وكالات
كشفت شبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية، تفاصيل جديدة تتعلق بعملية اغتيال قائد فيلق «القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في العاصمة العراقية بغداد.
وذكرت الشبكة أن «العملية بدأت في دمشق، حينما رصدت المخابرات الأمريكية سليماني أثناء مغادرته مطار دمشق إلى بغداد»، لافتة إلى أن الأمريكيين كانوا بانتظاره، دون أن يعلم.
وأوضحت الشبكة الأمريكية أن «عددا من جواسيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية كانوا موجودين في مطار بغداد»، مشيرة إلى أنه «بعد هبوط طائرة الخطوط الجوية (ايرباص A320) في مطار بغداد، رافقت طائرات أمريكية دون طيار موكب سليماني».
شاشات كبيرة
ونقلت «NBC» عن مصدرين في المخابرات الأمريكية ومسؤولين آخرين كانوا على علم بالحادث، أنه خلال استعداد الطائرات الأمريكية دون طيار للعملية، كان المسؤولون الأمريكيون يشاهدون المشهد على شاشات كبيرة.
ولفتت إلى أن ثلاث طائرات أمريكية دون طيار اتجهت نحو موقع الطائرة التي يستقلها سليماني دون أن تخشى اعتراضها في المجال الجوي العراقي، نظرا لأن الجيش الأمريكي يسيطر عليه بالكامل، وكانت كل طائرة مزودة بأربعة صواريخ هيلفاير.
وأشارت إلى أن نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس كان مسؤولا عن استقبال الجنرال الإيراني قاسم سليماني عند الساحة الواحدة صباحا في مطار بغداد الدولي، منوهة إلى أن «الشاشات الكبيرة لم تعرض تفاصيل وجوه الأشخاص».
ولفتت إلى أنه من خلال مصادر المخابرات الأمريكية تبين أن «المهندس» استقبل سليماني، مدعية أن «المسؤول بالحشد الشعبي، متهم بقصف السفارتين الأمريكية والفرنسية في الكويت عام 2007».
وأكدت تورط الاستخبارات الإسرائيلية في عملية اغتيال سليماني، مبينة أن المخبرين تابعون للمخابرات الأمريكية، وجمعوا معلومات عن تحرك سليماني من مطار دمشق الدولي باتجاه مطار بغداد، وأسهمت معلومات استخبارية إسرائيلية في تقاطع وتأكيد هذه المعلومات.
ونوهت إلى أن المسؤول الوحيد الذي حصل على إنذار مسبق بنية استهداف سليماني، كان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من خلال وزارة الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
وأشارت الشبكة إلى أن مديرة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية جينا هاسبل كانت تراقب الوضع من مقر الوكالة في فرجينيا، وكان وزير الدفاع مارك إسبر يراقب من مكان آخر، إضافة إلى بث العملية في البيت الأبيض، لكن دونالد ترامب كان في «فلوريدا» في ذلك الوقت.
وبيّنت أن الشاشات الكبيرة أظهرت أن اثنين من كبار المسؤولين دخلوا سيارة سليماني والمهندس، قبل أن تنطلق سيارتهم، برفقة أشخاص آخرين، دون التطرق لهويتهم.
وأضافت أن الطائرات دون طيار تبعتهم، كما سعى المختصون في استخبارات الإشارات إلى تتبع الهواتف المحمولة للمستهدفين لتأكيد هوياتهم.
مكان إصدار القرار
وقالت الشبكة إن «طائرات أمريكية دون طيار بدأت في تعقب السيارات من مخرج المطار»، مضيفة أنه «بعد الموافقة الميدانية، أمر مراقبو غرفة العمليات المركزية في مقر القيادة الأمريكية (سنتكوم) في الدوحة، بإطلاق أربعة صواريخ، ولم ينجو من القصف أي شخص».
وأكدت أن «الحكومة الأمريكية تراقب أنشطة قاسم سليماني في جميع أنحاء المنطقة قبل أيام من اغتياله».
ورأت الشبكة أن «القتل المستهدف يُعد أحدث دليل على كيفية تحوّل الولايات المتحدة إلى دولة بارعة في صيد وقتل أعدائها، بعد قضاء وكالة الاستخبارات المركزية عقدين في رصد أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في أفغانستان وفشلها في قتله».
من جهته، يعتقد أنتوني كوردسمان الذي يدرس الاتجاهات العسكرية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أن الضربات المستهدفة مثل تلك التي قتلت سليماني تمثل تغييرا جوهريا في الحرب.
وحسب كوردسمان «يتطلب الأمر جهدا كبيرا في مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع – وهو ما لا يمكن لأي دولة أخرى في العالم أن تضاهيه، والذي يعد مكلفا للغاية ويستغرق وقتا طويلا ويتطلب الكثير من الخبرة».
وذكرت الشبكة الأمريكية أن ما يجعل سليماني مختلفا عن الأهداف السابقة، هو أنه كان ممثلا حكوميا ومسؤولا رفيع المستوى في حكومة أخرى، واغتياله سيؤدي إلى انتقام متوقع من إيران، لهذا السبب أثارت عملية اغتياله الجدل أكثر من غيرها.
ولكن من الناحية الفنية، كان الأمر واضحا إلى حد ما، فقد غامر سليماني بالظهور إلى الرأي العام في السنوات الأخيرة لذلك لم يكن من الصعب العثور عليه، على عكس بن لادن الذي كان مختبئا في باكستان عندما قُتل في سنة 2011، أو زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي الذي قُتل بعد مطاردة دامت سنوات.
وأوردت الشبكة أن تتبع رحلات سليماني استغرق بعض الوقت، ناهيك عن أن معرفة المكان الذي سيكون فيه، تعد عملا استخباراتيا، كما هو الحال عند التخطيط لقتله بطريقة لا تخاطر بأي ضحية مدنية.
وكان مسؤول أمني عراقي كشف الخميس، أن التحقيق الأولي يشير إلى تورط شبكة جواسيس داخل مطار بغداد، في عملية اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.
ونقلت «رويترز» عن مسؤول أمني، لم تكشف عن هويته، أن المشتبه فيهم، هم أربعة موظفين من أمن مطار بغداد، وآخران بشركة طيران بمطار دمشق، مضيفا أن «المشتبه فيهم الأربعة نقلوا معلومات للجيش الأمريكي، في إطار شبكة تجسس أوسع»، على حد قوله.
واغتالت الولايات المتحدة سليماني فجر الجمعة 3كانون الثاني/ يناير الجاري، برفقة نائب رئيس الحشد الشعبي أبي مهدي المهندس وآخرين، بعد لحظات من خروجهم من مطار بغداد الدولي.
ورد الحرس الثوري على عملية الاغتيال الأمريكية، بإطلاق أكثر من 10 صواريخ باليستية باتجاه قاعدة «عين الأسد»، التي تستضيف قوات أمريكية في العراق، ولم تعلن واشنطن عن وقوع خسائر بشرية.
وسائل إزعاج أمريكا
نشرت صحيفة «الإندبندنت أونلاين» مقالا جاء فيه أن الشعب الإيراني هو الذي سيدفع ثمن المواجهة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.
وكتبت رئيسة تحرير النسخة الفارسية، كاميليا انتخابي فرد، أن البعض يرى أن القصف الإيراني الأخير لقواعد تستخدمها القوات الأمريكية في العراق هو الرد النهائي، لكن إيران لديها الكثير من الأدوات لترد على الولايات المتحدة.
وأضافت، بحسب ما نشرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أن «ترامب لا يسعى إلى إشعال حرب ضد إيران بما يؤثر على فرصه في الفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة، لكنه رغم ذلك أمر بقتل قائد بارز ومؤثر، وكان اسمه يثير الخوف بين حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط».
وتقول: «ربما لن يصرح أحد من هؤلاء الحلفاء بسعادته باغتيال سليماني علنا، لكنهم في السر يشعرون بالفرح بما فعل ترامب».
ولفت إلى أن إيران لا تستطيع أن تواجه الولايات المتحدة في حرب مفتوحة، وعليه فقد قررت تقييد الهجمات على القواعد شبه الفارغة، وأبلغت الأمريكيين قبل الهجوم للتأكد من عدم سقوط قتلى.
وختمت بأن إيران لديها العديد من الأساليب التي يمكنها من خلالها أن «تقلق الولايات المتحدة، وتقض مضجعها في المنطقة بأسرها، عبر المليشيات التي تحارب بالوكالة عنها، مثل تهديد الملاحة في مضيق باب المندب، وفي الخليج وبحر عمان، ناهيك عن الهجمات الإلكترونية التي يمكن أن تضر بالولايات المتحدة في المستقبل».
مضيق هرمز
تحدث محللون متخصصون في شؤون المنطقة، الاثنين، عن بعض الأساليب المحتملة للرد الإيراني على اغتيال الجنرال قاسم سليماني.
وقال محللون إنه من غير المرجح أن تغلق إيران مضيق هرمز، وهو ممر الشحن الأشد ازدحاما في العالم، خشية إثارة انزعاج حلفائها في الخليج والصين.
وتهدد طهران منذ زمن طويل بإغلاق الممر المائي بين إيران وعمان بعرض 33 كيلومترا عند أضيق نقطة، ويمر من خلاله حوالي 30 في المئة من إجمالي النفط الخام وغيره من المواد النفطية المتداولة بطريق البحر، كوسيلة للرد على الغرب.
لكن طهران تجد مجال المناورة أمامها محدودا، بعد مقتل سليماني في هجوم أمريكي بطائرة مسيرة، في الثالث من يناير في مطار بغداد.
كما أن ضربات إيران الصاروخية الانتقامية على قواعد عراقية يوجد بها جنود أمريكيون، والتي لم تتسبب في وقوع إصابات، وإسقاطها بطريق الخطأ طائرة ركاب أوكرانية، ضيّق أمامها المجال لعمل سريع آخر.
ويقول المحللون إن الأولوية العاجلة أمام الجمهورية الإسلامية هي وقف التصعيد.
وقال مايكل ستيفنز، وهو باحث في معهد رويال يونايتد سيرفسز، ومحلل سابق معار بوزارة الخارجية البريطانية في الشرق الأوسط: «الإيرانيون لن يغلقوا مضيق هرمز».
وأضاف: «لا يريدون أن يثيروا الانزعاج لقطر، أحد حلفائهم القلائل في الخليج، وهناك سلطان جديد في عمان يحتاجون إلى علاقة طيبة معه. هم بحاجة إلى الحفاظ على هؤلاء الحلفاء».
علاوة على ذلك، ستعارض الصين، التي تزيد نفوذها في المنطقة وتشتري ما بين 50 في المئة و70 في المئة من صادرات النفط الإيراني، أي انقطاع لتدفق موارد الطاقة عبر المضيق، حسبما يقول جوناثان إيال، المدير الدولي لمعهد رويال يونايتد سرفيسز.
وفي الوقت الذي يُتوقع فيه أن توسع إيران الرد على مقتل سليماني في الوقت المناسب، إما بشكل مباشر أو من خلال الوكلاء في الشرق الأوسط، فإن الولايات المتحدة وضعت طهران في موقف دفاعي باتساع نطاق الضربة التي استهدفت سليماني وجرأتها.
وقال ستيفنز: «التكلفة الآن مرتفعة للغاية بالنسبة لإيران… عليهم أن يضعوا في حساباتهم أنه لا توجد حدود الآن فعليا بالنسبة للأمريكيين عندما يتعلق الأمر بالانتقام» من أي تحرك من جانب طهران.
وأضاف: «أي رد كبير واستعراضي (من إيران) غير مرجح إلى حد كبير، بالنظر إلى هذه الاعتبارات».
وهدد حكام إيران من رجال الدين والقادة العسكريين بالثأر، بعد ضربة جوية أمريكية على مطار بغداد، أمس الجمعة، أدت إلى مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والعقل المدبر لتنامي نفوذها العسكري في الشرق الأوسط.
خيارات إيران
سبق أن استخدم الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لغة التهديد والوعيد خلال عدة أزمات، لكن لم يبد أي منهما اهتماما بالحرب الشاملة.
لكن لا يمكن استبعاد حدوث مواجهة عسكرية. ويواجه خامنئي معضلة.
فإذا دعا إلى ضبط النفس، فقد يبدو ضعيفا في الداخل وبين الوكلاء الذين وسعوا نطاق النفوذ الإيراني. ولهذا السبب، فقد تلجأ إيران لخيار الانتقام على نطاق أصغر.
وقال كريم سجادبور، وهو باحث بارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي على تويتر، إن على خامنئي أن يزن رد الفعل بعناية. وقال: «الاستجابة الضعيفة تخاطر بفقدان ماء الوجه، والاستجابة المفرطة في القوة تخاطر بفقدان رأسه. خامنئي هو الخصم الدولي الأكثر أهمية بالنسبة لترامب في عام 2020».
ووفقا لتقرير أصدرته وكالة المخابرات الدفاعية الأمريكية في ديسمبر، فإن القوة العسكرية الإيرانية تعتمد على ثلاث قدرات أساسية؛ هي برنامج الصواريخ الباليستية والقوات البحرية، التي يمكن أن تهدد الملاحة في الخليج الغني بالنفط، ووكلاء الفصائل التابعة لها في بلدان مثل سوريا والعراق ولبنان.
وتقول إيران إنها تمتلك صواريخ دقيقة التوجيه، وصواريخ كروز، وطائرات مسيرة مسلحة قادرة على ضرب القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج، والوصول إلى إسرائيل، العدو اللدود لطهران وحليف الولايات المتحدة. ويمكن لصواريخ شهاب الباليستية محلية الصنع في إيران، التي يصل مداها إلى 2000 كيلومتر، حمل عدد من الرؤوس الحربية.
وردا على مقتل سليماني، يمكن لطهران أو وكلائها مهاجمة ناقلات النفط في الخليج والبحر الأحمر، وهو ممر شحن عالمي رئيسي للنفط وغيره من التجارة؛ لأنه يربط المحيط الهندي بالبحر المتوسط عبر قناة السويس.
تكتيكات إيران غير المتوقعة والوكلاء
قد يعرّض قتل سليماني القوات الأمريكية المتمركزة في الشرق الأوسط للخطر. وتعتمد إيران بشكل أساسي على تكتيكات غير متوقعة، وعلى وكلائها الإقليميين؛ لمواجهة الأسلحة الأمريكية الأكثر تطورا.
ونقلت إيران طائراتها المسيرة وخبرتها الفنية إلى الحلفاء. واستخدم الحوثيون اليمنيون صواريخ وطائرات إيرانية الصنع لقصف مطارات في السعودية، خصم إيران الرئيسي في المنطقة.
واتهمت الولايات المتحدة والسعودية إيران بتنفيذ هجمات على ناقلات نفط بالقرب من المضيق العام الماضي، كما حمّلتا طهران المسؤولية عن هجمات على منشأتي نفط في المملكة في سبتمبر. ونفت طهران هذه الاتهامات.
واستخدمت الفصائل المدعومة من إيران في العراق قذائف المورتر والصواريخ لمهاجمة القواعد التي تتمركز فيها القوات الأمريكية. وفي يونيو، اقتربت إيران من الحرب مع الولايات المتحدة، بعد أن أسقطت طهران طائرة أمريكية مسيرة بصاروخ سطح/ جو، في تحرك كاد يؤدي لضربات انتقامية أمريكية.
والسبت، قال عضو مجلس خبراء القيادة في إيران أحمد خاتمي إن القوات الأمريكية المنتشرة في العراق ودول المنطقة قد تكون أهدافا للانتقام الإيراني، وقال: «دماء قاسم سليماني تغلي لطرد القوات الأمريكية من العراق»، مشيرا إلى أنه «لا حل في المنطقة سوى بطرد القوات الأمريكية منها لأن وجودهم بمثابة استمرار التواطؤ ضد المنطقة».
وفي سياق تحديد جغرافية الرد، قال خاتمي إن «قاسم سليماني شهيد دولي إسلامي، والعراق سوريا واليمن وحزب الله اللبناني سينتقمون لمقتله».
من جانبه، وسّع محسن رضائي، أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، علنا دائرة الاستهداف لتشمل إسرائيل، معتبرا أن «اغتيال قاسم سليماني قد يكون مؤامرة أمريكية إسرائيلية وهناك احتمال أن تكون إسرائيل هي من قدمت معلومات لأمريكا حول تواجد سليماني في سوريا».
التوقيت
يرى علي الفونة، وهو باحث كبير في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، أن من غير المرجح أن تسارع إيران لاتخاذ إجراء.
وقال: «إيران ليس لديها خيار سوى الرد والانتقام لاغتيال الميجر جنرال سليماني… لكن الجمهورية الإسلامية تتسم بالصبر، وتوقيت وطبيعة هذه الضربة ليس معروفا لنا بعد».
النفوذ الإيراني
أثبتت إيران وحلفاؤها أن نفوذهم واسع النطاق.
في عام 1994، قاد أحد أعضاء حزب الله اللبناني، المدعوم من إيران، شاحنة محملة بالمتفجرات إلى مبنى جمعية المساعدة اليهودية الأرجنتينية، ما تسبب في مقتل 85 شخصا. وتلقي الأرجنتين باللوم على إيران وحزب الله في الهجوم، وهو ما ينفيانه.
كما تلقي الأرجنتين باللوم على حزب الله في الهجوم على السفارة الإسرائيلية في بوينس أيرس، عام 1992، الذي أدى إلى مقتل 29 شخصا.
ويقول مسؤولون أمريكيون وأرجنتينيون إن حزب الله ينشط فيما يعرف بمنطقة الحدود الثلاثية بين الأرجنتين والبرازيل وباراجواي، حيث يمول اقتصاد غير مشروع عملياته.
وكتب سجادبور من كارنيجي على تويتر إن ما سيحدث «على الأرجح هو هجمات مستمرة بالوكالة ضد المصالح الأمريكية وحلفاء واشنطن، على المستوى الإقليمي، وحتى العالمي. لإيران باع طويل في هذه الهجمات في أوروبا وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، بدرجات متفاوتة من النجاح».
دبلوماسية لا مواجهة
في الماضي، أبقى قادة إيران الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية لتحقيق أهدافها، لا سيما عندما يتعرض اقتصادها لضغوط شديدة بسبب العقوبات الأمريكية الهادفة إلى إضعاف قيادتها.
وقال دبلوماسي إقليمي كبير: «سبق أن عملت إيران وأمريكا معا في أفغانستان والعراق ومناطق أخرى. لديهما مصالح مشتركة وأعداء مشتركون. سيدفع الجانبان ثمنا باهظا في المواجهة العسكرية، لكن بوسع الدبلوماسية حل الكثير من المشاكل، كما أنها خيار».
واستبعدت إيران إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، ما لم تعد واشنطن إلى الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، وترفع كل العقوبات التي عاودت فرضها على طهران بعد انسحابها من الاتفاق في عام 2018. وفي مؤشر على أن الباب مفتوح للدبلوماسية، قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بعد مقتل سليماني، إن واشنطن ملتزمة بخفض التوتر في المنطقة.
وقال سجادبور: «في الوقت الذي يتوقع فيه كثيرون حربا عالمية ثالثة، فإن العقود الأربعة الأخيرة من تاريخ إيران تبرز أن الشيء الأهم بالنسبة للجمهورية الإسلامية هو بقاؤها. طهران لا تتحمل حربا شاملة مع الولايات المتحدة، في الوقت الذي ترزح فيه تحت وطأة عقوبات اقتصادية مرهقة واضطرابات داخلية، لا سيما من دون سليماني».