تطاحن بين الأغلبية “المتحالفة” في دورة أكتوبر لمجلس جماعة الدار البيضاء

المعارضة تسائل عمدة المدينة عن  مآل المشاريع الكبرى المهيكلة

حديقة الحيوان بعين السبع تحتاج إلى حوالي مليارين لتفتح أبوابها

 

اتسمت الدورة العادية لشهر أكتوبر لمجلس مدينة الدار البيضاء بالارتجال والصراع بين الأغلبية. فمن جهة، لم يتم إدراج بعض النقط ذات الطابع الاستعجالي في جدول أعمال الدورة، ومنها أساسا قضية الدور الآيلة للسقوط التي تؤرق الجميع هذه الأيام، خاصة السلطات التي تحاول جاهدة إيجاد حلول لقاطنيها، وتعمل بشكل مكثف لحل هذا المشكل قبل موعد استقبال المدينة لكأس إفريقيا 2025 ومونديال 2030. إذ بعد تنبيه المسؤولين في المجلس، تمت مراسلة الأعضاء بعد انتهاء الجولة الأولى من الدورة بنقطة استدراكية، سيتم تداولها في الجولة الثانية وتتعلق بهذا الملف بغية اتخاذ قرار للشروع في هدمها.
أجواء الدورة مرت في جو مشحون، وطفت على السطح حقيقة الصراعات الدائرة في مقاطعات المدينة، إذ ذهبت مداخلات البعض من الأغلبية إلى انتقاد رؤساء لهم في المقاطعات، وكذا بعض الأعضاء المسيرين في هذه المقاطعات، كما هو الحال بالنسبة لمقاطعة المعاريف مثلا، حيث انتفض عضو من الأغلبية على رئيسه متهما إياه بالتلاعب في الميزانية الخاصة بالوقود، والانفراد بالقرارات، والقيام بالانتقائية في الأسماء التي ستطلق على الأحياء، معتبرا أن المقاطعة تعرف العديد من الاختلالات التي تتطلب التحقيق والتدقيق. عضو آخر من التحالف اتهم نائب العمدة المكلف بالشأن الرياضي والثقافي بالتلاعب في الأقمصة والمعدات الرياضية التي من المفروض أن توزع على المقاطعات، مطالبا بتشكيل لجان للتقصي في الموضوع. عضو آخر من نفس التحالف اتهم المسؤول ذاته على الشأن الرياضي والثقافي، بأنه يستغل منصبه لصالح فريقه والملاعب التي يشرف على تدبيرها، مشيرا إلى أن هناك تضاربا في المصالح حول المهمة التي أنيطت به، وكان من المفروض أن لا يُعين في هذا المنصب لأنه بذلك يخرق القانون التنظيمي، متسائلا كيف مر هذا الأمر على من كانوا مسؤولين عن التنسيق بين الأحزاب المتحالفة لتشكيل الأغلبية وتوزيع المهام.
المعارضة التي فاجأها هذا الصراع الداخلي بين الأغلبية، علق بعضهم بالقول: «وشهد شاهد من أهلها»، خاصة وأن تبادل الاتهامات أخذ حيزا طويلاً خلال الجلسة، التي بسبب ذلك كادت أن تنحرف عن جدول الأعمال.
مروان الراشدي، ممثل المعارضة عن حزب الاتحاد الاشتراكي، في معرض مداخلته ذكر عمدة المدينة بأنها تتجاهل مآل المشاريع العالقة ولم يسبق أن تحدثت عنها ولو عرضا. من بين تلك المشاريع مشروع المسرح الكبير الذي شيد وإلى حدود الآن ما زال مغلقا، ولا يدري أحد ما يجري فيه، ولم يتم الإعلان لا عن من سيديره ولا عن البرامج التي سيحتضنها، وتؤدي عنه الجماعة تكاليف استغلال الماء والكهرباء والحراسة وما إلى ذلك. كما ذكرها بحديقة الحيوانات عين السبع التي قيل بأن إعادة تأهيلها انتهت أشغالها قبل ثلاث سنوات، وإلى حدود الآن ما زالت مغلقة. بل الأدهي أن المسؤولين أعلنوا مؤخرا بأن الحديقة لكي تفتتح من جديد، فإن على المجلس توفير مبلغ 18 مليون درهم لإتمام الأشغال والإجراءات، وكذا توفير مبلغ 40 مليون لتعيين مكتب للدراسات، و40 مليون أخرى للإجراءات القانونية. وتساءل الراشدي: كيف اليوم يطلب منا توفير أموال جديدة في الوقت الذي سبق فيه الإعلان عن قرب افتتاح هذا المرفق؟ ألا يتطلب الأمر فتح تحقيق حول هذا الموضوع؟ وعاتب المتحدث المسؤولين عن المجلس كونهم خذلوا المواطنين لأنهم لم يفتحوا تحقيقا بشأن المركب الرياضي محمد الخامس، بخصوص الإصلاحات السابقة، وهو ما كان المدبرون قد وعدوا به في وقت سابق لكن ذلك لم يتم.
وختم مروان الراشدي مداخلته متحدثا عن العدالة المجالية، معاتبا المسؤولين كونهم يتعاملون بانتقائية في هذا الباب، وأعطى مثالا بتراب عمالة الحي المحمدي عين السبع، إذ أن هناك مناطق استفادت بحوالي 40 مليون درهم كقيمة للأشغال التي شهدتها، فيما لم تتعد القيمة المخصصة لتراب هذه العمالة إلى حدود الآن سوى مليون درهم.


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 09/10/2024