تواصل مصالح الإدارة الترابية بعمالات وأقاليم المملكة الاستعدادات على قدم وساق من أجل المساهمة في إنجاح حملة التلقيح الوطنية ضد كوفيد 19، بتعبئة وتسخير كل الإمكانيات والموارد المتوفرة، البشرية منها واللوجستيكية، لكي تمر مراحل وخطوات الحملة وفقا للانتظارات وتستجيب للأهداف المسطرة، والتي لا ترتبط فقط بخطوة التلقيح بعينها، وإنما تشمل نقله من نقاط التجميع الجهوية ثم توزيعه وتخزينه وتسخيره بالجرعات الكافية لتلقيح المواطنين. عمل شاق يشمل كذلك تأطير عملية تنقل الوحدات المتنقلة نحو نقاط التلقيح المختلفة وغيرها من التفاصيل الأخرى، التي تتضح أهميتها والإكراهات المرتبطة بها خاصة في المناطق القروية والجبلية التي تعرف تحديات متعددة بعيدا عن المدن الكبرى، مما يتطلب بذل المزيد من الجهد لإنجاح هذه العملية الوطنية، لا سيّما خلال هذه الظرفية التي تتميز بصعوبة الوضعية المناخية وتساقط الثلوج وغيرها.

وأكدت مصادر “الاتحاد الاشتراكي” أن السلطات المحلية في عدد من العمالات والأقاليم قد أقدمت خلال الأيام الأخيرة على تعبئة جداول خاصة تتضمن معطيات عن وسائل النقل المختلفة التي تمت تعبئتها حسب الجماعات الترابية، مع توضيح عددها ونوع كل مركبة، إلى جانب المعلومات الشخصية الخاصة بسائقيها، وتشمل هذه العملية أيضا المركبات التي تتوفر على معدات للتبريد، مع القيام بجرد للموارد البشرية المتطوعة التي يمكن الاستعانة بها، سواء تعلق الأمر بموظفي المجالس المنتخبة أو قطاع الصحة بل وحتى المتقاعدين منه، فضلا عن عناصر الهلال الأحمر المغربي وكذا أعضاء وعضوات الجمعيات من أجل التحسيس والتأطير، دون إغفال الشقّ اللوجستيكي، كما هو الشأن بالنسبة للخيام والطاولات والكراسي والتجهيزات المشابهة التي يمكن تسخيرها في عمليات التلقيح.

وبحسب مصادر الجريدة، فإن الاستعدادات على مستوى المدن الكبرى، كما هو الحال بالنسبة لمدينة الدارالبيضاء قد قطعت أشواطا كبيرة وباتت كل المندوبيات جاهزة بشريا ولوجستيكيا للانطلاق في تلقيح الفئات المستهدفة، خلال المرحلة الأولى وفقا للمخطط الذي جرى تسطيره، وبأن بعض التفاصيل التقنية المرتبطة بالسياق الدولي في علاقة بالدولة مصدر التلقيح وبمنظمة الصحة العالمية هي التي يُنتظر الحسم فيها، لكي يتمكّن المغاربة من الاستفادة من هذا اللقاح، الذي من شأنه أن يسمح بعودة الحياة الطبيعية إلى مجراها العادي، وأن يتم طيّ صفحة الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19 بعد الحصول على الجرعتين واستيفاء الأجل الزمني لتكوين المناعة المنتظرة.