تعاني منها ساكنة مختلف أحياء الجديدة : انتشار الروائح الكريهة يعيد نقائص تدبير قطاع النظافة إلى الواجهة

 

مازالت الروائح الكريهة التي اجتاحت عاصمة دكالة، مؤخرا، تثير الكثير من الاستياء والجدل لدى ساكنة الجديدة خاصة على مستوى حي المطار والاحياء المجاورة، علما بأن هذه الروائح تأتي  من عدة مصادر أهمها الرياح الآتية من جهة الجرف الاصفر تحمل معها رائحة تشبه رائحة الكبريت خصوصا بالليل والصباح الباكر، حيث تنفث مداخن المعامل أدخنة  مشبعة بالغازات تعم المدينة لساعات قبل ان تسحبها الرياح المعاكسة٠ أما الرياح الجنوبية فتجلب معها روائح كريهة آتية من المطرح البلدي في اتجاه احياء المطار والسلام والنجد والكدية وملك الشيخ ونجمة الجنوب ومغرب بناء وغيرها ……والتي تصل إلى عمق وأطراف المدينة الاخرى. هذا المطرح  أنشئ سنة 2006  بمكان غير مناسب بمحاذاة التجمعات السكانية  على ارض فلاحية. وحسب مصادر مطلعة ، فإن هذه الروائح مبعثها أحواض للنفايات التي يبدو أن الشركة المعنية بتدبيرها اصبحت عاجزة عن معالجتها  كما هو منصوص عليه في دفتر التحملات، بسبب ،حسب ما يتداول ، تعطل الآليات وارتفاع كمية النفايات التي يستقبلها المطرح يوميا والتي تصل الى اكثر من 300 طن.
أما الروائح المنبعثة من معامل الحي الصناعي  فقنوات الصرف الصحي خصوصا بشارع محمد السادس هي مستقرها، حيث تتسرب من جنبات «أفواه» البالوعات روائح تثير التقزز .  كما تنبعث روائح كريهة من محيط الحاويات بمختلف أحياء المدينة نتيجة تراكم هذه النفايات حولها وعدم خضوعها للتنظيف  والغسل والتعقيم الدوري كما هو منصوص عليه في دفتر التحملات.
وكانت فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية بالجديدة قد نبهت لتدهور الاوضاع البيئية والى انتشار هذه الروائح  التي  تلوث فضاء المدينة وتضر بصحة المواطنين دون اتخاد اي اجراء يذكر من طرف المسؤولين . كما طالب عدد من فعاليات المجتمع المدني والمهتمين بالبيئة بضرورة فرض احترام الشركة  المفوضة لتدبير النفايات  لدفتر التحملات والقوانين ذات الصلة ولاسيما القانون رقم 28.00 المتعلق بتدبير النفايات و القانون رقم 10.95 المتعلق بالماء ومرسوم وزير الداخلية رقم 2.09.284 (8 دجنبر 2009) المحدد للمساطر الإدارية والمواصفات التقنية المطبقة على المطارح المراقبة  خصوصا المادة 18 التي تحتم على المستغل القيام بتحاليل كيميائية – فيزيائية وبكتيرية خاصة بجودة المياه الجوفية والمياه السطحية وكذا جودة الهواء. كما يجب التأكد من أن المؤسسات الصناعية تعالج مياهها العادمة قبل قذفها في شبكة الصرف الصحي ومعالجة مشكل الروائح المنبعثة من البالوعات.  وطالبت الفيدرالية وفعاليات المجتمع المدني السلطات المعنية بالمساهمة في تحسين الوضع البيئي بالمدينة خصوصا ما يتعلق بإنجاز الشريط الاخضر للجديدة وصيانة الحدائق العمومية وانجاز المزيد منها وتمويل مشروع المنتزه الاقليمي مكان المطرح القديم، وذلك كتعويض جزئي عن الأضرار التي تلحق ببيئة المدينة.


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 25/10/2018