رجل واحد، وهو نفس الرقم بالنسبة لمتلازمة شوغرن، وأمام كل سبع إناث مصابات بمرض غريفز، وهو فرط نشاط الغدة الدرقية، نجد ذكرا واحدا مصابا، كما أن التهاب المفاصل يصيب النساء بمعدل 2.5 مقابل رجل واحد، أما بالنسبة لمرض التصلب المتعدد فالنساء يشكّلن ضعف عدد المصابين في صفوف الرجال.
وأبرزت الدكتورة موسيار، وهي اختصاصية في الطب الباطني وأمراض الشيخوخة، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن هذه المعطيات هي عالمية، في ظل غياب أرقام رسمية عن عدد بالإصابات بالتحديد في المغرب، مشيرة إلى أنه يتم التعويض عن المصاريف العلاجية بالنسبة للأمراض المدرجة ضمن قائمة تلك المعوض عنها التي حددتها الوكالة الوطنية للتأمين الصحي. وكشفت المتحدثة أن أمراض المناعة الذاتية التي تساوي بين الجنسين على مستوى الإصابات أو تصيب الرجال أكثر تعتبر قليلة، وهي تتوزع ما بين التهاب الفقار اللاصق، ومرض السكري من نوع 1، والصدفية، مشددة على أن المرأة هي التي تتحمل غالبية عبء هذه الأنواع من الأمراض في أكثر من ثلثي الحالات.
وأوضحت الدكتورة موسيار أن أمراض المناعة الذاتية هي مجموعة أمراض يهاجم فيها جهاز المناعة مكونات الجسم السليمة، ويقوم بتدميرها عن طريق الخطأ، مبرزة أنه يمكن للجهاز المناعي أن يهاجم مثلا مادة معينة، كالطبقة الواقية «المايلين» للخلايا العصبية في المخ، والحبل الشوكي، والعصب البصري، كما هو الحال في التصلب المتعدد، ويمكن كذلك أن يهاجم جهاز المناعة خلايا وأنسجة الجلد والمفاصل والقلب والكلى كما هو الشأن في الذئبة الحمراء. وأكدت المختصة أن هناك عددا كبيرا من أمراض المناعة الذاتية النادرة وغير المعروفة لدى عامة الناس، كما هو الحال بالنسبة لمتلازمة غودباستشار، ويتعلق الأمر بمرض يعطي التهاب الشرايين مع إصابة الرئتين و الكلي، ثم مرض الفقاع الجلدي الذي يسبب فقاعات، وفقر الدم الانحلالي المناعي الذاتي … وغيرها.
وأبرزت موسيار أن أمراض المناعة الذاتية، تعتبر مشكلة للصحة العامة بسبب ثقلها الاقتصادي والبشري، لأنها تعتبر السبب الثالث للاعتلال في العالم بعد أمراض القلب والشرايين والسرطانات، إذ تؤثر على حوالي 10 ٪ من سكان العالم، وتحتل البند الثالث من ميزانية الصحة في البلدان المتقدمة. وأكدت المتحدثة أن هذه الأمراض غالبا ما تكون غير قابلة للشفاء بشكل دائم، لكن العلاجات تساعد إلى إبطاء أو إلغاء الاستجابة المناعية المرضية، مشيرة إلى أنها تستند إلى مادة الكورتزون عن طريق الفم أو الحقن في الوريد بجرعة كبيرة، أو إلى مثبطات مناعية كالسيكلوفوسفاميد، والآزوثيوبرين، والميثوتريكسيت، وكذا الغلوبولين المناعي، ومؤخرا العلاجات البيولوجية.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 21/12/2023