تعميم التغطية الصحية مكّن من تسجيل صفر حالة في لوائح الانتظار ودعوات لتشجيع زراعة الكلي

أكثر من 36 ألف مغربي يخضعون لحصص «الدياليز» بسبب الفشل الكلوي

 

أكد البروفيسور طارق صقلي حسيني في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن عدد المرضى الذين يخضعون لحصص تصفية الدم قد انتقل من 4800 شخص في 2004 إلى أكثر من 36 ألف مريض اليوم، وفقا للإحصائيات الرسمية المتوفرة، مبرزا أن هذا الرقم يعتبر مقلقا بالنظر لكلفة المرض الثقيلة صحيا وماديا، وهو ما يتطلب، بحسب المتحدث، تطوير زراعة الكلي في بلادنا واستثمار الترسانة القانونية المتوفرة التي تنظم هذه العملية في إطار شفاف يؤكد على المصداقية.
وأوضح رئيس الجمعية المغربية لطب الكلي في تصريحه للجريدة أن المعدل السنوي لعمليات زرع الكلي في المغرب يقدّر بما بين 50 و 55 عملية، مبرزا أن عدد العمليات التي كانت تجرى في البداية، أي انطلاقا من سنة 1998 لم يكن يتجاوز عشر عمليات جراحية ثم بدأ العدد في التصاعد بشكل تدريجي، لكنه يظل تصاعدا لا يستجيب للانتظارات، بالنظر لأعداد المرضى الذين لا يزالون يئنون تحت وطأة المرض. وأكد البروفيسور حسيني أن 30 في المئة من ميزانية التغطية الصحية يتم توجيهها لأمراض الكلي وهو ما يعكس حجم ثقل المرض ويؤكد على ضرورة تشجيع السبل الوقائية قبل الوصول إلى مرحلة غسل الكلي التي تعرف بـ «الدياليز»، والاهتمام بشكل أكبر بالأمراض المزمنة التي تصيب الأشخاص، خاصة السكري وارتفاع الضغط الدموي ثم الأمراض التي لها علاقة بالمناعة والتعفنات.
وأشاد المتحدث في تصريحه لـ «الاتحاد الاشتراكي» بخطوة دخول قرار تعميم التغطية الصحية حيّز التنفيذ في فاتح دجنبر من سنة 2022، مشددا على أن هذه الخطوة جعلت المغرب يقطع مع لوائح الانتظار التي كانت تعج بالمرضى الذين ينتظرون دورهم للاستفادة من حصص تصفية الدم، مبرزا أنه بفضل التغطية الصحية اليوم أصبحنا أمام صفر حالة في لوائح الانتظار، إذ بات بإمكان المرضى التوجه صوب القطاع العام أو الخاص بعيدا عن هاجس توفير مصاريف العلاج، مؤكدا أن التحدي الكبير الذي يواجه المرضى حاليا يكمن في إمكانية إجراء عملية لزرع كلية، الذي يجب أن يصبح أولوية، للمساهمة في تجويد حياتهم ومنحهم أملا جديدا في العيش بعيدا عن آلات التصفية.
وجدير بالذكر أن العالم يخلد فعاليات اليوم العالمي للكلي في التاسع من شهر مارس الجاري، الذي يعدّ مناسبة للفاعلين الصحيين والمدنيين لتسليط الضوء على واقع أمراض الكلي والتحديات والإكراهات التي يعيشها المرضى.
وارتباطا بهذا الموضوع انطلقت، أمس الخميس، في الدارالبيضاء أشغال المؤتمر الوطني التاسع عشر للجمعية المغربية لأمراض الكلي، الذي ستستمر فعالياته على مدى ثلاثة أيام، وهو الحدث العلمي الذي يستضيف اختصاصيين من ثلاث قارات من إفريقيا وأوروبا وأمريكا، حيث ستشكل التظاهرة مناسبة للتكوين الطبي المستمر ولعرض أحدث المستجدات العلمية في المجال، إضافة إلى تنظيم لقاءات تفاعلية تجمع مختصين في أمراض الكلي باختصاصيين في أمراض القلب والشرايين وأمراض الجهاز الهضمي بهدف تعزيز سبل التكفل بالمرضى الذين قد يعانون من هاته العلل برمتها في آن واحد، فضلا عن مجموعة من الورشات الأخرى.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 03/03/2023