أكد الباحث عبد الله باعلي، الطالب في سلك الدكتوراه في تاريخ جنوب المغرب،السبت الماضي بمحاميد الغزلان، أن الرحل يطمحون إلى توفير تعليم أساسي جيد لكافة أبنائهم.
وأوضح باعلي، في محاضرة حول موضوع «التعليم عند الرحل، من التعليم التقليدي «المحضرة» إلى المدرسة العصرية»، والتي نظمت على هامش الدورة 15 للمهرجان الدولي للرحل، أن السكان الرحل ووعيا منهم بأهمية المدرسة في الترقي الاجتماعي والتميز الاقتصادي، يأملون في تطوير تربية أبنائهم وتمكينهم من مواصلة واستكمال تعليمهم .
واستنادا إلى معطيات مستقاة من الإحصاء العام الأخير الذي أجري سنة 2014 ، أشار الباحث إلى أن 84 بالمائة من السكان الرحل لم يلجوا إلى التعليم ولا يتوفرون على أي مستوى تعليمي، مضيفا أن الولوج إلى التعليم وسط الأطفال الرحل لا يزال محدودا جدا حيث لا تتجاوز نسبة التمدرس وسط الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 7 و12 سنة ، 31.3 في المائة.
وأبرز الباحث أيضا أن دراسة ميدانية أجراها مع أسر الرحل في أقاليم طاطا وتارودانت وزاكورة ، تؤكد أن تمدرس أطفال الرحل يواجه العديد من الإكراهات المرتبطة بالتنقل المستمر والمشاكل الأسرية، وغياب موارد مالية، وكذا القيود المرتبطة بالبيئة الاجتماعية والاقتصادية والإيكولوجية.
ودعا الباحث إلى مساعدة هذه الشريحة من المجتمع عبر إقامة بنى تحتية للتمدرس وبرامج ودعائم بيداغوجية ملائمة لبيئتهم من أجل مكافحة ظاهرة الهدر المدرسي.
وتوقف عبد الله باعلي عند المبادرات التي تم تنفيذها في هذا الصدد، بما في ذلك إطلاق «المدرسة المتنقلة»التي تتولى مرافقة تلاميذ السكان الرحل أثناء تنقلاتهم الموسمية، مشيرا إلى أن العديد من الأطفال في سن التمدرس لم يتمكنوا من ولوج هذه المدارس.
ودعا في هذا الصدد ، إلى وضع خطط عمل مخصصة لـهذه الفئة وتزويدها بالخدمات الضرورية ، منوها بالمصادقة على مشروع القانون رقم 113.13 حول الترحال الرعوي وتهيئة وتدبير المجالات الرعوية.
ويعد المهرجان الدولي للرحل، وهو ثمرة تعاون بين جمعية رحل العالم والمجلس الإقليمي لزاكورة ووزارة الثقافة، أول تظاهرة من نوعها بجنوب المغرب، وهو يشكل منذ 15 سنة مرجعا دوليا للتنوع الثقافي والانفتاح على العالم.
تعليم جيد للأبناء.. مطمح كبير للسكان الرحل
الكاتب : هاجر الفقير
بتاريخ : 27/03/2018