تصفيات أمم إفريقيا 2023 : بعرض هزيل ومتواضع، المنتخب الوطني يقطع شوطا كبيرا في طريق التأهل

قطع المنتخب الوطني المغربي شوطا كبيرا في طريق التأهل إلى نهائيات أمم إفريقيا، المقررة صيف السنة المقبلة بكوت ديفوار، بعد انتصاره مساء أول أمس الاثنين على منتخب ليبيريا، بمركب محمد الخامس بالدار الدار البيضاء، برسم الجولة الثانية من مباريات المجموعة 11.
وبات الفريق الوطني في حاجة إلى نقطة واحدة خلال مبارتيه المقبلتين من أجل حسم التأهل رسميا، علما بأنه سيخلد إلى الراحة في شهر شتنبر المقبل، الذي سيشهد مواجهة مزدوجة بين ليبيريا وجنوب إفريقيا، على إثر توقيف منتخب زيمبابوي بفعل التدخل الحكومي في شؤون كرة القدم.
وقدم الفريق الوطني في هذه المباراة واحدا من أسوأ عروضه، حيث غاب الإقناع عن أداء اللاعبين، وكثرت الأخطاء التقنية والتكتيكية، ما جر على الناخب الوطني، وحيد خاليلوزيتش، الكثير من الانتقادات، حيث افتقدت المجموعة الوطنية للطموح والشخصية القوية خلال الجولة الأولى، رغم استحواذها على الكرة في أغلب فتراتها، لكن من دون خطورة على مرمى ليبيريا، الذي كان منتخبا عاديا جدا.
ورغم المساندة الجماهيرية الكبيرة، بفعل الحضور المكثف إلى مدرجات مركب محمد الخامس، الذي اختاره المنتخب الليبيري لاستقبال خصومه، بفعل عدم أهلية ملاعبه، إلا أن المجموعة الوطنية فضلت أن تبعث إشارات الخوف، لأن المردود الذي ظهرت به كان دون المستوى المطلوب.
ورغم التبريرات التي يمكن للناخب الوطني أن يقدمها، وفي مقدمتها خوضه هذه المواجهة بخط وسط ميدان جديد، لم يسبق للاعبيه أن جاوروا بعضهم، فغابت الحلول وقل الابتكار، إلا أن الفريق الوطني يضم الكثير من المواهب الكروية، التي بإمكانها تحمل المسؤولية، والقيام بالدور المنوط بها، شرط أن تجد من ورائها مدربا شجاعا، لا يتحفظ في اختياراته.
ووجد وحيد خاليلوزيتش نفسه مضطرا إلى تعويض المدافعين نايف أكرد وآدم ماسينا ولاعب الوسط سفيان أمرابط بسبب الإصابة وأيمن برقوق، الذي تعرض لوعكة صحية، فدفع بسامي مايي ولاعبي الوداد يحيى عطية الله ويحيى جبران وفيصل فجر مكانهم، فيما جلس طارق تيسودالي وإلياس شاعر وسليم أملاح على دكة البدلاء، تاركين أمكنتهم لعز الدين أوناحي وأمين حارث وأيوب الكعبي.
ومع انطلاقة الشوط الثانية أجبر خاليلوزيتش على إخراج العميد غانم سيايس، بعدما أحس بعياء كبير، ليترك مكانه لمدافع الوداد أشرف داري، الذي خاض فقط حصة تدريبية واحدة مع المجموعة، بعدما استنجد به في آخر لحظة.
وانتظر الفريق الوطني حتى الدقيقة 56 ليهز الشباك عن طريق فيصل فجر، بعدما انبرى لضربة جزاء أعلن عنها الحكم، عقب عرقلة أمين حاريث، الذي كان متحركا بشكل ملحوظ، قبل أن يعزز الغلة المهاجم يوسف النصيري، في الدقيقة في الدقيقة 57، مستفيدا جملة كروية متقنة، انتهت إلى أوناحي، الذي هيأ كرة في العمق الدفاعي لمهاجم إشبيلية، الذي وقع هدفه رقم 14 بالألوان المغربية.
وكان الفريق الوطني قد انتزع فوزا بشق الأنفس يوم الخميس الماضي على حساب جنوب إفريقيا، ليرفع رصيدهإ ست نقط تضعه في الرتبة الأولى، في انتظار نتيجة المواجهة المزدوجة بين جنوب إفريقيا وليبريا، التي يبدو أنها ستكون الحلقة الأضعف في هذه المجموعة.
وعموما، يمكن القول أن هاتين المبارتين، وقبلهما اللقاء الودي أمام الولايات المتحدة الأمريكية مطلع الشهر الجاري، والذي انتهى بهزيمة رفاق بونو بثلاثية نظيفة، قد كشفت الكثير من العيوب، لاسيما ما يتعلق بالجاهزية البدنية، حيث يتعين على الطاقم التقني رفع المنسوب البدني لدى اللاعبين، لمواجهة تحديات المونديال بالقوة المطلوبة، فضلا عن تحسين حس الابتكار في خط وسط الميدان، ورفع درجة الفعالية لدى لاعبي الخط الأمامي، وإيجاد الحلول الفعالة، لأن الأداء الحالي لم يحمل سوى الخوف والشك.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 15/06/2022