أكدت مذكرة للبنك الدولي، أن ولوج الأطفال المغاربة للمؤسسات التعليمية في سن مبكرة يعكس فجوات كبيرة بين الأكثر ثراء مقارنة بمن هم أكثر حرمانا، مشيرة إلى أن شبكة مؤسسات التعليم قبل المدرسة لا تزال ضعيفة، خاصة في المناطق النائية حيث تشتد الحاجة لها أكثر.
وبحسب الأرقام التي تم الوقوف عندها، فقد بلغت نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم مابين 4 و5 سنوات والذين التحقوا بالتعليم قبل المدرسة ما بين سنة 2015 و 2016، ما مجموعه 43 في المئة، مقابل 27.9 في المئة فقط في المناطق القروية، مؤكدة أن الأطفال أشد فقرا هم أقلّ قدرة على الاستفادة من أنشطة التنمية، وتقدّر نسبتهم بـ 16 في المئة مقارنة بالأطفال الأكثر ثراء بنسبة 58 في المئة.
وأكد البنك الدولي في مذكرته الاقتصادية عن المغرب، أن الاستثمار في تنمية الطفولة المبكرة يساعد في الحد من التفاوت ويمكن أن يكسر حلقة الفقر، مبرزا أن تيسير الحصول على التعليم في مرحلة الروض عرف تقدما بدرجة كبيرة على مدى العقود الماضية، خاصة في المدن وبمبادرة من القطاع الخاص، وبالتالي فهو ليس في متناول الجميع، مقدّما بديلا تعليميا لهياكل أكثر تقليدية، تشمل المسجد والكتاب ومؤسسات أخرى. هذه الهياكل التي أوضح التقرير المنجز في هذا الصدد أنها لا تزال منتشرة في جميع أرجاء المملكة، وبلغت نسبة الالتحاق بها بين سنتي 2015 و 2016 حوالي 60%، وهي التي تعلم الأطفال مبادئ الإسلام وقيمه الأخلاقية، فضلا عن أساسيات القراءة والكتابة والحساب، مشيرا إلى أنه نتيجة للتوسع السريع في هياكل مرحلة ما قبل المدرسة، سواء التقليدية منها أو الخاصة، فقد ارتفعت معدلات الالتحاق بالتعليم قبل المدرسة بدرجة كبيرة على مدى العقد الماضي بأكثر من 10% بين سنوات 2001 و2013 بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم من أربع إلى خمس سنوات.
وشدّدت المذكرة على أن دعم تنمية الطفولة المبكرة في المغرب يعد استثمارا أساسيا لتحقيق نتائج أفضل في التنمية البشرية، بالنظر إلى أنها لا تؤثر فقط على التطور الشخصي والاجتماعي والمهني للفرد، لكنها تقرر أيضا آفاق النمو للبلد كله، مؤكدة أن المغرب سيجني عائدات اقتصادية وبشرية طويلة الأمد من خلال وضع معايير جيدة لرعاية الطفولة المبكرة والتعليم.