تغييب الصيادلة وتسليم الأدوية خارج المسلك الصيدلاني يعمّق أعطاب مواجهة جائحة «كوفيد 19»

 

أعلنت وزارة الصحة، شهر غشت الفارط، عن تخصيص مراكز صحية مرجعية للقرب للمساهمة في مواجهة الجائحة الوبائية وإشراك أطباء القطاع الخاص والصيادلة في هذه العملية، من خلال توجيه الحالات المشكوك في إمكانية إصابتها بالعدوى صوبها، حتى يتسنى تشخيص حالتها الصحية مبكرا والتكفل بها متى تأكدت إصابتها بفيروس كوفيد 19.
خطوة تلتها خطوات تم الإعلان من خلالها عن الرغبة في الإشراك الفعلي للصيادلة الذين طالبوا بتوفير الأدوية المخصصة لعلاج المرضى المصابين بالعدوى بالصيدليات، التي تعتبر المكان الطبيعي لتواجد الأدوية، والتي يمكن صرفها بناء على وصفة طبية بمواصفات خاصة مسلّمة من الطبيب المعالج.
عملية، يؤكد عدد من المتتبعين للشأن الصحي، أنها ستمكّن من إشراك أطباء القطاع الخاص والصيادلة معا، وستساهم في التخفيف من الضغط على المستشفيات العمومية، خاصة وأن أغلب المواطنين لا يعرفون أماكن تواجد تلك المراكز الصحية المرجعية، ويجدون أنفسهم يقطعون المسافات ويترددون على عدد من المرافق، ويصطفون في طوابير لساعات إن لم يكن ليومين أو أكثر بحثا عن فرصة للاستفادة من الاختبار أو لإجراء فحص تخطيط القلب وتحاليل الدم من أجل التوصل بالدواء.
أعطاب متعددة يتواصل حضورها بالرغم من اتساع رقعة انتشار الوباء الذي يفتك بضحاياه ويرفع سقف الإصابات المؤكدة يوما عن يوم، وتدبير يرى الكثير من المختصين أنه يعرف ارتجالية وتخبطا، خاصة بعد أن تم تداول معطيات مفادها منح أطباء في القطاع الخاص بعينهم الاختبارات السيرولوجية السريعة لإجرائها على الأشخاص الذين يشكون في إمكانية تعرضهم للعدوى، والتي تعتبر غير ناجعة لتأكيد المرض من عدمه، إلى جانب تسليمهم الأدوية المخصصة لعلاج الكوفيد لمنحها لمرضاهم خارج المسلك الصيدلاني، وهو ما تسبب في تفشي موجة من السخط في أوساط الصيادلة الذين انتقد عدد منهم هذه الخطوة، التي يرون بأنها استمرار لمسلسل «الإجهاز» على هذا المرفق الذي ظل متواجدا وبقوة للإجابة عن الاحتياجات الدوائية للمرضى منذ بداية الجائحة الوبائية، بل أن عددا من الصيادلة فارقوا الحياة بعد إصابتهم بالعدوى، في غياب أية تدابير مساعدة لهم على القيام بواجبهم.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 22/10/2020