مازال التصعيد العسكري متواصلا، بين إسرائيل وإيران، في ظل تبادل الضربات الجوية والصاروخية، مما ينذر بانفجار إقليمي واسع قد تتورط فيه قوى دولية كبرى. ففي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل قصف منشآت عسكرية ونووية داخل العمق الإيراني، ترد طهران بصواريخ الباليستية وطائرات مسّرة التي استهدفت مواقع في قلب إسرائيل.
واستهدفت إسرائيل مواقع استراتيجية داخل إيران، شملت مفاعل أراك ومنشآت نووية في نطنز، بالإضافة إلى مراكز أبحاث ومصانع صواريخ في طهران. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن هذه الضربات تستهدف الحد من القدرات النووية الإيرانية التي يعتقد بأنها وصلت إلى «نقطة اللاعودة»، وسط تحذيرات أمريكية بأن إيران قادرة على تصنيع سلاح نووي خلال أسبوعين.
وردا على الهجمات الإسرائيلية، أطلقت إيران أكثر من 300 صاروخ وعشرات الطائرات المسيّرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، في عملية أسمتها «الأسد الصاعد». وقد أسفرت هذه الضربات عن سقوط ضحايا وتدمير منشآت حيوية، وهو ما دفع إسرائيل إلى تعزيز ضرباتها الجوية وتكثيف استهداف منشآت الطاقة والبنية التحتية الإيرانية.
وفي إطار هذه المواجهة، أعلنت إيران تغيير قيادة جهاز استخبارات الحرس الثوري، بعد مقتل قادته الرئيسيين في ضربة إسرائيلية نوعية، كما فرضت السلطات الإيرانية انقطاعا كاملا للإنترنت داخل البلاد، في خطوة تهدف إلى منع تسريب المعلومات وضبط الأوضاع الداخلية.
وعلى صعيد التطورات السياسية، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة العودة للمفاوضات، محذرا من خطورة استمرار التصعيد العسكري على المنطقة والعالم.
من جهته، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيتخذ قراره خلال أسبوعين بشأن تدخل عسكري أمريكي محتمل في الحرب الدائرة، في ظل تلميحاته باستخدام قنبلة «جي بي يو-57» الخارقة للتحصينات لتدمير المنشآت النووية الإيرانية المدفونة عميقا. في المقابل، هدد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بأن بلاده لن تستسلم أبدا، متوعدا واشنطن برد «مزلزل» في حال تدخلها عسكريًا.
وتوالت التحذيرات من موسكو وبكين وباريس بضرورة وقف فوري لإطلاق النار وتغليب الحلول السياسية. في الوقت نفسه، علقت شركة ميرسك الدنماركية للشحن رحلاتها إلى ميناء حيفا الإسرائيلي بسبب المخاطر المتزايدة، وهو ما يهدد بتداعيات اقتصادية خطيرة على حركة الملاحة والتجارة في شرق المتوسط.
وفي جنوب لبنان، تتزايد المخاوف من انخراط «حزب الله» في الحرب، بعدما أعلن أمينه العام نعيم قاسم أن الحزب «سيتصرف بما يراه مناسبا»، فيما حذر وزير الدفاع الإسرائيلي الحزب من مغبة التدخل، مؤكدا أن إسرائيل «لن تتسامح مع أي تهديد جديد».
وأسفرت الحرب حتى الآن عن مقتل أكثر من 224 شخصًا في إيران و25 شخصا في إسرائيل، بينهم مسؤولون عسكريون إيرانيون كبار وعدد من علماء النووي.