تضارب الأرقام عنوان تصريحات عدد من المسؤولين خلال هذه الأزمة الصحية

مستقبل الدراسة يرعب الآباء والأمهات والمتمدرسين من كل المستويات ما بعد الحجر الصحي

Les élèves des zones rurales de la province de Sefrou semblent s’adapter au nouveau contexte du risque sanitaire du Coronavirus (Covid-19), où l’école doit continuer…même à distance. 21032020 – Sefrou

 

لا يزال تضارب الأرقام السمة الأبرز لتصريحات عدد من المسؤولين حين يدلون بتصريحات ويقدمون معطيات عن الوضع الوبائي في المغرب، سواء تعلق الأمر بوزير الصحة أو مدير مديرية الأوبئة أو رئيس الحكومة، هذا الأخير الذي عاد وأكد أمام مجلس المستشارين، أن المغرب تفادى 60 ألف حالة إصابة مؤكدة وحوالي 4 آلاف حالة وفاة، مما يطرح أكثر من علامة استفهام بشأن هذه التقديرات والنظام المعلوماتي الذي يعطي هذه الاحتمالات والنتائج، إن كان نظاما معلوماتيا واحدا، أم أن لكل نظامه؟
عدد الإصابات الذي لا يزال يتصاعد يوما عن يوم، خاصة في جهة الدارالبيضاء سطات، التي وإلى جانب جهة مراكش أسفي تحتضنان حوالي 50 في المئة من مجموع الحالات التي تم تسجيلها في المغرب، يجعل المتتبعين للشأن الصحي والمختصين يضعون سيناريوهات متعددة بخصوص رفع الحجر الصحي وكيفية تطبيقه، وأشكال تفعيله، خوفا من موجة ثانية من الوباء قد تكون قاصمة، وتعصف بكل المجهودات التي بُذلت منذ بداية هذه الجائحة أدراج الرياح. وأكد عدد من المختصين لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن التصور السليم المطروح الذي يمكن من خلاله تطبيق الحجر الصحي تدريجيا يجب أن يركز على الجهات التي كان عدد الإصابات فيها قليلا والتي استطاعت تجاوز هذا الوضع الوبائي، وأن تعود الحياة الاقتصادية والاجتماعية إليها بكيفية عادية، شأنها في ذلك شأن عدد من المدن، دون أن يكون هناك تواصل مباشر بينها وبين مناطق أخرى، أي أن تظل الحركة داخلية حتى إشعار آخر.
أما بالنسبة لباقي الجهات والمدن، وخاصة بالدارالبيضاء ونواحيها التي بلغ عدد الإصابات فيها إلى 903، فيؤكد الخبراء على ضرورة التريث وأن يأخذ الحجر الصحي وقته الكافي تلافيا لأي انتكاسة، والرفع من «قيوده» عبر مراحل وبشكل تدريجي، مع إبقاء المسنين والمصابين بأمراض مزمنة وغيرهم، رهن هذه الوضعية الحالية، واشتراط إجراءات مواكبة، كالحرص على شروط الوقاية في فضاءات العمل والمرافق العمومية المختلفة، بالاستمرار في تعقيم الأيدي ووضع الكمامات الواقية، التي من المستحب أن تتم مراجعة أسعارها وأن يتم تقليصها، لأن الأمر يتعلق بوضع كمامتين إلى 3 كمامات في اليوم الواحد للعاملين والمستخدمين الذين تتغير ساعات العمل بالنسبة لهم حسب خصوصيات كل قطاع.
وكانت أبحاث فرنسية أخيرة، قام بها اختصاصي في الأمراض التعفنية وطب الأطفال، شملت 300 طفل في أفق أن تطال 600، أجريت عليهم الاختبارات للكشف عن فيروس كورونا المستجد، بيّتا أن طفلا واحدا فقط هو الذي كان مصابا بالفيروس ولا تظهر عليه أية أعراض للمرض، وهي النتيحة التي أكدت أن البالغين هم الذين يعملون على نقل العدوى ونشرها بشكل أكبر، خلافا لما أشارت إليه بعض المعطيات التي تخص هاته الجائحة في البداية.
نتيجة، تتبعها عدد من المختصين عبر العالم، كما هو الحال بالنسبة للمغرب، الذين شدد عدد منهم في تصريحاتهم للجريدة، على ضرورة الاهتمام بهذه الخلاصات والانتباه إليها، خاصة في ظل استمرار التأكيد الرسمي على أن الدراسة سيتم استئنافها، وبالتالي فإن الأطر التربوية والإدارية بالمؤسسات التعليمية الابتدائية والإعدادية يجب أن يتم التأكد من وضعها الصحي مخافة نقل الفيروس للأطفال، في حين يبقى الخوف الأكبر هو بالنسبة للثانوي والمستوى الجامعي، لأن أية امتحانات في ظرف زمني قريب، وفي ظل نفس الشروط التقليدية، قد يعصف بكل المجهودات الاستثنائية التي قامت بها الدولة منذ بداية هذا الوباء، إذ قد يمكن نقل العدوى مرة أخرى على نطاق واسع، خاصة بالعودة إلى الفضاءات التعليمية المغلقة، وغياب التهوية، وكل الضمانات الوقائية، مما يفرض التفكير ألف مرة، في كل الاحتمالات، قبل رفع الحجر الصحي وقبل استئناف الدراسة، لأن ما قد يقع قد يكون أوخم من حيث التبعات؟
وواصلت حصيلة الإصابات المؤكدة بالفيروس ارتفاعها في المغرب، بتسجيل 3377 حالة، وذلك بإضافة 168 حالة جديدة ما بين الساعة السادسة من مساء الثلاثاء والعاشرة من صباح الأربعاء، بينما بلغ عدد حالات الوفيات 149 حالة بزيادة 4 حالات بكل أسف، أما حالات التعافي فقد ارتفع عددها إلى 398 حالة بزيادة 5 حالات.


الكاتب : وحيد مبارك  

  

بتاريخ : 23/04/2020