تعيد وصل الذاكرة الفنية بين الوطن والمنفى .. مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج تحتضن معرض «طروس المنفى» للفنانة بشرى اخنافو

تحتضن مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، في الفترة الممتدة من 19 دجنبر 2025 إلى غاية 18 يناير 2026، معرضا فنيًا تشكيليا بعنوان “طروس المنفى”، للفنانة المغربية المقيمة بدولة قطر بشرى اخنافو، وذلك برواق ضفاف بمقر المؤسسة بالرباط، في إطار أنشطتها الثقافية الرامية إلى إبراز تجارب المبدعين المغاربة المقيمين بالخارج وتعزيز صلتهم الفنية بوطنهم الأم.
ويقدم معرض “طروس المنفى”أحدث أعمال الفنانة بشرى اخنافو، التي راكمت تجربة تشكيلية غنية تمتد لأكثر من عقدين، وتتميز باشتغالها العميق على التباينات البصرية، من خلال التضاد بين الألوان والأشكال، وبناء علاقات دقيقة بين الكتلة والفراغ، بما يخلق إيقاعا بصريا متوازنا يلامس الحس الجمالي والفكري للمتلقي في آن واحد.
وتعتمد اخنافو في أعمالها،وفق بلاغ توصلت به جريدة الاتحاد الاشتراكي، على تنويع المواد المستعملة، من ورق وقماش ومواد معاد تدويرها، معتبرة أن لكل مادة ذاكرة وملمسا ودلالة خاصة. فالمادة، في تصورها الفني، ليست مجرد أداة لبناء الشكل، بل عنصر دلالي يسهم في تعميق المعنى وتكثيف الرؤية، ويمنح العمل الفني طابعا شخصيا يعكس علاقتها بالمنفى، وبالتحولات النفسية والوجدانية التي ترافق تجربة الاغتراب.
الفنانة بشرى اخنافو، خريجة المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء سنة 2002، تقيم حاليا بدولة قطر حيث تعمل أستاذة للفنون البصرية بوزارة التربية والتعليم. وقد شاركت بأعمالها في معارض فردية وجماعية بعدد من الدول العربية والأوروبية، من بينها المغرب وقطر والبحرين وبلجيكا وألمانيا، كما راكمت تجربة مهمة في تنظيم الورشات التكوينية في مجالات الرسم والتصوير والطباعة اليدوية.
ويمثل هذا المعرض، بحسب القائمين عليه، لحظة رمزية لإعادة ربط الوصال بين الفنانة ووطنها الأول، الذي شهد بداياتها الفنية، حيث يتحول رواق ضفاف إلى فضاء للذاكرة والحوار، وإلى منصة لنقل تجربة فنية تشكلت في المنفى لكنها ظلت مشدودة إلى الجذور.
ويؤكد هذا الحدث الثقافي من جديد دور مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج في دعم الإبداع المغربي خارج الوطن، وخلق جسور مستمرة بين الفنانين المغاربة المقيمين بالخارج والمشهد الثقافي الوطني.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 19/12/2025