بعد كارثة الزلزال، أصدر مؤخرا الفنان المغربي جمال الغيواني قطعة «مزال الخير في بلادي»، وهي من كلماته وألحانه وأدائه صحبة مجموعة موسيقية، تضم كل من سميرة الشبيهي (إطار بوزارة السياحة)، والفنان السينغالي مصطفى، وحكيم لحمر، أما الإنتاج فيعود لشركة «غلوب سونغ» التي سهرت على إصدار السينغل، مرفوقا بالفيديو كليب الذي يوجد حاليا في قناة اليوتوب، ومعروضا في وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد أدخل الفنان المقيم بهولندا، كلمات باللغة الأمازيغية لأول مرة منذ بداية مشواره الفني، في إشارة إلى الاعتزاز بالانتماء وبالتراث الثقافي الأمازيغي، وكذلك للتذكير بالجذور المغربية الأصيلة، كما تعمدها انسجاما مع لغة سكان المنطقة المتضررة.
وتتناول كلمات القطعة الغنائية، كارثة زلزال الحوز الذي أحدث صدمة داخل وخارج المغرب، وشكل حدثا مأساويا لم تشهده المملكة منذ قرن من الزمن، فكانت مشاعر الحزن والتضامن مع المتضررين من مخلفات الزلزال تغمر قلوب المغاربة والعالم، وهذا ما دفع الفنان جمال كي يكون أول فنان مغربي يتفاعل مع الحدث، ويعبر بأسلوبه الغيواني عن تضامنه المطلق، فرسم بلحنه وكلماته لوحة جميلة بـألوان التفاؤل والتشبت بالحياة.
وعن هذا الموضوع قال جمال الغيواني في لقاء خص به أنوار بريس « في هذه القطعة، ركزت على المستوى العالي من الكرم والخير وروح التضامن الذي أظهره المغاربة ملكا وشعبا خلال هذه الأزمة، فكان لابد لي أن أعبر عن حزني وتضامني كإنسان قبل أن أكون فنانا».
وحسب الفنان جمال، فقد تلقى مؤخرا عرضا من قبل جمعية «ألوان المغرب» وهي مختصة في تنظيم الحفلات خارج الوطن، وذلك من أجل الترويج لهذا العمل الجديد في كل من فرنسا وبلجيكا وهولندا، مشيرا إلى أن بعض المنابر الإعلامية الوطنية اهتمت بقطعة «مازال الخير في بلادي» في انتظار أن تقوم القنوات الرسمية ببرمجته في أقرب وقت ممكن، خاصة وأن القطعة الغنائية تحكي عن حدث آني لازلنا نعيش تفاصيله.
يعتبر الفنان جمال الغيواني، أحد الأسماء المعروفة في الساحة الفنية، والذي ظل وفيا لهذا النمط الغنائي بأسلوب متجدد يواكب تطور الذوق العام، ويربط في نفس الوقت بين الماضي والحاضر كما يحافظ على التراث الذي ورثه فنيا عن المؤسسين الكبار لهذا النمط الغنائي المتفرد مثل بوجميع، علال يعلى، عمر السيد، العربي باطمة، عبد الرحمن باكو..
لم يثنيه عمله كأستاذ لمادة الفرنسية بالديار الهولندية على ممارسة الموسيقى، فبعد تقاعده النسبي تفرغ الفنان جمال الغيواني بشكل احترافي، لينتج العديد من الأعمال الفنية نذكر من بينها: القلب الكبير، قالوا ناس زمان، الحال ما يشاور، الخاوة..
بالإضافة إلى ذلك يقوم جمال الغيواني بتنظيم مهرجان سنوي إحياء للأغنية الغيوانية وحفاظا على هذا الفن التراثي، حيث تم تكريم كل من عمر السيد وعلال يعلى في دورتين متتاليين,