أقدمت عناصر الدرك الملكي بمركز أولاد غانم أواسط الأسبوع الماضي، في عملية نوعية وغير مسبوقة، على تفكيك عصابة متخصصة في ممارسة أنشطة مشبوهة بالشريط الساحلي للجديدة، وجاءت عملية التفكيك بعد توصل عناصر الدرك بإخبارية تفيد بتواجد سيارة من نوع «داسيا دوستر» متوقفة بالقرب من إحدى «الحطات» بدوار الشروقة بجماعة أولاد عيسى وبها بعض الآليات والأشياء الغريبة والمشبوهة.
وفور علمها بالنبأ انتقلت عناصر الدرك إلى دوار الشروقة وتم رصد السيارة المشبوهة والتي لم يدل أحد من ساكنة الدوار عن صاحبها أو عن أسباب توقفها بهذا المكان، وأثناء تفتيش محتوياتها عثرت العناصر الأمنية بداخلها على قارب مطاطي من نوع «زودياك» مع أفرشة من الألمنيوم الخاصة بالمطاط ومحرك مائي ذي سرعة قصوى وكبيرة جدا.
وبعد تنقيط الرقم الاستدلالي للسيارة تم التوصل إلى أنها مكتراة من قبل وكالة لكراء السيارات يتواجد مقرها بمدينة الدارالبيضاء وتم التعرف على هوية المكتري الذي لم يكن سوى شقيق مستشار جماعي، ومواصلة للبحث والتحري قامت عناصر درك أولاد غانم بالاتصال بصاحب وكالة كراء السيارات الذي صرح بأن السيارة مكتراة باسم شقيق المستشار الجماعي وبتدخل ووساطة من شخص يدعى «عثمان» تبين بعد ذلك أنه صاحب ضيعة بمنطقة المكانسة بمدينة الدارالبيضاء.
وبعد تجميع العناصر الدركية لهذه المعلومات الثمينة تم رصد تحركات السيارة المشبوهة منذ مغادرتها مقر وكالة الكراء إلى حين وصولها إلى دوار الشروقة باستعمال تقنية «ج،ب،س»، حيث تم رصد توقف السيارة بإحدى الضيعات بمنطقة المكانسة بالدارالبيضاء لمدة ثلاث ساعات والتي تعود ملكيتها للمدعو «عثمان»، قبل أن تنتقل صوب الجرف الأصفر ثم إلى دوار الشروقة بجماعة أولاد عيسى.
وفي الساعات الأولى من صباح الأربعاء 4 مارس انتقلت عناصر درك أولاد غانم، بعد التنسيق مع الوكيل العام للملك باستئنافية الجديدة والوكيل العام باستئنافية البيضاء وعناصر أمن عين الشق بالبيضاء وعناصر المركز القضائي لدرك 2 مارس، إلى الضيعة المستهدفة وقامت بمداهمتها حيث أسفرت العملية عن توقيف شقيق صاحب الضيعة وحجز هواتف ذكية وبعض المعدات التي تستعمل لركوب البحر، كما تم حجز ثلاث سيارات كانت مركونة داخل الضيعة وبعض المعدات التي تستعمل في إخفاء معالم هوية المحركات، وبعد تنقيط السيارات الثلاث التي تم حجزها بالضيعة تبين أنها مزورة .
هذا ولايزال صاحب الضيعة وسائق السيارة المنحدر من دوار الشروقة، والذي هو في نفس الوقت شقيق مستشار جماعي، في حالة فرار، فيما تم اعتقال زوج شقيقة المستشار الجماعي الذي كانت السيارة متوقفة أمام «حطته» والذي كان على علم بكون صاحب السيارة هو صهره وأخفى الأمر عن عناصر الدرك.
ولايزال البحث جاريا تحت إشراف النيابة العامة المختصة من أجل التعرف على حقيقة الأنشطة التي كانت تنوي هذه الشبكة مباشرتها بالمنطقة وهل يتعلق الأمر بالتهريب الدولي للمخدرات أم بالهجرة السرية؟
إلى ذلك فقد تم تقديم المشتبه بهما أمام أنظار الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالجديدة، صباح الجمعة 6 مارس 2020، بتهم حيازة معدات تستعمل في نشاط محظور وفي وضعية غير قانونية مخصصة لركوب البحر بما في ذلك الهجرة السرية والتهريب الدولي للمخدرات، فيما صدرت مذكرة بحث وطنية في حق باقي أفراد هذه الشبكة الذين هم في حالة فرار.